كل يوم يمر من العدوان على غزة، تتضاعف أعداد الضحايا من المدنيين، الشهداء والجرحى أعدادهم تتضاعف من دون أفق، وسجلت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة ما يقرب من 33 ألف شهيد أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 75 ألف مصاب، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفى الطرقات، جراء منع الاحتلال الإسرائيلى طواقم الإنقاذ من الوصول إليهم، إضافة لدمار هائل وأزمة إنسانية غير مسبوقة، فيما قصف طيران الاحتلال الإسرائيلى، أمس، الطابق العلوى من مجمع الشفاء الطبى غرب مدينة غزة، واستمرار قصف محيطه، وتطالب قوات الاحتلال الإسرائيلى المتواجدين بالمغادرة، وتم اعتقال 500 فلسطينى من مجمع الشفاء الطبى ومحيطه فى مدينة غزة، منذ بدء عملية اقتحامه الأسبوع الماضى مع استمرار حصاره، وهو ما يعنى فشل ما أعلن عنه رئيس وزراء الاحتلال من الانتهاء من مناطق غرب غزة، وأن هناك حاجة للعودة إليها.
وبالتالى يتوقع أن تتواصل هجمات الاحتلال من دون تحقيق أهداف واضحة أعلن عنها نتنياهو بجانب الإصرار على اقتحام رفح، رهانا على تحيق انتصار على المقاومة، وهو رهان ما زال غير واضح، حيث يتوقع أن يبقى ضمن الأهداف المعلقة والتى أعلن نتنياهو عن تحقيقها، خاصة فى ظل استمرار تردد الموقف الأمريكى بين الدعوة لوقف إطلاق النار، واستمرار رفع الفيتو بمواجهة قرارات وقف إطلاق النار من مجلس الأمن.
الولايات المتحدة عبرت عن مخاوف من حمام دم فى رفح حال تنفيذ الاقتحام، بجانب استمرار التردد فى تنفيذ هدنة يمكن أن تسمح بتقديم مساعدات، وهى الهدنة التى تراوح مكانها، وتشير إلى تمسك كل الأطراف بأقصى مطالبهم، من دون النظر إلى المدنيين أو أهالى غزة أو حتى مصالح المحتجزين من قبل الاحتلال.
«وول ستريت جورنال» أشار إلى أنه على الرغم من تحذير واشنطن لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من عواقب الهجوم البرى على مدينة رفح بينما يعتبره نتنياهو خطوة لتحقيق النصر، بالرغم من أنه سبق وأعلن أن قواته حققت تقدما، وكل هذا يشير إلى احتمالات لوقوع كوارث، حال اقتحام الاحتلال لرفح، ويبقى هناك تساؤل عن السبب فى عجز النظام الدولى كله عن مواجهة الاحتلال ووقف العدوان.
وخلال لقاء وزير الخارجية سامح شكرى مع وزيرة الخارجية الألمانية، تناول الطرفان الجهود الدولية لوقف إطلاق النار والجهود التى تبذلها مصر على كل الأصعدة، بما فى ذلك الاتصالات مع الجانب الأمريكى وجهود الوساطة بين حماس وإسرائيل، بهدف الوصول إلى هدنة تُفضى إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأكد وزير الخارجية لنظيرته الألمانية مجددا، رفض مصر القاطع وتحذيرها غير القابل للتأويل أو الشك، من أى عملية عسكرية إسرائيلية فى رفح الفلسطينية، لما ستنطوى عليه من كارثة إنسانية ستخرج عن السيطرة، وتعقيدات غير مسبوقة، كما أكد على ضرورة تكاتف الجهود الدولية من أجل الضغط على إسرائيل لضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل، وفتح المعابر البرية بين إسرائيل والقطاع، وعدم وضع عوائق أمام وصول المساعدات لجميع مناطق القطاع بما فى ذلك شمال غزة، وأمنت وزيرة خارجية ألمانيا على أهمية فتح جميع المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة، وإزالة العوائق التى تحول دون دخول المساعدات.
الشاهد أن اقتحام رفح يمثل خيارا أخيرا لنتنياهو، وسط تحركات داخل الولايات المتحدة وخارجها، تطالب بخفض الدعم المادى والعسكرى للاحتلال، وتقترب الولايات المتحدة من انتخابات تستقطب الأطراف من أجل دعم العدوان، فى وقت يواجه بايدن والديمقراطيون تراجعا، لصالح الجمهوريين، والذين هم ليسوا أقل انحيازا لإسرائيل، وهو ما يجعل جزءا من أوراق اللعبة مع الأطراف الفلسطينية، التى يمكن أن تسهم فى نجاح الهدنة، بينما نتنياهو يهرب للأمام بحثا عن انتصار، وسط الدمار الذى حققه حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة