حسين عبدالبصير

"عتبات البهجة".. المتحدة تعيد السحر دائمًا للدراما المصرية

الإثنين، 25 مارس 2024 09:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعترف أنني كنت في غاية في السعادة منذ أن علمت أن الشركة المتحدة للخدمة الإعلامية الرائدة في مجال الدراما المصرية تنتج مسلسلاً كبيرًا ومهمًا عن رواية "عتبات البهجة" لكاتبنا الكبير الروائي العظيم الأستاذ إبراهيم عبد المجيد بالاسم نفسه. ودون شك، فإن للمبدع الكبير الدكتور مدحت العدل دورًا كبيرًا في اختيار هذه الرواية الجميلة وتحويلها إلى عمل درامي معاصر يواكب زمننا الحالي، ويحاول أن يضفي البهجة على حياتنا وأيامنا في هذه الفترة المهمة من تاريخ مصر الخالدة والعالم العربي والعالم كله. فله منا جميعًا كل الشكر والتقدير والاحترام.

إن الجميل في هذا المسلسل هو عودة النجم الكبير الفنان يحيي الفخراني لشاشة التليفزيون بعد أن افتقدنا طلته منذ فترة، والجميل أيضًا هو عودة المخرج الكبير الفنان "مجدي أبو عميرة" للدراما التليفزيونية ومع النجم يحيي الفخراني بعد أن قدما معًا أعمال جماهيري جميلة مثل مسلسل "يتربى في عزو"، و"جحا المصري". وهما ثنائي إبداعي عظيم في التمثيل والإخراج. فكل الشكر للشركة المتحدة على القيام بالنجاح في عودة هذا الثنائي المدهش للعمل مرة أخرى؛ كي يمتعا الجمهور المصري والعربي بإبداعهما السهل الممتنع البسيط والعميق والبديع في الوقت نفسه.


تعبر رواية "عتبات البهجة" عن البسطاء في مشاعرهم، وعن الأبرياء في استقبالهم للعالم من حولهم؛ وذلك حين يكون الإنسان منا وحيدًا، يبحث عن الفرحة والبهجة، ليس في وحدته، ولكن في مصادقة الآخرين. إننا نعرف جميعًا أن المصير الإنساني واحد، وأن الإنسان اجتماعي بطبعه، كما قال مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون. وندرك جيدًا ان الانتصار على أية قسوة قد تحاصرنا أو تواجهنا في هذا العالم في أي وقت ليلاً أو نهارًا، ليس له حل سوى بالإيمان بالله والتمسك الأمل والدهشة والبهجة الدائمة التي تظهر في الكثير من المواقف في حياتنا، انتصارًا على الحزن، وتمسكًا بالفرحة، وبالسخرية؛ كي نتجاوز ما نمر به في أحيان كثيرة. إن روح الدعابة والمرح هي التي سوف تقودنا إلى ترك القلق والتحلي بالوداعة والرضا في معظم الأحوال. ولكل منا طريقته الخاصة في الانتصار على الوقت الذي قد يكون يمر علينا حزينًا، أو قد يكون سعيدًا، سواء فضلنا أن نستمر فيه، أو نخرج منه، وكل ذلك يرجع إلى قوة الإرادة الإنسانية؛ لأن السعادة قرار؛ ولأن الحزن قرار. إن الراوية رواية بديعة عن حيرة الإنسان في العالم المعاصر، على الرغم مما يصادفنا فيها من لحظات بهجة أو فكاهة أو مرح. ويأتي المسلسل في إطار الدراما الاجتماعية. وتدور أحداثه حول جد وعلاقته بأحفاده.


إن إنتاج الشركة المتحدة لهذا المسلسل الجميل، دون شك، والذي شاهدته بحب كبير، خطوة عظيمة للغاية، نشكرها على القيام بها؛ لأن بادرة طيبة للعودة إلى الأعمال الأدبية الجميلة التي أبدعها الأدباء المصريون. وهي خطوة مهمة للعودة إلى مجد مصر في الدراما حين كانت أعظم الأعمال الدرامية المصرية تعتمد على الأعمال الأدبية مثل أعمال طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي ويوسف إدريس ومحمد عبد الحليم عبد الله وأمين يوسف غراب وغيرهم من كتابنا المبدعين. وأتمنى أن يزيد ويستمر الاعتماد على الأعمال الأدبية في الأعمال الدرامية؛ لأنها بداية مبشرة وعودة طيبة إلى الأدب، خصوصًا الرواية والقصة، من إبداعات الأجيال المصرية المبدعة.
إن قيام الشركة المتحدة، كما عودتنا دومًا، تعيد السحر دائمًا للدراما المصرية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة