كتاتيب قرية بنى مجدول.. "نصرة" تمحو أميتها بحفظ القرآن بعد سن الستين: بناتى ختموا القرآن وجوزتهم وتفرغت لكتاب الله.. حفظت بالسمع وربنا كرمنى وعوضنى بعد سنين كفاح وتعب.. وتؤكد: متضيعوش على نفسكم نعمة حفظ القرآن

السبت، 13 أبريل 2024 08:00 م
كتاتيب قرية بنى مجدول.. "نصرة" تمحو أميتها بحفظ القرآن بعد سن الستين: بناتى ختموا القرآن وجوزتهم وتفرغت لكتاب الله.. حفظت بالسمع وربنا كرمنى وعوضنى بعد سنين كفاح وتعب.. وتؤكد: متضيعوش على نفسكم نعمة حفظ القرآن نصرة
كتبت – مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مرت السنوات، ولم تنس نصرة الفقي حلمها الذي عرقلته ظروف اجتماعية كانت سببًا في حرمانها وبناتها من التعليم، عانت ما عانته لتعليم أبنائها وتوفير حياة كريمة لهم، ولم تقف عند حد اليأس وتستسلم للظروف، ورغم أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب لم تتكاسل ويحنها ذلك عن مواصلة الكد والتعب ورفضت أن يفتهم قطار التعليم، متخذة الإرادة سبيلًا لصنع معجزة، كانت ختمها وبناتها للقرآن الكريم.

محت "نصرة" ابنة قرية بني مجدول التابعة لمركز ومدينة كرداسة بمحافظة الجيزة أميتها وبناتها بحفظ القرآن الكريم لتعوض حرمانهم من التعليم بعد مشقة كبيرة استمرت لسنوات: "ربنا كرمني بثلاث بنات ورا بعض، ظروفنا المادية كانت صعبة ومنعتهم من دخول المدرسة، كنت بتألم وانا شايفه اللي في سنهم بيتعلموا وهم لا، وعشان أعوض حرمانهم من التعليم دخلتهم محو الأمية، ورغم إن الستات اللي حوالينا كانوا يقولوا ليا بناتك مش هيتجوزا طالما مدخلوش المدرسة، ربنا كرمهم وختموا القرآن الكريم واتجوزوا".

خاضت "نصرة" رحلة حفظ القرآن في كتاتيب قريتها بعد أن أدت رسالتها في الحياة واطمأنت على بناتها في رحلة صعبة لم تمنعها فيها أميتها أو كبر سنها واعتلال صحتها من تحقيق هدفها: "روحت الكتًاب وبدأت احفظ القرآن من 17 سنة بعد ما بناتي اتجوزوا، ورغم استهزاء وسخرية الستات اللي من سني كملت طريقي بعزيمة وإصرار وتشجيع مُدرساتي في الكتاتيب اللي كان ليهم الفضل عليا بعد ربنا في حفظي للقرآن الكريم".

سعادة عظيمة غمرتها بنيلها شرف إتمام حفظ كتاب الله كاملًا رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها كونها أميّة لا تقرأ ولا تكتب: "الحمدلله حفظت القرآن في وقت كنت فيه مريضة وأعاني ظروفًا صعبة، معتمدة على السمع، القرآن كان علاج لتعبي، من وقت ما بدأت حفظ وانا حاسة بفرحة واطمئنان وراحة نفسية، ربنا كرمني وعوضني بعد كفاح وتعب وختمت الحفظ السنة اللي فاتت وأهل قريتي كرموني، فـ"من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معًا فعليه بالقرآن"".

رحلة مثابرة وتحدٍ كانت فيها تكافح مع زوجها، وتساند أبنائها، وتذهب للكتًاب لحفظ كتاب الله: "إحنا أسرة مكافحة، جوزي كان عامل، وانا اشتغلت من البيت وكنت ببيع حلويات وكشري عشان أساعد في المصاريف واعلم أولادي الستة وأوفر ليهم حياة كريمة واشتري جهاز البنات، وأولادي كافحوا، والحمدلله ربنا عوضنا وكانت نتيجة كفاحنا وصبرنا ورضائنا إن ربنا رزقني بذرية صالحة، بناتي الثلاثة ختموا القرآن واتجوزوا وأولادي الصبيان اتعلموا ووصلوا لمناصب علمية وعميلة كبيرة وأنا حفظت وختمت القرآن، واتمنى أي طفل أو شاب أو حد في سني يروح الكتاب ويحفظ القرآن، دا بركة ومفيش حاجة صعبة أو مستحيلة، متضيعوش على نفسكم نعمة حفظ القرآن فهو نور وشفاء".

IMG_3820
IMG_3821
 
IMG_3831
 
IMG_3833

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة