حازم حسين

دراما رمضان فى الميزان.. نظرة على حصاد السباق وأهم ملامح الموسم

الخميس، 11 أبريل 2024 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أغلق موسمُ الدراما الرمضانية دفترَه ومضى؛ وهكذا يصحُّ التقييم النهائى واستخلاص أهمّ الملامح والإشارات. ولعلّ أبرزها أنه كان سِباقًا حاشدًا بالأعمال شديدة التنوُّع فى الأفكار والمضامين، وسجَّل حضورًا مُعتادًا لقائمةٍ طويلة من النجوم، بالتوازى مع فَتح الباب للمواهب الشابة والصاعدين إلى البطولة المُطلقة لأوّل مرّة، وعاد فيه كثيرون من الآباء وجيل الروّاد إلى التوقيع بالحضور فى العُرس الفنى الأكبر والأغلى خلال العام، ولم تغب أيّة شركة إنتاج تقريبًا، إمّا بالمُشاركة الفردية أو من خلال تعاونٍ وتحالفات مُوسّعة، وكان السخاء الإنتاجى واضحًا فى عديد التجارب، وبدا أنها أخذت مُهلتَها الطبيعية فى التحضير؛ حتى لو تباطأ تصويرُ بعضها وامتد لأواخر الشهر، إنما إجمالاً، يُمكن القول إن خريطة العرض كانت ثريّةً ومُتقنة فى أغلب عناصرها، وربما لم نشهد مثيلاً لها فى الكَمّ والكيف منذ سنوات طويلة؛ حتى أنها عزَّزت الآمال بشأن المستوى التقنى والجمالى مُستقبلاً، والعودة لتحقيق إنتاجات مُتقدّمة فى أنواعٍ كانت مُنحسرةً أو مُتواضعة؛ كالتاريخ والفانتازيا، وفى الأخير فقد تأكّد من الحصيلة النهائية أن السَّبق الإبداعى فى المنطقة للقوّة الناعمة المصرية، واستعادت السوق ريادتَها وعُلوّ هامتها؛ وقد هيمنت على واجهة المشهد فى المنصَّات والشاشات العربية الكُبرى.


الشركةُ المُتحدة كانت اللاعب الأهمّ فى الموسم؛ أوّلاً لناحية كثافة الإنتاج وحجمه ومُستواه الفنىّ، وثانيًا بالتنوّع وتغطية كلّ الفئات وتعدُّد أنماط الطرح والمُعالجة. ومن بين نحو أربعين عملاً شهدها رمضان كانت حصّتها النصف تقريبا، بعضها أنتجته شركاتُها التابعة، الراسخة منها مثل سينرجى والوافدة حديثًا مثل «يونايتد ستوديوز»،  فضلاً على العمل مع أربع عشرة شركة ومُنتجًا، من ذوى التاريخ أو المُتقدّمين بدأبٍ لتثبيت أقدامهم فى الصناعة. وقد تكاملت الرؤيةُ الإجمالية بين دراما مُتعدّدة الأطياف والألوان، ومسلسلات أنيميشن للأطفال، ومعروضٍ برامجىّ يُركِّز على الروحانية والخطاب الدينى، لا سيّما خريطة قناة الناس، وبعض الاختراقات النوعية مثل «نور الدين» للشيخ على جمعة، وإلى ذلك؛ فقد تطوَّرت فلسفةُ الإنتاج خروجًا من أَسْر مُعادلة الثلاثين حلقة، بعدما فرضتها اعتباراتُ التسويق والإعلان لأعوامٍ طويلة، فعادت التجاربُ الأقلّ طولاً للظهور فى المواسم الأخيرة، لتتّسع خلال رمضان المُنقضى إلى أحد عشر عملاً من العشرين بنسبة 55%. وسمح ذلك بإنجاز أفكارٍ وموضوعات أكثر، وتشغيل أعدادٍ أكبر من الفنّانين والفنّيين، وتسريع الإيقاع لكلِّ عملٍ وللحالة الدراميّة بكاملها، ما أضفى شعورًا بالحيويّة والتجدُّد، وقلّص احتمالات الرتابة والمطّ والتكرار.


بطبيعة الأُمور؛ تفاوتت حظوظ المسلسلات المُنخرطة فى السباق على مستوى أصالة الأفكار وطزاجتها، وحِرفيّة المُعالجات وتقنيات السرد؛ لكنها جميعًا حافظت على قدرٍ عالٍ من الإتقان فى الرؤية البصرية؛ لجانب الصورة وعناصرها الأساسية فى الديكور والاكسسوار والملابس، وجودة الإضاءة والتصوير والمُؤثّرات والمونتاج وتفاصيل ما بعد الإنتاج، فضلاً على الموسيقى والتترات؛ فكان الحصادُ النهائىّ جيدًا لدرجةٍ بعيدة؛ حتى مع استحضار عددٍ من التيمات التقليدية، وما شاب بعضَها من مُلاحظاتٍ على السيناريو والحوار وبناء الشخصيات، أو الإيقاع وتشابُك الخطوط، وتأسيس الصراعات والدوافع، والتسبيب المنطقى للأحداث وتناميها الصاعد. وفى ذلك برزت عناوين عديدةٌ، توافر لها من عوامل الجدّية والإبهار وتكامُل مُفردات الصنعة ما يفوق غيرها، ويُؤكّد كفاءةَ صانعيها ومهاراتهم الرفيعة، كما يكفى لوَضْعها فى المُقدّمة بجدارةٍ واستحقاق، وأبرزها: كامل العدد +1، مسار إجبارى، بابا جه، بدون سابق إنذار، وجودر والحشاشين.. أمّا البقيّة فكان فى كلٍّ منها عنصرٌ لامعٌ أو أكثر، وأصابت نصيبًا ملموسًا من الاهتمام والمُتابعة؛ لأنها كانت تُلبِّى طلبًا من بعض شرائح المُشاهدين، وتستجيب لاعتبارات الاختلاف وتفاوت الذوائق وطبقات التلقّى، بالإضافة إلى امتلاكها الأدوات اللازمة لاستمالة جمهورها المُستهدَف. إذ الرهانُ دائمًا يبدأ من التسلية والإمتاع؛ مهما كان قدر الطموح لمُخاطبة العقل الواعى، والوصول إلى حالة التثقيف والتنوير.


الظاهرُ أن نظرةَ الإنتاج كانت واحدةً للأعمال كلها؛ لكنّ الاختلافَ كان فى طبيعة كلِّ تجربةٍ، ورهاناتها، وخيال القائمين عليها وطموحاتهم. وهكذا يُمكن تمييز بعض المُسلسلات لناحية السخاء ورقىِّ المستوى، بينما اكتفى البعض بما فى المُتناول من أقصر الطرق وأيسرها. وإذا نظرنا فى الديكور سنتوقَّف بالضرورة أمام «الحشاشين وجودر» بتوقيع أحمد فايز وفريقه المعاون، وكذلك فى ملابس حسن مصطفى ومنى التونسى، وفى مونتاج أحمد حمدى ورحيب العويلى، ويتقدَّم مُديرا تصوير العملين، حسين عسر وتيمور تيمور، بفارقٍ كبير عن أقرب المُنافسين، ومن بعدهما محمد مختار عن «امبراطورية ميم»، وشريف النمر «مليحة»، وعمر حسام «مسار إجبارى»، ويكتمل بهاء صورة الأخير وفاعليّتها بلمسة المونتير محسن عبد الوهاب. وقد حافظت الخُماسية المشار إليها على توازنٍ دقيق بين الجمالى والوظيفى، مع تقديم تكويناتٍ بصريّة مُتقَنة فى بنائها، وفعّالة فى الدلالة، وفى أن تكون حاملاً ناعمًا للحكاية ومُتوائمًا معها، من دون إفراطٍ أو تفريطٍ أو ارتباكٍ الهامش المُغرى بين غاية الإمتاع وواجب الإقناع، ولعبَ التحريرُ الدقيق دورًا ظاهرًا فى الحفاظ على إيقاع السرد وتدفُّق الحدث، باسترسالٍ يُشبِع اللمحات الإنسانية دون مللٍ ورطانة، وتقطيعٍ يحفظُ الديناميكية والتشويق دون تعسُّفٍ لاهث أو مشاعر مبتورة.


فى التترات الغنائية تلمعُ افتتاحيات: امبراطورية ميم، مليحة، الحشاشين، المعلم. وفى درجة تالية: مسار إجبارى، لحظة غضب، صدفة، بدون سابق إنذار، وحق عرب. وفى النُّسخ الموسيقية البحتة: جودر، وعتبات البهجة. أمَّا الموسيقى التصويرية فأعلاها لدى أمين بوحافة وشادى مُؤنس بالتساوى، لمُواكبتهما الحصيفة لعَمَليهما: قصة حسن الصباح والطائفة الإسماعيلية النزارية، بطابعها التاريخى العقائدى، ومجالها الثقافى بين العرب والفُرس، وعالم ألف ليلة وليلة بمِخيالِه الساحر وقوسِه المفتوح على الجغرافيا والزمن، من النشأة الهندية إلى الامتداد الحضارى فى الشرق وطبقات التاريخ الإسلامى. لكنّ لوحة الشرف الإبداعى تتّسعُ لمُقارباتٍ أُخرى: أمير خلف فى «مسار إجبارى»، وخالد حماد فى «مليحة»، وخالد الكمار «بدون سابق إنذار»، وعادل حقى «المعلم»، وعمرو إسماعيل «حق عرب».


الكتابةُ يتزعّمها أنور عبدالمغيث بواحدةٍ من ألمع المُعالجات لعالم الليالى العربية وحكايات شهرزاد، وقد أجادت رنا أبو الريش ويُسر طاهر فى «كامل العدد +1»، ومهاب طارق فى «لحظة غضب» ثانى تجاربه الفردية بعد مسلسل حالة خاصة، وألمى كفارنة وفريقها المُشارك «بدون سابق إنذار»، ووائل حمدى ومحمد إسماعيل فى «بابا جه»، ومُعالجة باهر دويدار بسيناريو أمين جمال فى «مسار إجبارى». وتراوحت عناصرُ التميُّز من أصالة الفكرة إلى حِرفيّة التناول؛ لكنّ الملمحَ الأبرز أنّ السيناريوهات الأكثر إتقانًا والأعلى جودة، تعاملت مع قِصصِها ببساطةٍ وأريحيّة، ولم تُبالغ فى تقنيات السرد وآليات اللعب بالزمن، أو استعراض العضلات وادِّعاء التصدّى لأسئلةٍ وجودية وقضايا مُركّبةٍ ومُربِكة؛ ربما لهذا كانت فى أغلبها اجتماعيّةً إنسانية، بإطارٍ من الكوميديا أو الفانتازيا والتشويق، وغايتها العُليا إنتاج فُرجةٍ جذّابة على مقياس التسلية والترفيه، لهذا لم تقع فى فخِّ التصنُّع أو انتحال رُموزٍ ومدلولاتٍ تتجاوزُ مجالَ الحكاية أو تُحمِّلها فوقَ طاقتها؛ فجاءت الرسائلُ المقصودةُ طبيعيّةً نابعةً من الدراما، وخاليةً من الخطابة وبهارات الإثارة العاطفية.


أمّا التمثيل فكان على قدر التجارب التى احتضنته، أى يتناسبُ طَرديًّا مع مُعدّلات الإجادة فى بقيّة العناصر. والمعنى أن الأعمال التى قدَّمت الرؤى الأنضجَ والمناظير الأكثر ثراءً واكتمالاً؛ كانت الأفضلَ فى تسكين الأدوار وحالات الأداء ومُستوياته، وأقلّها فى العُمق والصورة وتناغُم الفكرة مع الخطاب ومُعادلِه البصرىّ كانت الأقلَّ تمثيلاً.. وعمومًا فقد برز عشراتُ الفنّانين؛ بمعاونة الكُتّاب والمُخرجين أو باجتهادٍ فردىّ: نور ووفاء عامر وجيهان الشماشرجى وعبد العزيز مخيون ومحمد الدمراوى فى «جودر»، سامى الشيخ وأحمد عيد وميرنا نور الدين وأحمد عبد الوهاب ومحمد يوسف أوزو «الحشاشين»، دينا الشربينى وأحمد كمال وألفت إمام ومجموعة الأطفال فى «كامل العدد»، أكرم حسنى ومحمد أوتاكا وياسر الطوبجى وسماء إبراهيم «بابا جه»، آسر ياسين وعائشة بن أحمد وجهاد حسام ونورا شعيشع ومريم الخشت والطفل المُدهش سليم يوسف «بدون سابق إنذار»، خالد النبوى ونشوى مصطفى ومحمود حافظ وإيمان السيد وإلهام صفىّ الدين والأطفال منى زاهر وآدم وهدان وريمون توفيق «امبراطورية ميم»، أحمد فهيم وصدقى صخر ولبنى ونس وشيماء سيف «فراولة»، محمد علاء ومحمد على رزق ورياض الخولى وأحمد ماهر «صيد العقارب»، أحمد العوضى ووليد فواز ودنيا المصرى وسلوى عثمان «حق عرب»، عصام عمر وأحمد داش وبسمة وصابرين «مسار إجبارى»، محمد شاهين وصبا مبارك وريم خورى وعلى قاسم والطفل آدم النحاس فى «لحظة غضب».


فى الإخراج؛ أدار خالد الحلفاوى لُعبتَه بما يُناسب إنجاز حالة اجتماعية كوميدية خفيفة، فقدّم فى «كامل العدد» حَكيًا رائقًا ومشحونًا بالأُلفة والمرح، وتعامل خالد مرعى بذكاء مع تيمته اللامعة فى «بابا جه»؛ فلم يُفلت الرسالة أو يفقد طاقةَ الإضحاك، أمّا هانى خليفة «بدون سابق إنذار» فكان مُوفّقًا فى إدارة مُمثّليه، لا سيما الأطفال، والأمر نفسه مع محمد سلامة «امبراطورية ميم»، بجانب اهتمامه بالصورة وإيقاعها المُتّصل بتتابع الحكاية من أقرب المناطق للوجدان عبر نموذجٍ حميمىّ ولاذع للأُسرة المصرية، وكانت نادين خان بليغةً فى واقعيّتها المُنتجَة لأثرها الشعورى من فرط إغراقها فى البساطة والعادية، مع مُزاوجةٍ بين التشويق والبَوح والحفر فى نفسيّات شُخوصها، وتظلّ آيةُ السَّبق معقودةً للتجربتين الأنضج: «الحشاشين» بتفوُّق بيتر ميمى فى التحرُّك بين التأريخ والرمزية، وتحقيقه اختراقاتٍ كُبرى فى الصورة والتقنية والصنعة، وإسلام خيرى بمُغامرته الخَطِرة مع «جودر» ضدّ فائض النوستالجيا والخيال لدى مُحبِّى ألف ليلة وليلة، وقد حصَّل ما أراد على مثالٍ غير مسبوق، فكان الثراء والهارمونيّة بين طبقات الزمان والمكان المتشابكة، وجودة التصوير والتلوين والجرافيك، والمُتعة وسلاسة الانتقالات البصرية قبل هذا وبعده. والعملان هُما الأفضل فى دراما التاريخ والفانتازيا آخر عقدين، إن لم يكن فى كل تراثنا السابق. تُجاورهما أعمالٌ لا تُنافس فى الفنيّات؛ لكنها حجزت مكانها بين تفضيلات الجمهور، مثل «حقّ عرب» الذى اشتغل على تيمةٍ شعبية فيها ظلال من عُقدة أوديب، وتتّكئ على جاذبية المُثيرات العاطفية كالمظلومية والثأر والبطل الطالع من الهامش. كما شهد الموسمُ اقترابًا من الأدب: «عتبات البهجة» عن رواية إبراهيم عبد المجيد، و»امبراطورية ميم» عن قصةٍ قصيرة لإحسان عبد القدوس مُزِجَت بقصّته «النظارة السوداء» وتنويعةٍ على صراعات المال والقِيَم، وجاءت الأُولى دون التوقُّعات والثانية أقرب لأجواء «الراية البيضا» لأسامة أنور عكاشة. صحيح أنهما كانتا تُبشّران بأكثر ممّا حقّقتاه؛ لكنهما تظلان تمهيدًا يفتح الباب على الأُصول الأدبية، ويُثرى الساحة برواياتٍ تُعوّض تقليدية بعض كُتّاب السيناريو ومحدودية عوالمهم.


كان السباق ثَريًّا كما أسلفتُ، وكلَّ الداخلين فيه فائزون؛ لأنهم حقَّقوا أعمالاً تختلف فى زراعتها، وتتكاملُ فى حصادها، وبجهدهم جميعًا انتعشت الصناعةُ، وزاد الزخم. إنما لو أردنا الفحص التقييمَ والترتيب؛ فمن واقع مُتابعتى وذائقتى وإجراء ما أفهمه من اعتباراتٍ ومعايير، أُوجِزها بالتالى: أفضل سيناريو لأنور عبد المغيث عن «جودر»، وأفضل إخراج بيتر ميمى «الحشاشين»، وكلاهما أفضل مسلسل بالتساوى. تمثيل رجال: محمد شاهين عن «لحظة غضب» وكريم عبد العزيز «الحشاشين»، والنساء: غادة عبد الرازق «صيد العقارب» وعائشة بن أحمد «بدون سابق إنذار»، أفضل دور ثانٍ رجال: سامى الشيخ وأحمد عيد «الحشاشين» ورشدى الشامى «مسار إجبارى»، والنساء: نور عن «جودر» وميرنا نور الدين «الحشاشين» وجهاد حسام «بدون سابق إنذار». أفضل مُمثّل شاب: عصام عمر «مسار إجبارى» ومحمد يوسف أوزو وأحمد عبد الوهاب «الحشاشين»، وأفضل طفل: لافينيا نادر «بابا جه» وسليم يوسف «بدون سابق إنذار». مدير تصوير: حسين عسر عن الحشاشين، مونتاج: محسن عبد الوهاب «مسار إجبارى»، أفضل تتر: «أصحاب الأرض» من مسلسل مليحة، وموسيقى تصويرية: شادى مُؤنس «جودر»، ومن نصيب العمل أيضًا أفضل جرافيك ومُؤثّرات، بينما يذهب أفضل إنتاج وديكور وملابس للحشاشين. وإشادة بهؤلاء: خالد الكمار وخالد حماد وعمرو إسماعيل فى الموسيقى، صبا مبارك ومحمد على رزق وإلهام صفىّ الدين وأحمد داش وريم خورى وبسمة وإيمان السيد وأحمد فهيم ومحمد أوتاكا فى التمثيل، وفى الإخراج خالد مرعى وخالد الحلفاوى ونادين خان وإسلام خيرى.. وبالنسبيّة وتمايُز الآراء يُمكن أن يُعادَ بناء قائمة الأفضل بصورة مُغايرة من شخصٍ لآخر؛ لكنّ مجموع الاختلافات وخُلاصتها أننا إزاء موسم غير مسبوق، وما كان على مدى الشهر الفائت يصلحُ قاعدةَ انطلاقٍ للصناعة فى الأعوام المُقبلة، بما يُكافئ قيمةَ مصر وعُمقَها ورصيدها الفنى والحضارى، ويُلاقى تطلُّعات أجيالٍ جديدة من الجمهور، صاروا أكثر اطّلاعًا ومعرفةً، وثقافةً بصريّة يُغذّيها الانفتاح وزمن المنصّات. الإبداعُ ليس رفاهيةً؛ بل هو تنمية واستثمار، وبإمكانه أن يصيرَ مَوردًا عظيمًا للدخل، والناظرُ فى حصاد رمضان سيرى أننا ماضون بثباتٍ وقوّة، بعدما عرفنا الغايةَ وتجاوزنا أوّلَ الطريق.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة