عادل السنهورى

عرض مسرحى فى قصر ثقافة دسوق

الخميس، 18 أبريل 2024 02:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى ديسمبر عام 2018 أعيد افتتاح قصر ثقافة دسوق بعد سنوات من الإهمال وتوقف النشاط وتحول القصر إلى "خرابة" بمعنى الكلمة، رغم أن المبنى مع انتقاله إلى مقره الجديد فى شارع الاستاد الرياضى تم إنشاؤه فى عام 2006 إلا أن الإهمال والفساد استشرى فيه وتم إغلاقه بحجة الترميم والتطوير، ولم يهتم أحد بمبنى قصر الثقافة بالمدينة حتى تمإغلاقه تماما، وتجمدت الرئة الوحيدة للنشاط الفنى والثقافى لأكثر من نصف مليون نسمة، هم عدد سكان المدينة والقرى التابعة لها.

وعقب ثورة 30 يونيو انتعشت الآمال ونادت الأصوات بضرورة التحرك لعودة المبنى إلى سابق عهده مرة أخرى، واستعادة بريقه ووهجه وإشعاعه المعروف عنه منذ إنشائه فى الستينيات وتأسيس فرقته المسرحية عام 66.


بشكل شخصى قررت تبنى قضية قصر الثقافة بالكتابة والمناشدة بعد زيارة له بدعوة من الفنان الصديق علاء مرسى فى شتاء عام 2014، وتحمسه لإعادة نشاط الفرقة المسرحية التى توقف نشاطها منذ عام 86 وكان علاء أحد أبطال الفرقة.


فى النهاية تم إعادة الترميم والافتتاح الذى حضرته الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة السابقة، والدكتور إسماعيل طه، محافظ كفر الشيخ السابق على مساحة 1200 متر، ومسرح يتسع لحوالى 500 متفرج تقريبا إضافة إلى نوادٍ لتكنولوجيا المعلومات، وقاعات للفنون التشكيلية، الآلات الشعبية، نادى أدب، مرسم، مكتبة للأطفال، مكتبة عامة.


فى إجازة عيد الفطر الأخيرة سعدت بدعوة من الصديق الشاعر محمد ناجى الابطاوى لحضور عرض مسرحى لفرقة دسوق المسرحية بمناسبة العيد وفرحت أكثر بالحضور الكبير من أهالى المدينة رغم عدم وجود الدعاية للعرض فى ميادين دسوق، أو على الأقل أمام مدخل قصر الثقافة. والتقيت بمدير القصر الأستاذ الصديق صادق مطاوع الذى تربطه علاقة قرابة بالفنان الكبير الراحل كرم مطاوع ابن دسوق وأحد أعلامها الفنية المعروفة، ودار النقاش حول تكثيف العمل الثقافى والفنى لقصر الثقافة بصفته المنفذ الثقافى الوحيد بالمدينة، وضرورة تذكير الأجيال الحالية بأبناء المدينة وأعلامها من كبار الفنانين والعلماء ورجال الدين والرياضيين من خلال الندوات الفنية والثقافية، مثل الدكتور أحمد زويل وأمين يوسف غراب وروحية الفلينى والدكتور صلاح فضل، وعبد الوهاب مطاوع ومحمد جلال عبد القوى وكرم مطاوع ومحمد رشدى ومحمد الدفراوى وسمير عبد العظيم والشحات مبروك، والدكتور عبد المنعم النمر والدكتور محمد كمال بشر والدكتور صابر عرب ومحيى ومصطفى اللباد والشيخ محمد فرج السنهورى، وعلاء مرسى وغيرهم الكثير.


سعادتى الأكبر كانت بمشاهدة العرض الفنى لفرقة دسوق المسرحية "رصد خان" من تأليف محمد على إبراهيم وتدريب وإخراج الفنان محمد على محمود، ومساعده إبراهيم درويش وأشعار وأغانى عمرو أبو السعود وألحان محمد يحى عثمان، وقام بتصميم الديكور وليد السباعى والدراما الحركية أحمد أمين إبراهيم.


العرض كان ممتعا رغم فترة عرضه المحدودة لمدة 5 أيام فقط ويؤكد أن مسرح الأقاليم يضم مواهب مسرحية فى حاجة إلى الاهتمام والدعم، فأبطال العرض المسرحى، سها إبراهيم، شيماء ادم، حنان الدسوقى، ابراهيم درويش، عمرو وحيد، حماده سرحان، شوقى ألماظ، إبراهيم السعداوى قدموا عرضا مسرحيا راقيا نال استحسان وتشجيع جمهور الحاضرين رغم صعوبة النص الذى تدور أحداثه حول فكرة فلسفية، مفادها أن أصل الخطايا هو خطيئة الغرور والطمع منذ بدء الخليقة وحتى عصرنا الحالى بداية من غرور ابليس ورموزه من أهل الشر ودول السيطرة والبلطجة وحتى طمع الأشقاء والأخوة وأولاد الذى أدى بهم الى الفرقة والتشرذم.
استعادة قصور الثقافة فى مصر لدورها فى نشر الوعى ومواجهة أفكار التطرف سواء بالفن والفكر يتطلب دعمها بصورة أكبر، لأن دورها لا يقل أهمية عن دور العاصمة والمدن الكبرى.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة