الناحية النفسية في غاية الأهمية بالنسبة للإنسان، فهي أكبر وأول دافع له في الاستمرار والإرادة، لأنها الداعم الحقيقي، وفي الواقع علينا أن نعترف بأن الناحية النفسية لا تكون دائمًا حقيقية، فهي في كثير من الأحيان تعتمد على وهم بسيط يضطر الإنسان أن يُقنع نفسه أو الآخرين به، لأنه يكون بداية الخيط للاستمرار في أي تجربة أو إرادة.
فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك شخص مريض، فأول شيء لابد أن يفعله معه الطبيب والمُحيطين به هو إيهامه بأنه يستجيب للعلاج، وأن علامات الشفاء بدأت تظهر عليه، وهو ذاته لابد أن يستشعر هذا الإحساس، فهنا لاإراديًا سيجد الجسد بدأت تظهر عليه علامات نشاط وإحساس بالأمل، واستجابة لاإرادية مبعثها الحالة النفسية الإيجابية التي اجتاحت روحه، وكذلك الطالب الذي يشعر بالفشل، فلو نجح أستاذه في زرع إحساس الاستجابه للعلم بداخله، وأن حالته العلمية في تطور مستمر، وأنه يملك إمكانيات وقدرات مُتميزة، سيخلق بداخله لاإراديًا رغبة قوية في العلم، وفي الاستمرار في مسيرة النجاح.
حتى الشخص السيئ أخلاقيًا، لو قرر أن يتغير ويسلك مسلكًا جديدًا في حياته، وحاول مَنْ حوله أن يشعروه بأنه بالفعل قد تبدلت أحواله إلى الأفضل، ستجده تلقائيًا سيصُلح من أحواله حتى يكون عند حسن ظنهم.
فالمُعضلة الحقيقية التي تواجه الإنسان هي إحساسه بأنه يقف في مكانه محلك سر، فهذا الشعور في حد ذاته قاتل، ولديه قدرة على خلق حالة من الخُمول النفسي الذي يشل الإرادة، ويقهر الرغبة في الاستمرار في أي شيء، فهو نموذج مُجسد للطاقة السلبية التي تبعث روح اليأس وتثبط الهمم.
لذا، علينا أن نُحيي هذا الخمول، ونُوقظ الرغبة في الاستمرار والنجاح، ونُشعل روح الحماس في كل إنسان يدحل في تجربة جديدة، أو تحدٍ حقيقي، حتى لو كان ذلك عن طريق الوهم، فالوهم قد يكون هو بداية الوصول للحقيقة، فالوهم بالتغيير للأفضل، أو بالنجاح أو بالشفاء، أو بغيرها من الأشياء التي يسعى الإنسان للوصول إليها، هو وهم إيجابي ومطلوب دائمًا في البداية، لأنه يكون الدافع الذي يُحفز الإنسان على الاستمرار، بسبب إحساسه بالتقدم، وبأنه يسير في الطريق الصحيح، فهذه الروح هي التي يحتاجها كل إنسان، سواءً كلن قويًا أم ضعيفًا، فعبارة "استمر، أنت تسير في الاتجاه الصحيح، وتُحرز النتائج المُبهرة، ولديك الكثير من الطاقة""، يخلق في الإنسان روح وإرادة قوية، لكي يصنع المعجزات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة