"توك توك الخير" بإمبابة ينقل المرضى وغير القادرين مجانًا.. محمد حمدى: أطلقت المبادرة منذ 5 سنوات لدعم ومساعدة البسطاء.. وفرحتهم كانت الحافز لاستمرارها.. ويؤكد: أستمد قوتى من دعواتهم.. ونفسى أفرح الناس كلها

الخميس، 11 أبريل 2024 05:00 ص
"توك توك الخير" بإمبابة ينقل المرضى وغير القادرين مجانًا.. محمد حمدى: أطلقت المبادرة منذ 5 سنوات لدعم ومساعدة البسطاء.. وفرحتهم كانت الحافز لاستمرارها.. ويؤكد: أستمد قوتى من دعواتهم.. ونفسى أفرح الناس كلها محمد حمدي
كتبت - مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"توك توك الخير.. الركوب مجانًا لغير القادرين".. عبارة قليلة الحروف لكنها تحمل بين طياتها أكبر المعانى وأعمقها، تنطلق من القلوب قبل الألسنة، ترسم الابتسامة على الوجوه وتزيد الأمل فى القلوب، فى لمحة من لمحات الإنسانية والعطاء وعمل الخير والإحساس بالآخرين، كان سببها الشاب الثلاثينى محمد حمدى ابن حى إمبابة بمحافظة الجيزة، الذى أطلق مبادرة لتوصيل المرضى وغير القادرين من أهل منطقته مجانًا، من خلال مصدر رزقه "التوك توك".

 

أطلق "محمد" مبادرته منذ خمس سنوات؛ لتخفيف العبء عن الركاب من البسطاء والمرضى والمتعففين، وإزالة الحرج لمن لا يملك ثمن الأجرة، من دون أن يكون انتظاره لكلمة شكر أو ثناء عائقًا فى سبيل تقديم المزيد: "أنا من سكان مطار إمبابة، كان فى ناس بتيجى مشى من مناطق مجاورة لينا عشان يشتروا تمر أو عيش لأولادهم ويوفروا 5 جنيه، ودا اللى دفعنى إنى أكتب على التوك توك من كل الاتجاهات وبشكل لافت "الركوب مجانًا لغير القادرين يوميًا من الساعة 5 إلى الساعة 7 مساءً"، على اعتبار إنى كنت بدفع وقتها 100 جنيه إيجار يومى للتوك توك".

 

فرحة الأهالى ودعواتهم كانت الحافز لاستمرار المبادرة وتوسيع دائرة المستفيدين منها، رغم ضغوطات الحياة: "لم أشعر بضيق أو عبء يومًا رغم ضعف الإمكانيات وعملى فى البداية على توك توك لصديقى، وضعت لافتات للمبادرة فى كل اتجاهات التوك توك ليتمكن غير القادرين والمرضى من رؤيتها، فكان كل أملى حد يدعيلى فى ساعتين المغرب عن ضهر غيب، والحمدلله واصلت عملى وحافظت على استمرار المبادرة".

 

ضغوط الحياة والمصاريف اليومية دفعت "محمد" لتغيير مجال عمله تمامًا لفترة بحثًا عن مصدر دخل إضافى يعينه على أعباء الحياة، لكن الفكرة لم تمُت والسبب شقيقه المتوفى: "لم تنقطع المبادرة طوال الـ5 سنوات إلا لفترة كنت فيها بحاجة للعمل فى وظيفة أخرى تدر لى دخلًا أكبر يعيننى على أعباء الحياة وضغوطاتها، وكانت لحظة وفاة شقيقى اللحظة الفارقة التى دفعتنى للعودة من جديد للمبادرة التى أهملتها لمدة خمسة أشهر، فى تلك اللحظة سرحت لدقائق واكتشفت أن أخى بعد وفاته لا يحتاج سوى دعاء الناس، فعدت إلى عملى على التوك توك وأطلقت المبادرة من جديد وجعلتها من أساسيات يومى، والحمدلله ربنا كرمنى، واشتريت توك توك بالتقسيط ومن وقتها بوصل أى حد مريض وغير قادر بالمجان طول اليوم".

 

"الله يباركلك.. الله يسترها عليك.. ربنا يرزقك".. دعوات لا تقدر بمال لازمت "محمد" منذ انطلاق المبادرة، ودفعته للمواصلة بكل عزيمة وإصرار دون كلل أو ملل: "أنا باستمد قوتى واستمراريتى من دعوات الناس، ووالدتى اللى كان ليها فضل عظيم عليا فى حياتى، هى من أكتر الناس اللى دعمونى نفسيًا وماديًا ومعنويًا عشان أقدر أحافظ على المبادرة واستمر فيها حتى وقتنا هذا".

 

مواقف عديدة إنسانية ومؤثرة جمعت "محمد" بزبائنه من غير القادرين، وزادته إصرارًا على الخير والعطاء: "تجمعنى مواقف مؤثرة يوميًا مع الزبائن من غير القادرين أو مرضى الفشل الكلوى، الذين أحرص على توصيلهم إلى المستشفى لأخذ جلسات الغسيل الكلوى، وكانت أبرز المواقف المؤثرة التى جمعتنى مع الزبائن، بكاء سيدة سألتها عند دفع الأجرة أن كانت بحاجة إلى النقود لا تدفع الأجرة، وكان ردها حينها: "روح يا ابنى ربنا يرزقك بزيارة بيت النبي"، مضيفًا: "تعرضت لمواقف صعبة كثيرة طوال الـ5 سنوات كانت تزدنى قوة وإصرارًا وعزيمة على الاستمرار، كان آخرها حادث احتراق "التوك توك" على الطريق الدائري".

 

مبادرة "توك توك الخير".. خير أراد "محمد" به أن يساعد أهالى منطقته من البسطاء وغير القادرين ويخفف عن آلامهم ويسعدهم، ويسعى للمواصلة فيه دون توقف: "توصيل غير القادرين مجانًا شيء أساسى فى يومى، عمره ما هينتهى، خير بدأت بيه من 5 سنين ومكمل فيه لآخر نفس، نفسى أساعد الناس كلها وأفرحهم، وفى يوم من الأيام هركب عربية وأقدر أحقق حلمى فى توسيع نطاق عمل المبادرة ودائرة المستفيدين منها وأوصل أيتام وأرامل ومرضى وغير قادرين بعدد أكبر وأماكن أبعد، وأدعم المبادرة بشكل أكبر بدعوات أكتر وأعظم من اللى نولتها".

 

 

 

IMG_3436
IMG_3437
IMG_3441
IMG_3444
 

 

IMG_3447









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة