وائل السمرى يكتب: عتبات البهجة.. ماذا سيفعل عميد الدراما العربية مع الرواية البديعة؟.. عناصر المسلسل تعدنا بجرعة كاملة من السعادة.. وأداء الفخرانى نور نتبعه ليدلنا على أنفسنا ويزرع فى وجداننا قيم الفن النبيلة

الإثنين، 04 مارس 2024 04:34 م
وائل السمرى يكتب: عتبات البهجة.. ماذا سيفعل عميد الدراما العربية مع الرواية البديعة؟.. عناصر المسلسل تعدنا بجرعة كاملة من السعادة.. وأداء الفخرانى نور نتبعه ليدلنا على أنفسنا ويزرع فى وجداننا قيم الفن النبيلة مسلسل عتبات البهجة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى العادة رمضان كريم، لكن على ما يبدو فإن رمضان هذا العام كريم جدا، وقد ظهرت دلائل الكرم المبكر حينما تناثرت الأنباء عن بدء عميد الدراما العربية الفنان الأقدر "يحيى الفخراني" تصوير مسلسله الجديد "عتبات البهجة" عن قصة الكاتب الكبير "إبراهيم عبد المجيد" ومن إخراج المخرج الكبير "مجدى أبو عميرة" وسيناريو وحوار "مدحت العدل"، وقد مثل "الفخراني" فى حياتنا آية من آيات هذه البهجة المفتوحة على مصراعيها، فدائما ما أعتبره "نفحة ربانية" من الموهبة الصادقة والإحساس المرهف والأصالة النادرة، والإتقان النادر، والعمق الشفيف الذى يغرى ولا يعتم، وكانت أعماله الخالدة ومازالت قوتا نتقوت به فى رحلة الحياة المريرة، ونورا نتبعه ليدلنا على أنفسنا ويرشدنا إلى ضميرنا ويزرع فى وجداننا قيم المحبة والأمل والوطن.

 

كان "الفخراني" ومازل فخر لنا، فهو الدليل الأنصع على أن مصر تكبر ولا تشيخ، وأن مواهب أولادها شاهدة على تجددها وعلو هامتها وعمق جذورها، وسنة بعد سنة، عقدا بعد عقد، تخصص الفخرانى فى صناعة الدراما العربية، فأصبح الصديق المؤتمن فى كل بيت بل أصبح "صاحب البيت" الذى يعرفه أولادنا مثلما يعرفون النيل والأهرام، ويحبون طلته المبهجة مثلما يحبون رائحة غزل البنات وألوان الزينة. 

 

دعنى أصارحك منذ البداية بأنى منحاز إلى هذا العمل تمام الانحياز، ولم لا وقد تكاملت أركانه وتمكنت أيادى صناعه، بداية من القصة البديعة للروائى الأمتع "إبراهيم عبد المجيد" الذى يعرف أين يكمن الإنسان فى تفاصيل الحياة المتناثرة؟ وكيف تنبع المفارقة من المآسى المتراكمة؟ وكيف يشع النور من وراء الممغصات المتزاحمة؟ فيتميز إبراهيم عبد المجيد بأنه من الروائيين القلائل الذين يدمجون مشاعرهم فى لغتهم، لا تشعر معه أن اللغة منفصلة عن الإحساس، ولا تشعر ولو بمثقال ذرة من تصنع أو افتعال، روايته مثل سهراية ليل، أو تمشية على النيل، أو ذكرى حانية تطوف على خيالك فتنتقل إلى زمان غير الزمن ومكان غير المكان، روايته دائما تأتيك برائحة البحر وإن كانت أبعد ما يكون عنه، لكن بها الكثير من البراح، والكثير من الجراح، والكثير من الأنين المكتوم والضحك الرقراق.

 

شاءت الأقدار أن تقع هذه الرواية البديعة فى يد الكاتب والشاعر "مدحت العدل" الذى يعرف جيدا غالبية فنون الكتابة، فهو الشاعر الذى يتقن الذهاب إلى نفسه ويعرف كيف يعود منها، وهو الكاتب الذى تمرس على أن يقيم معمار الحبكة ومفارقة التراجيديا، كما أن أعامله المتنوعة تخبرك بكل يقين بأنه متمكن من الكتابة لكل الأنواع الدرامية، سواء كانت كوميدية أو تراجيدية، ولك أن تظن أنه يرى بأكثر من عين، ويكتب بأكثر من يد، لهذا كان طبيعيا أن ترى له أعمالا مثل "حرب الفراولة" التى يناقش فيها فكرة وجودية، أو همام فى أمستردام الذى يذهب فيه إلى صيغة لطيفة من الكوميديا الشبابية، وعلى قدر هذا التنوع أتت أعمال مثل "شورت وفانلة وكاب، ووبلية ودماغه العالية، ومحمود المصرى، والشوارع الخلفية، ولا ننسى بالطبع قشر البندق، وأيس كريم فى جليم.

 

أما عن المخرج الكبير مجدى أبو عميرة فحدث ولا حرج، فهو الرجل الذى يعرف البيت المصرى جيدا، كما يعرف توليفه النجاح الاستثنائى بل والتاريخى أيضا، ويشهد على هذا أعماله الكبيرة التى مازلت من أهم الأعمال فى تاريخ الدراما المصرية مثل "المال والبنون والراية البيضا وذئاب الجبل وعصفور النار محمد رسول الله الضوء الشارد ويتربى فى عزو" وقد استطاع عبر سنوات الخبرة الطويلة أن يحفر لنفسه أسلوبه ويحقق أصعب الأهداف بأقل الخطوات، فهو من مدرسة الدراما الكلاسيكية، ولا تكون الدراما عظيمة إلا حينما تكون كلاسيكية. 

 

تلك التركيبة الإبداعية الكبيرة كفيلة بنجاح أى عمل، ومنذ الإعلان عن تصوير حلقات "عتبات البهكة وأنا أعتبر نفسى على موعد مع البهجة الكاملة وليس فقط عتباتها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة