جزء من التنوع التاريخي الذي عاشته مصر، هو التنوع والثراء الكبير من خلال الحقب المختلفة التي شاهدها تاريخ البلاد، بداية من الفراعنة أهل مصر الإصليون، مرورًا بالكثير من حقب مختلفة حكم فيها مصريين وأجانب كـ "البطالمة والرومان"، ثم دخولا إلى العصر القبطي، وصولا إلى الفتح الإسلامي حتى تاريخها الحديث.
العصر القبطي جزء لا يتجزأ من هوية مصر، وتركيبة الشخصية المصرية فريدة، شكل خلاله الأقباط المصريون ملمحا من الهوية المصرية وشكلوا تاريخًا إضافيًا لمصر السياسي والاجتماعي والثقافي، وفي السطور التالية نرصد جانبا من التاريخ القبطي كما رصدته الروايات أو كما عبرت عنه من واقع التاريخ القبطي الكبير:
النبطي
رواية للدكتور يوسف زيدان تدور أحداثها فى العشرين سنة التى سبقت فتح مصر، ويظهر فى بعض مشاهدها الفاتح عمرو بن العاص وزوجته ريطة (رائطة) والصحابى حاطب بن أبى بلتعة، إضافة إلى شخصيات خيالية يكشف من خلالها النص الروائى عن طبيعة الحياة والإنسان والاتجاهات الدينية التى كانت سائدةً فى المنطقة الممتدة من دلتا النيل إلى شمال الجزيرة العربية، فى الوقت الذي ظهر فيه الإسلام وانتشر شرقاً وغرباً. تبدأ الرواية في نسج قصة للعشرين عامًا السابقين لفتح مصر، وقد ظهر في بعض أجزاء الرواية بعض الصحابة مثل سيدنا عمرو بن العاص "فاتح مصر" وجاء ذكر زوجته أيضًا وكذلك الصحابي حاطب بن أبى بلتعة، كما أنه قد ابتكر شخصيات خيالية من صنعه ليكشف من خلالها عن طبيعة الحياة والإنسان.
البشموري
رواية للأديبة سلوي بكر، تتحدث فى البدء عن ثورة البشمورى ضد الظلم، والخراج القاسى الذى أفقر الناس وأشاع الجوع والفقر بينهم بسبب سوء تقدير الولاة لأحوال الفلاحين، حتى بدأ البعض ينهش لحوم البشر من دون أن يشعر الولاة بثقل ما يلقونه على عاتق الرعية، وتصف قصة مريعة يستشعر من خلالها "مينا بن بقيرة" – والذى كان جابيا للخراج أو الدمز بالقبطية – جعلته يعود إلى رشده ويترك عمله ويقوم بثورة ضد الولاة فى الأراضى الموحلة فى مصر السفلى، لكن هذه الثورة تنتهى بقمع البشامرة ونفيهم إلى أنطاكية حيث يتم بيع بعض الأسرى فى أسواق النخاسة فى الشام وبغداد والإبقاء على البعض فى أنطاكية – التى إختاروها لوجود كنيسة كبيرة فيها مقربة من اليعقوبية - ليستعملوهم فيما بعد وقودا لقمع ثورة الزط فى البصرة بسبب تشابه الطبيعة فى الأراضى الموحلة وأهوار البصرة، هى رواية إستعمال شعوب مقهورة فى قهر شعب آخر. يتبيّن ذلك من عدم سؤال الناس عن مصير هؤلاء ولا الزط – غجر الهنود فى البصرة – ممّن أسروا ونقلوا إلى خانقين ومن ثمّ الحدود البيزنطيّة حيث تمّ أسرهم مرّة أخرى ليصبحوا غجر شرق أوروبا أو السيغان اليوم فى رومانيا وبلغاريا وغيرها.
توترات القبطي
رواية للروائي أمير تاج السر، وهي رواية مستوحاة من التاريخ، تحكي سيرة ميخائيل القبطي الذي أسلم على يد ثوار لإحدى الثورات المتشددة، بعد أن استولوا على المدينة التي كان يعمل بها محاسباً، وتحول إلى سعد المبروك، ليعمل طباخاً ثم تابعاً لقائد الكتيبة التي ألحق بها، ويظل يبحث عن خطيبته التي فقدها أثناء الحرب.
تنشغل الرواية بهاجس البطل في البحث عن تلك الحبيبة المفقودة، وتذكرها، ونعي المدينة التي ضاعت وذلك الصراع الذي ينشأ بينه وبين قائده حول تلك الحبيبة المفقودة. أيضاً يطرح النص أسئلة كثيرة حول التطرف والغوغائية، ويستخدم الأسطورة والواقعية السحرية في نهج جديد. يبحر إلى عوالم شديدة الخصوصية والغموض وغير مكتشفة، ويستخدم لغة شعرية خاصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة