من غزة الصامدة إلى لبنان المشتعل.. يأبى الشيطان الإسرائيلى التوقف لأيام عن طلقات الرصاص، فتعطشه للحروب والدماء فاق كل توقع، فالكلمات تعجز عن وصف تلك الوحشية المتجسدة فى الكيان الصهيوني.
وما بين نيران القصف وجحيم النزوح يمضى أهالى قرى الجنوب اللبنانى عيد الفطر.
مع أولى ساعات صباح يوم العيد، واصل جيش العدوان الإسرائيلى توجيه مدافعه لقصف بلدات الجنوب اللبنانى، غير آبه بقدسية وخصوصية هذه الأيام، فقد شن الجيش غارات على بلدات وطى الخيام وعيتا الشعب والناقورة وكفركلا ونفذ فى البلدة عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة.
تزامنت تلك الغارات مع تصريحات تحمل تهديا للبنان صادرة عن عضو مجلس الحرب الإسرائيلى بينى جانتس، حيث قال أنه "إذا تطلب الأمر قد نوسع الحرب فى الشمال"، مؤكدا أن الدولة اللبنانية ستدفع ثمن ذلك، وسنعيد مواطنى الشمال إلى منازلهم مهما كلفنا ذلك من ثمن"، وفق ما نقل "لبنان 24 ".
"يونيفيل" تطالب بوقف إطلاق النار
وأمام هذا التصعيد المستمر، أصدر رئيس بعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان "اليونيفيل" وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، اليوم الأربعاء، بيانا دعا فيه إلى وقف الأعمال العدائية فى جنوب لبنان والتحرك نحو وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للنزاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وقال لاثارو، فى بيانه، إنه كان ينبغى أن يكون شهر رمضان المبارك وقتا للسلام والتأمل، ولكن الوضع الحالى على طول الخط الأزرق أثر بشكل عميق على هذه المفاهيم، مضيفا: "ترسل حوالى 50 دولة قوات حفظ سلام إلى جنوب لبنان انطلاقا من شعور الالتزام والصداقة والاعتقاد بأن السلام طويل الأمد أمر ممكن في المنطقة".
وأشار إلى أنه على مدار 46 عاماً تمكنت البعثة من بناء روابط قوية مع المجتمعات المحلية التى عاشت وعملت بها ومنذ أكتوبر واصلت اليونيفيل دعوة الأطراف إلى احترام التزاماتهم بموجب القرار 1701، كما واصلت أنشطتها العملياتية التي تهدف إلى خفض التوترات ومنع التصعيد.
ومن جانبها، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة فى لبنان يوانا فرونتسكا، إنها بحثت مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، ضرورة إعطاء الأولوية للجهود الدبلوماسية لوقف التصعيد.
وذكرت فرونتسكا أنها ناقشت مع ميقاتى أهمية الالتزام بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 الذى أنهى حرباً بين إسرائيل و"حزب الله" فى عام 2006، وأكدت على أهمية الوحدة للحفاظ على استقرار لبنان.
تبعات اشتباكات الجنوب
من جانبه، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال بلبنان نجيب ميقاتى، اليوم، أنه على ثقة بأن بلده سيستعيد عافيته وسلامه رغم ما يمر به من ظروف عصيبة.
وأشار ميقاتى، فى وقت سابق، إلى أن العدوان الإسرائيلى على الجنوب خلف وراءه حتى الآن 1000 نازح من قرى الجنوب و313 شهيدا، وحوالى 1000 مصاب، موضحا أن هناك العديد من الاجتماعات التي تُعقد مع منظمات الأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة والمعنية، للنقاش حول ما يشهده الجنوب اللبنانى، موضحا ان لبنان طلب المساعدة السريعة، خاصة أن هناك حوالى كارثة كبرى متمثلة في الأضرار الواقعة في القطاع الزراعي حيث هناك 800 هكتار تضررت بشكل كامل، و340 ألف رأس ماشية فقدوا وحوالى 75 % من المزارعين فقدوا مصدر دخلهم النهائي.
ورأى ميقاتى ضرورة إعلان منطقة الجنوب منكوبة زراعيا، خاصة أن هذه المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة، وينطبق الأمر ذاته على القطاع التربوى، حيث هناك حوالى 75 مدرسة مغلقة نهائيا، إضافة إلى ملف إعادة إعمار ما تهدم وأولوية البحث عن مصادر التمويل، مضيفا أن السلام الحقيقى الذى ننشده هو (سلام العدالة الإنسانية) ونرفع الصوت إلى المجتمع الدولي؛ منددين بالاعتداءات ومطالبين بردع العدو ووقف الحرب وإحلال السلام وإبعاد الحرب عن المنطقة.
واستطرد ميقاتى قائلا: أود من خلال مجلس الوزراء التأكيد على أن لبنان له أصدقاء فى كل دول العالم يعملون بصدق للضغط على العدو الإسرائيلى لوقف عدوانه علينا، مثمنًا الاتصالات والزيارات التى تقوم بها مراجع دولية صديقة ومحبة للبنان، سعيًا للإسهام بايجاد مخارج حل للأزمة الرئاسية، ونؤكد أن انتخاب رئيس للجمهورية هو مطلب الجميع، وهو فى أولويات خياراتنا التى تعزز الثقة بلبنان كدولة ووطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة