محمد مختار جمعة

ليلة القدر.. وقتها ودعاؤها

الأربعاء، 27 مارس 2024 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ليلة القدر هى إحدى الأمانى التى يترقبها الصالحون فى الشهر الكريم، هى ليلة نزول القرآن الكريم، حيث يقول الحق سبحانه: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ « (الدخان: 3 - 5)، ويقول سبحانه: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر» (القدر: 1 - 5).


أما وقتها ففيه أقوال كثيرة، أشهرها لدى أهل العلم وما ترسخ فى وجدان الأمة أنها ليلة السابع والعشرين، وقد حثنا نبينا صلى الله عليه وسلم على التماسها فى العشر الأواخر فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوهَا فِى الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ - يَعْنِى لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ، فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِى» (متفق عليه)، ولهذا كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجتهد فى العبادة غاية الاجتهاد فى هذه العشر. تقول السيدة عائشة (رضى الله عنها): «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ» (متفق عليه).


وقد ذهب بعض أهل العلم إلى التماسها فى جميع ليالى الشهر الكريم، على أن التماسها فى العشر الأواخر أشد، وفى الليالى الفردية منها أكثر تحريًا، ولعل الحكمة فى إخفاء أمرها وعدم تحديد وقتها نصًّا هى أن يجتهد الناس فى الطاعة طوال أيام وليالى الشهر الكريم.


ولا ينبغى لمن ذاق حلاوة الطاعة والعبادة أن يفتر عنها بعد ليلة السابع والعشرين، فمن ذاق عرف، ومن عرف اغترف، ومن يدرى لعلها أن تكون ليلة الثامن والعشرين، أو التاسع والعشرين، أو الثلاثين إن كان الشهر تامًّا، أو أن تكون قبل ليلة السابع والعشرين.


وأما عن الدعاء فيها فتقول السيدة عائشة (رضى الله عنها): قلتُ: يَا رسُول الله، أرأيت إِن علمتُ أى ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولى: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنى» (سنن الترمذى)، وفى لفظٍ لابن ماجة: عن عائشة (رضى الله عنها) أنها قالت: «يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقت ليلة القدر ما أدعو؟ قال: «تقولين: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنى».










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة