كل من عاش خلال السنوات الـ11 الماضية يعرف حجم التحديات التى واجهت المصريين من كل الجهات، وبعضها كان تهديدا وجوديا يتعلق ببقاء الدولة ومؤسساتها، وعلى مدى عشر سنوات تولى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى، الرئاسة، تبدو الأحداث والتفاصيل تقدر بعشرات السنين بالفعل من حجم وشكل التحديات التى عبرتها الدولة بفضل تماسك المصريين وثقتهم وصبرهم، واجهوا إرهابا قاوموه ببسالة وأزمة اقتصادية عميقة وقاسية، ومشكلات أمراض وفيروسات وعشوائيات وبنية أساسية لم تكن موجودة أو متوافرة، واليوم بعد 11 عاما من إنهاء حقبة الظلام والإرهاب، وعشر سنوات تولى فيها الرئيس السيسى المسؤولية، وبحساب ما تحقق هناك أمل فى أن تكون السنوات الست المقبلة، سنوات جنى الثمار والسير للأمام بخطى متواصلة.
10 سنوات تم إنفاق 1.8 تريليون جنيه على قطاع الكهرباء، و2 تريليون جنيه على قطاع الطرق والنقل الذى يخدم 105 ملايين مواطن، ومشروعات البنية التحتية، مشروعات الطرق والنقل وفرت 8 مليارات دولار كانت تضيع فى إهدار الوقود والوقت، بجانب خسائر حوادث الطرق وخسائر فى الأرواح.
وكما يقول الرئيس دائما كان على الدولة أن تعمل فى ملفات البنية الأساسية وتواجه تحديات فى قطاعات خدمية على رأسها قطاع الصحة، لم يستسلم المصريون وأطلق الرئيس مبادرات القضاء على فيروس الكبد الوبائى سى، وإطلاق مبادرة 100 مليون صحة، مع العمل على تحسين نظام الصحة واستكمال التأمين الصحى خلال عشر سنوات، وتم القضاء على العشوائيات ونقل سكانها إلى مجتمعات حضارية تتضمن كل الخدمات، لأنه لم يكن يليق أن تستمر العشوائيات.
عملت الدولة على مواجهة التحديات العاجلة وواجهت مشكلة متراكمة من عشرات السنين، وهى أن المصريين يعيشون على 5 % من مساحة مصر، كان التحدى هو الخروج وإضافة رقعة جغرافية أخرى لمساحة الدولة، عبر عمليات استصلاح زراعى ضخمة، و40 مدينة سكنية من الجيل الرابع، وليست فقط العاصمة الإدارية الجديدة، مدن حديثة تستوعب الزيادة السكانية، والإنفاق على البنية التحتية والمرافق والطرق، ضاعف من قيمة الأرض التى كانت صحراء، ومن عوائد الأرض تم بناء المدن واستصلاح الأراضى، والمشروعات القومية التى وفرت 5 ملايين فرصة عمل، فى وقت عاد ملايين من الخارج من دول واجهت أزمات وصراعات، ونفذتها 5 آلاف شركة وطنية عامة وخاصة، ضمن مشاركة القطاع الخاص التى تدعمها الدولة.
كل هذا تم وسط حملات ممولة ومدفوعة للتشكيك ونشر اليأس، والمفارقة المثيرة للضحك أن نفس من كانوا يراهنون على اليأس ما زال بعضهم يردد ويكرر نفس الترهات المضحكة، بينما المصريون يتحركون للأمام بكل قوتهم، وصمدوا فى مواجهة أزمات عالمية مثل كورونا أو أزمة الحرب فى أوكرانيا، ونجحت مصر فى أن تحافظ على استقلالها وتحظى بثقة دولية وإقليمية بفضل قدرتها على رسم وتنفيذ سياسات متوازنة ومستقلة، تقوم على الشراكة والتعاون والخطوط الحمراء الحاسمة فى الأمن القومى.
المصريون راهنوا على أنفسهم وعلى التاريخ، وأن المستقبل يحكمه العمل مثلما كان الماضى، وعلينا ونحن نتذكر 11 عاما على ثورة 30 يونيو، و10 سنوات على تولى الرئيس السيسى المسؤولية أن نستعيد كل ما تحقق وما نراهن على تحقيقه، والذى وضعه حوارا للمستقبل، ضم كل التيارات والفئات ووضع خارطة طريق مهمة للمستقبل، الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى رمضان قبل عامين، ونجح فى بناء جسور الثقة بين المصريين وبعضهم والدول والتيارات المختلفة، ناقشوا كل القضايا، حوار يستوعب الجميع ويسهم فى تنمية سياسية تحقق حيوية للمجتمع وتفرض مفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة والإنسانية، واستعادة تحالف 30 يونيو وإدارة التنوع والخلاف فى الرأى لصالح الوطن.
ويحمل المستقبل المزيد من الرهانات على حوار أوسع، ومجال عام أكثر رحابة، ومشاركة من المصريين فى رسم وبناء مستقبلهم، تعليم وصحة وصناعة وزراعة، ومزيد من النمو والتنمية.
مقال أكرم القصاص فى عدد اليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة