ماجدة خير الله تكتب: "الحشاشين" درة مسلسلات رمضان

الأحد، 31 مارس 2024 05:00 ص
ماجدة خير الله تكتب: "الحشاشين" درة مسلسلات رمضان ماجدة خير الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من التوجس والتشكيك حاصرت مسلسل الحشاشين  حتى قبل أن يبدأ عرضه، وتصاعدت لعدة أيام بعد هذه البداية، وانقسمت مجموعات المشككين إلى فئات، بعضهم اعترض على استخدام اللهجة العامية المصرية فى الحوار، رغم أن المؤلف وكاتب السيناريو عبدالرحيم كمال مزج بين اللهجة البيضاء واللهجة المصرية، حسب الموقف والقائل، وفى جميع الأحوال كانت اللغة المستعملة بسيطة ومفهومة وراقية.

أما الفريق الثانى من المعترضين ركز جهوده فى البحث عن أية أخطاء تاريخية، وقد تم حسم الجدل بأن أحداث التاريخ لم يكتبها شخص واحد فى زمن بعينه، ولذلك فأنت تجد تباينا شديدا فى وصف وتحليل أى حدث تاريخى وفق نوايا المؤرخ وأيديولوجيته وانتمائه ودرجة ثقافته وفهمه للمرحلة التاريخية التى يتناولها.

وعلى هذا فأى عمل فنى يتناول فترة أو شخصية تاريخية لن تستطيع أن تكون رأيا حاسما حولها، ولكن يمكن أن تقترب درجة ما من الصدق، وأن تختار أقرب تفسير أو تحليل لمفهومك الخاص، ولكن اللأهم من كل هذا أن المبدع له الحق فى إضافة شخصيات ومواقف للحدث التاريخى المثبت، لتأكيد وجهة نظره فى الحدث الذى يتناوله، فمثلا فى فيلم «ناصر 56» للكاتب محفوظ عبدالرحمن، وهو كاتب ناصرى الاتجاه أضاف شخصية المرأة العجوز- جسدت دورها أمينة رزق- التى أصرت أن تقابل عبدالناصر قبل أن يصل لقراره بتأميم قناة السويس، وأكدت له أنها تحتفظ بجلباب جدها غارقا فى دمائه، حيث كان يعمل بالسخرة فى حفر قناة السويس، ومات من شدة العذاب والمهانة والظروف القاسية التى أحيطت بعملية حفر القناة.

وطبعا كل من شاهد الفيلم كانت لديه قناعة بأن شخصية هذه السيدة العجوز من إبداع محفوظ عبدالرحمن، ولكن أحدا لم يقل أن هذا الموقف لم يحدث مطلقا، وهو شىء طبيعى فى أى من الأعمال الفنية التى تتناول حدثا تاريخيا.

أما الفريق الثالث من المتربصين، انصب اعتراضه على اختيار كريم عبدالعزيز لأداء شخصية حسن الصباح بكل ما عرف عنه من قسوة ودهاء وسفك للدماء، واستخدام الاغتيالات للتخلص من خصومه، بحجة أن كريم اشتهر بأدائه الأدوار المرحة أو الشخصيات المثالية، ولكن مع مرور أيام من بداية عرض «الحشاشين» أصبح المسلسل مثل عصى موسى التى تفوقت على الأعمال الفنية المعروضة رغم أهمية وتميز بعضها، وقفز المسلسل ليحتل المكانة الأولى فى مصر والعالم العربى بين مسلسلات رمضان.

وفى كل حلقة يستمتع المشاهد بأكثر من ماستر سين بين أبطال العمل، الذين برعوا فى أداء شخصياتهم، لنجد فتحى عبدالوهاب وأداء عبقرى لشخصية نظام الملك، وأحمد عيد يكتب تاريخا جديدا مميزا فى مسيرته الفنية مع شخصية زيد بن سيحون، ونضال الشافعى فى شخصية الإمام الغزالى، بالإضافة لعشرات الشخصيات الأخرى التى يزخر بها العمل سواء تلك التى لها أصل فى التاريخ أو التى أبدعها خيال المؤلف عبدالرحيم كمال.

تفردت الحلقة الـ11 بعرض معركة حربية بين رجال حسن الصباح وجيش السلطان ملك شاه استغرقت حوالى 3 أرباع الحلقة، وظهر فيها براعة تصميم المعارك بمستوى لم يحدث مسبقا فى أى مصنف فنى مصرى «فيلم أو مسلسل»، وانتهت المعركة بهزيمة جيش الملك بعد تفانيهم فى القتال، ثم قدم المخرج بيتر ميمى وصلات متفرقة للقتال بين شخصين أو معارك ضخمة، يظهر فيها التدريب الجيد للممثلين على مهارة القتال بالسيوف والدروع ومطاردات الخيول.

المؤلف عبدالرحيم كمال له نجاحات فنية سابقة ولكنه بعد «الحشاشين» أصبح اسمه علامة للجودة والتميز، كما أصبح المخرج بيتر ميمى أشهر من يقدم أعمالا فنية تعتمد على الحركة و«الميزانيسين » المعقد الذى يضم عددا من الممثلين فى كادر واحد، مسلسل «الحشاشين» هو درة أعمال رمضان 2024 بلا شك.

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان 2024 عبر بوابة دراما رمضان










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة