حازم حسين

قومية جارحة وحمائمها صقور.. أزمة إسرائيل البنيوية وخدعة التخفى فى عباءة نتنياهو

الإثنين، 04 مارس 2024 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تأسَّست إسرائيل على أكتاف اليسار؛ ثمّ آلت بتمامها لعُهدة اليمين، وفى أحطِّ صوره وأشدّها قتامة. كانت الصهيونيةُ بالنسبة لآباء الدولة تُربةً توراتية لاستنبات القوميّة على وجهٍ علمانى خالص؛ لكنها ما إن وصلت إلى الجيل الثالث، صارت نسخةً رقميّة من العهد القديم، بمعنى أنها تطوَّرت فى شكل العرض لا محتواه. أمَّا الفجوات الجوهرية بين منشأ المشروع ومُنتهاه فما عادت تستوقف أحدًا؛ بل إنّ خصومها والمُتضرِّرين منها تورَّطوا فى السردية كما أرادها الأعداء. واليوم نستهلك من الشروح والتبريرات ما يستهلكه الصهاينة، فى الأرض السليبة، وبلُغة الحاخامات والمُنظّرين لفلسفة الاستيطان الإحلالى، بعدما احترفوا لعبة توزيع الأدوار، وأدمن أغلبُنا تشجيع المُدرَّجات بدلاً من الاشتباك الجاد والعميق على أرض الملعب.
 
تُسوِّق الدولة العبرية نفسَها للعالم كيانًا ديمقراطيًّا فى بيئةٍ رجعيّة مُتوحّشة. الغربُ اشترى الروايةَ لأنها تُحقِّق له غايتين مهمّتين: الخلاص من اليهود مع التعويض عن عُقدة الذنب تجاههم، وامتلاك قاعدة مُتقدّمة لمشروعه الثقافى فى صراعه مع الإسلام، على الخُلاصة الأخيرة لأحدث حلقات نهاية التاريخ وصدام الحضارات. وإن كنّا فى الشرق لم نبتلع الكذبةَ الممجوجة بشأن الصيغة السياسية والمعرفية لإسرائيل؛ فإننا مضغناها ووصلت مرارتها كاملةً لأجوافنا. والثغرةُ الأولى أن الاحتلال ذو نكهةٍ قومية لاذعة، والثانية أنَّ له طيفًا عريضًا من الأيديولوجيا يتقدَّمه المُحافظون ولا يغيب عنه التقدّميون، وأخطر الثغرات أننا ننساق فى خدعةِ شخصنة الصراع لحَرفه عن مداره السليم؛ فيصير الليكود والتوراتيّون عنوانًا على موجةٍ عارضة فى بحر الصهيونية الهائج، ويُزَجّ نتنياهو إلى الحلبة اختزالاً للمُعضلة القائمة، وبغرض التطمين الزائف بأنّ للانسداد الراهن اسمًا وملامح مُحدَّدة، وقد تؤول المباراة إلى نتيجةٍ مُغايرة لو تنحَّى الغريمُ الحالى، أو تيسَّر استبدالُه بآخر يُخالفه ظاهرًا، ولو بدا مُطابقًا له فى كلّ ما عدا السحنة وبصمة الصوت.
 
لا تستقيمُ الفكرة القومية مع القالب اليهودى. إلى أواسط القرن السابع عشر كانت الدولةُ ظِلًّا للكنيسة وبلاط الحكم الأوتوقراطى، وفى تجاربها الأوسع، كما لدى الإمبراطورية الإسلامية، اتّخذت شكلاً أُمميًّا محمولاً على العقيدة. التأسيسُ الحداثى تأتَّى من رحم اتفاق ويستفاليا، وتطوَّر بين الإثنية والجغرافيا والدين، إلى أن تكرَّس بعد الحرب العالمية الثانية مُعادلاً لفكرة الدولة الوطنية، بصرامة حدودها وامتزاج مُكوّناتها الداخلية. ولا يستقيمُ التعريف مع إرادة تقزيمه لدرجة الاختصاص باليهود وحدهم فى إسرائيل، وإخراج الباقين من تحت المظلَّة؛ ولو حملوا جنسيَّتها وتحدَّثوا لغتَها وعملوا ضمن بِنيتها الاجتماعية والسياسية. هكذا يصيرُ الانتماء محكومًا بالأرحام لا المواطنة، ويتقدَّم مُهاجر هبط من الطائرة توًّا على مقيمٍ وُلِد فى الأرض ولا يعرفُ وطنًا غيرها. وفق هذا الفهم تصيرُ كنيسةً لا بلدًا، مثلما دُشِّنَت الفاتيكان برمزيّة روحية فى قلب روما؛ غير أنها فى حالة تل أبيب تُحوِّل الرمز إلى سلطة، والروح إلى مادة حارقة، كما لو أن الكرادلة يعتمرون بيريه موسولينى ويطردون الأغيار خارج إيطاليا كلها.. واختصام كيانيّة العدو بوصفها تجمُّعًا يهوديًّا، أو الردّ عليها بمرويّة إسلامية، تختزلُ فلسطين فى حرمها المقدسىّ أو تراها وقفًا عُمَرِيًّا حدوده القرآن والسنة؛ إنما يُخلصان للتخليقة الصهيونية بأكثر ممَّا يتفانى فيها الصهاينة أنفسهم.. كَسْرُ الطوق يبدأ من عَلمنة المعركة، وينتهى عند معادلة «اللص وصاحب الحق»، وما دونهما تواطؤ على القضية؛ مهما يدَّعى مُقترفوه الطهارةَ والفداء.
 
أمَّا فى الأيديولوجيا؛ فالخديعةُ أكبر وأشدّ استعصاءً على التفكيك البسيط. يتسلَّط اليمينُ بلونيه العنصرى والتوراتى على عقل الدولة، وثمَّة فريق يُوحى للجميع، مُغرضًا أو بحُسن نِيّة؛ أنه يقف على يسار الجنون الأُصولىّ الكاسح، وآيته فى ذلك أنه لا يشطبُ الشريك الفلسطينى ولا يُنكر حقوقَه. والواقع أنها طُهرانيّة رخيصة، خُلاصتها أنهم يقبلون ما فعله يوشع بن نون فى أهل القرى؛ لكنهم لن يقرأوا قصَّته التوراتية بصوتٍ مسموع، أو يسيرون على هدى «النور والظلام» فى نبوءة إشعياء؛ بفارق أنهم لن يستحضروها للواجهة كما فعل رئيسُ حكومتهم. إذ ما حدث منذ «طوفان الأقصى» أن الإسرائيليين جميعًا يتّفقون فى اللُغة ويتمايزون فى المفردات، أكثرهم يرفعون الصوت وأقلّهم يهمسون، ونغمة الاعتراض الوحيدة تخصُّ الأسرى المحبوسين فى أنفاق غزَّة، لا المدنيين الذين يُبادون على سطحها. قد لا يكون توزيع الأدوار ناتجًا عن اتفاق صريح؛ إنما يظلّ مُخلصًا للذهنية اليهودية: يطلبون من بيلاطس قتلَ المسيح لكنهم لا يضعونه على الصليب بأيديهم، ويعيشون فى بيوت الفلسطينيين؛ لكنهم يدّعون أنهم ما أخرجوا ساكنيها ولا شاركوا فى المذبحة.
 
الصهيونيةُ فكرةٌ من قاع البئر اليمينية، وبالتبعية تكون الدولة الناشئةُ على ركائزها. يُمكن أن يُقسِّم العبرانيون أنفسَهم يمينًا ويسارًا، مُحافظين وتقدّميين، قتلة وأبرياء؛ لكنه تقسيم فوق الناحية المُتطرّفة من الرقعة، ويتّصل بحصص الشراكة فى الجريمة، لا بالإدانة والبراءة. الاستيطانُ وإلغاء الآخر أفدحُ صُور الرجعيّة والارتداد البدائى فى التاريخ، وإن كان ثمّة تعريف مُوجز لليسار؛ فإنه الانتظام الطبقى وفق علاقات العمل وتوزيع فائض القيمة، لا لميزةٍ أرستقراطية أو سَبق برجوازى أو هيمنةٍ بيروقراطية، وفى مجتمع اليهود يحضر كل ذلك فى مواجهتهم مع الفلسطينيين، ويزيد أن الضحايا ممنوعون من الترقِّى بقانون اللعبة، ومن الثورة عليها أيضًا. لا فارقَ بين الواقعين تحت نار الاحتلال، والمُقيمين فى كَنف الدولة. وبهذا الشرط فإن كلَّ يسارى صهيونى يسبُّ السياسةَ ثم يأكلُ ممَّا ملأت به طبقَه فى الاقتصاد والاجتماع؛ إنما يستمرئ حالةَ المراوغة والتضليل، ويُضفى مكياجًا تجميليًّا على خِلقة تملؤها الندوب والتشوُّهات.
 
جاء العمّالُ إلى أرض فلسطين بوعى ماركسى، وأسَّسوا وجودهم على صيغةٍ تعاونيّة فى «الكيبوتسات»، ومنها تفجّرت حربُ العصابات ونشأت الدولة، وصار الأشقياءُ والهُمَّل وحالبو الأبقار حُكّامًا وجنرالات، وكلهم كانوا أركانًا فى ميليشيات بلماخ والإرجون واشتيرن وهاجاناه، ومنها تأسَّس جيشُهم النازى الذى منحوه صفةَ الدفاع، وما فعل شيئًا إلَّا الهجوم الدائم، والعدوان المباغت، والوحشيّة المُفرطة. وما تحفظه الذاكرة أن جرائم الصهاينة لخمسة عقودٍ منذ الانتداب البريطانى كانت من عَمَل اليسار، أو تحت ولايتهم، ثمّ خرجوا بعد هزيمتهم فى أكتوبر 1973 قليلاً وعادوا لتكرار فظائعهم أواخر الثمانينيات، وحتى «رابين» الذى وقَّع اتفاق أوسلو كان يتمنى أن تسقط غزَّة فى البحر، ولعب خليفته «بيريز» دورًا مُباشرًا فى تعطيل التسوية، إلى أن تسلَّم الليكود الرايةَ بيد نتنياهو، ونقلها لشريكه اليمينى شارون، عبر خصمهما اليسارى إيهود باراك، الذى تصدَّى للانتفاضة الثانية بالحديد والنار. بين أربعة عشر رئيسًا للحكومة كان ثمانية من اليسار، وفى أياديهم أكثر من تلك النسبة من دماء الفلسطينيين والعرب.. مسألةُ الطيف الأيديولوجى مجرَّد كِذبة؛ أو على الأكثر إيقاع يضبط لعبةَ الكراسى الموسيقية بين مجموعة من القتلة والمخابيل، فيهم الرمادى والقاتم؛ إنما جميعهم من لونٍ واحد.
 
وفيما خصَّ نتنياهو؛ فقد تعالت النبرةُ داخل إسرائيل لتُحمِّله مسؤوليةَ الجنون العميم مُنفردًا. صحيح أنه مُتطرِّف شديد الإجرام، وفيه من وحشيّة هتلر ودهاء هرتزل وجابوتنسكى، ولا تغيب عنه لمسةٌ توراتيّة ورثها من جدّه الحاخام، وتبجُّحٌ فى التزييف انتقل إليه من والده مُزوِّر التاريخ، ولوثةٌ عسكرية يُشبه فيها شقيقه الضابط الفاشل والمختل عقليًّا؛ لكنه ليس كلَّ المشكلة ولا تجلّيها الوحيد. يُسارع اليسار الصهيونى لاتّهامه تسويغًا للمُخاتلة المُعتادة، ويُؤمِّن بعضُ اليمين طمعًا فى خلافته أو تضليلاً للمُتألّمين من الفظائع المُرتكبة فى قطاع غزّة. والولايات المتحدة تلقَّفت السردية لأنها تُحقِّق لها غرض سرقة الوقت فى حضوره، والإيهام بالسير إلى الحل بعد إزاحته. أمَّا العرب فقد شَرب أغلبهم المقلب، وصاروا مُؤمنين بأن العقبة فى شخص «بيبى» حصرًا، أو فى جناحه الليكودى، وعلى الأكثر فى كامل الحزب وحلفائه من التوراتيين. والتاريخ يكشف أننا ما رأينا غير العنصرية والإبادة قبل أن يُولَد نتنياهو، وإلى أن صار مُجنَّدًا يقتل بيده أو سياسيًّا يقتل بأيدى الآخرين، أمَّا تسلسلُ الحاضر فيكشف أن المُعتدلين من يمين الوسط يشاركونه مجلس الحرب، والأخلاقيين على شمالهم جميعًا هلَّلوا للمقتلة نُطقًا وصمتًا، وأشدّهم مثالية يقرن الإدانة بوجوب تصفية المقاومة، وإبقاء الفلسطينيين تحت رحمة ما يجود به الاحتلال أو يتبقَّى بين ثقوب الاستيطان، بعدما حوّل الضفة الغربية إلى قطعةٍ جُبن سويسرية.
 
كلُّ رئيس حكومة فى إسرائيل يأتى بلائحته من الدم والدونمات: سيقتل كَم من البشر ويسرقُ كَم من الأرض. ويذهب كلٌّ منهم ولا تنتهى اللوائح، أو تظلّ الجغرافيا كما كانت قبل قدومه. والمُؤكَّد أن نتنياهو سيمضى كما مضى سابقوه؛ إنما ستبقى المهلَكةُ الدائرة فى فلسطين على حالها. الدودةُ فى أصل الشجرة وليست من عمل المواسم العارضة، وخطورة الإغراق فى الشخصنة أنها تغسل أيادى الدولة المافياوية اكتفاءً بيدٍ واحدة من أبنائها، أكانت مُخلصةً للمشروع أم مُكتفيةً بالانتفاع منه، تظلّ فى النهاية شوكةً كغيرها من الأشواك الصهيونية، تربَّت على أفكارها الحارقة، وتشتغل فى هيكلها المَبنىِّ من جماجم وحكايات توراتيّة دامية.. العُقدة ليست فيمن يقف على فُرن المحرقة اليوم، ولن تنطفئ النار برحيله عاجلاً أو آجلاً. ربما يأخذُ الخبَّاز استراحةً ينخدع بها الحطَّابون على ساحل المتوسط أو غرب نهر الأردن؛ لكنه تبديل المُناوبات لا أكثر، وسرعان ما تنطلقُ جولةُ الإفناء الجديدة: تتفحَّم الأبدان، ويأكلُ يسارَ تل أبيب ويمينَها، وتُخلِّق واشنطن حكايةً جديدةً لإبقاء الفريسة والصيَّاد فى نطاق المُطاردة الدائمة.
 
حتى أقرب رجال نتنياهو سيرقصون على جثّته. بناءُ الدراما عماده أن العقيدة العنصرية أهمّ من مُعتنقيها. منذ هدم شمشون المعبد على رؤوس الغزِّيين، صار قانونًا أن ينتحر اليهودى، أو يُنحَر بيدٍ يهوديَّة، وتبقى فطيرةُ الدم طازجةً فى باحة الهيكل. وضعوا سُفنَ المُهاجرين أمام رصاص البريطانيين استعجالاً للدولة، وهاجموا أحياء اليهود فى العراق ومصر وغيرهما، بالتفجيرات والعمليات الوحشيّة؛ لإجبارهم على النزوح للكيان الجديد، وتآمروا فى أوروبا ثمّ بالغوا فى مظلوميَّة الهولوكوست؛ لاختراع السرديّة وتسريع طاحونة الابتزاز. وفى السابع من أكتوبر فعَّلوا «بروتوكول هانيبال» سرًّا؛ فقصفت طائراتهم المستوطنات لتقتل الصهاينة مع عناصر القسَّام، وإلى اللحظة يُناورون فى مسألة الرهائن، وثمّة رغبة مُضمَرة فى موتهم؛ إن لم تتيسَّر إعادتهم مع صورة النصر الضائعة.. ويجرى على رئيس الحكومة ما يُجرونه على أىِّ جندى أو مُستوطِن: سيُضخِّمون فى دوره ليصيرَ المُتّهمَ الأوحد، ثمّ يتخلّصون منه لتبدأ مباراة الدم من نقطة الصفر.
 
قد لا يِنكِرُ عاقلٌ أن نتنياهو يسبقُ كلَّ أسلافه؛ فيما لو كانت المقارنة فى طولِ المخالب وحِدَّة الأنياب.. ولعلَّ إخراجَه من المشهد يُرشِّد إيقاعَ الجنون قليلاً؛ لكنّه لن يُسكِت طبولَ الحرب أو يعزف لحنًا أرقَّ وأكثر وِئامًا. الأخلاقيون فى إسرائيل؛ لو وُجِدوا أصلاً، مَدعوُّون للتعبير عن أنفسهم بنبرةٍ أعلى وأوضح أثرًا. والعربُ عليهم ألَّا يدوسوا الفخَّ البدائىَّ الساذج؛ باختزال القبيلة فى سَيِّدها المُؤقَّت أو الجيش الكاسح فى بندقيّةٍ واحدة. أمَّا العالم فقد ابتذلَ نفسَه إلى الحدِّ الأقصى، وبدت المنظومةُ الأُمميَّة عاجزةً عن ردع القاتل، أو حتى وصفه بجريمته، وعن ترضية القتيل ولو بجنازةٍ كريمة، وفُسحةٍ يبكيه فيها الأحبّاءُ بعيدًا من إزعاج القنابل، ودون أن يتسكَّع الموت فيما بين الشهيق والزفير فى صدر كلِّ يتيمٍ وأرملة.
 
إسرائيلُ بكاملها قلعةٌ من حَمَلة المناجل وحاصدى الأرواح، وفارقُ يسارها عن يمينها أنهم يقتلون الأبرياء مع ابتسامةٍ خفيفة وجُملةِ تَعزية، وما لم يكن العربى داخل الخطِّ الأخضر مستورًا بالمواطنة الكاملة فلا حديث عن ديمقراطيةٍ وحداثة، والعربى خارجه قادرًا على أن يأمن شرَّ الرصاصة المُغلَّفة بصفحةٍ من التوراة فلا حديث عن دولةٍ أصلاً. كلُّهم مُجرمون، ليس نتنياهو وسموتريتش وبن جفير فقط، وكلهم مُدانون إلى أن يثبُت العكس. وفى إسرائيل يتأكَّد المُؤكَّد دائمًا، عصابةٌ تعيش على حدِّ السيف، لهم هيئات عصرية وأرواح ظلامية، والفارق بين الملاك والشيطان فيهم أنَّ واحدًا يقتلُ بغِلظةٍ مُتأصّلة، والآخر يُواسى برِقَّة مُصطنَعة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة