معتمد عبد الغنى

رمضان 2200.. الدراما رقمية والممثل تحت الطلب

السبت، 30 مارس 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عزيزي القارئ من الماضي..  تحية طيبة وبعد.

أكتب لكم من المستقبل، بعد أكثر من قرن ونصف من الآن، لن نشاهد دراما ومسلسلات في شهر رمضان، بل سوف نعيش فيها. الشكل التقليدي للتلفاز سيكون مكانه في المتحف، وعندما نريد أن نشاهد مسلسلاً، نضع مواصفات ما نريده على إحدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بتأليف الأحداث. فقط نكتب الفكرة: "نريد مسلسلاً عن كذا"، فيضع لنا تصورًا للسيناريو والحوار، وبعدها يقدم لنا تقريرًا عن الحلقة الأولى، وإذا أعجبتنا يستكمل باقي الحلقات.

في مستقبلنا، يعتزل الممثل الفن مبكرًا، حيث يمارس المهنة لمدة خمس سنوات فقط يُسجّل خلالها تعبيرات الوجه والصوت والحركة على التطبيق، وبعدها يرشحه لنا التطبيق للأدوار التي تناسبه. وإذا زاد الطلب عليه، يتدرج في مساحة الدور حتى يصل إلى البطولة المطلقة. وبعد الاعتزال، يعيش على أرباح المبالغ التي يحصل عليها مقابل ظهور  نسخته المحفوظة على التطبيق.

أما تقنيات الإخراج وغيرها من العناصر مثل الموسيقى التصويرية والصورة والإضاءة، فجميعها مسجلة في التطبيق وفقًا لشروط وضوابط المعاهد المتخصصة في الفنون.

عملية إعداد المسلسل بالشخصيات والأحداث والحبكة لن تستغرق أكثر من ساعة واحدة، من 7 إلى 10 حلقات. وعند بدء التشغيل، تتجسد الشخصيات في الغرفة وتتصارع وتتشابك. بضغطة زر، يُمكنني التحول إلى ممثل مشارك في الأحداث إذا أردت، وأتفاعل مع الشخصيات كما لو كانوا شخصيات حقيقية. وبعد انتهاء المسلسل، أبحث عن فكرة لمسلسل آخر  يصنعها لي التطبيق تناسب ذوقي.

هذه هي الدراما التي نعيشها في شهر رمضان، ولكم أحسدكم على تلك الدراما التي عاصرتموها. رغم ما وصلنا إليه من تقدم، إلا أننا فقدنا روح الفن. نشاهد الآن نسخًا صناعية لا تتجاوز حدود البيانات المبرمجة في التطبيق. أعترف بأنني أحيانًا أذهب للاطلاع على أرشيفكم القديم وأشاهد أعمالكم الخالدة. حاولت أن أستنسخ تجربتكم في التطبيق لكني فشلت. يبدو أن ما صنعتموه، يا أجدادي، ضد التقليد والنسيان.

والسلام ختام.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة