ملتقى القاهرة الأدبي في دورته السادسة بين المدينة والذاكرة على أرض القاهرة

الأحد، 21 أبريل 2024 05:00 م
ملتقى القاهرة الأدبي في دورته السادسة بين المدينة والذاكرة على أرض القاهرة جانب من الفعاليات
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اُفتتحت فعاليات ملتقى القاهرة الأدبي السادس تحت عنوان مُلهم ومُستلهم من مكان انعقاده الجديد بعد غياب لسنوات، تحت قبة الغوري بالقاهرة الفاطمية، "المدينة والذاكرة" هو العنوان الرئيسي لملتقى القاهرة الذي بدأت أولى فعالياته مساء أمس السبت 20 أبريل.

أُقيم حفل الافتتاح ببداية رائعة بعروض المولوية والتنورة، وسيطرت حالة البهجة وتجلت روح القاهرة الساحرة بين الحضور من المثقفين والقراء، بل وكان للحضور الفلسطيني مكانه بوجود الكثير من أبناء فلسطين وغزة بالأخص، وكانت فلسطين حاضرة ومتجلية أيضًا في افتتاح الملتقى، في شخص الشاعر والروائي الفلسطيني الكبير (إبراهيم نصر الله) صاحب الملهاة الفلسطينية، والعديد من الروايات الشهيرة عن فلسطين وعن النكبة التي تحل ذكراها الــ 76 هذا العام، كما تواجد الكاتب والروائي المصري الكبير (إبراهيم عبد المجيد) وهو الرئيس الشرفي للملتقى هذا العام في دورته السادسة.


وقدمت حفل الافتتاح الإعلامية د.صفاء النجار، وألقى المدير التنفيذي للملتقى، الناشر محمد البعلي كلمته الافتتاحية مرحبا بضيوف الملتقى، وأدارت الندوة الافتتاحية بين الإبراهيميين الكاتبة آية طنطاوي.

بناء المدن في ذاكرة الكاتب المنفي

وفي بداية الندوة تحدث الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله عن مشروعه الأدبي الأهم (الملهاة الفلسطينية)، والتي بدأها في العام 1984، وكيف أن المكان المتمثل في المدن والذاكرة التي تتراءى في أي رواية كانا حاضرين، وكأننا نقرأ كل مدينة ونراها بذاكرة الكاتب، تحدث نصر الله عن الملهاة الفلسطينية والتي تؤرخ لــ 250عامًا لفلسطين التي لم يرها، وكيف بدأ مشروعه برواية تمتد من عام 1917وحتى عام النكبة، وعن التحدي الكبير للكاتب الفلسطيني للكتابة عن مدن فلسطينية محتلة وهي في الغالب مدن لم يصل لها الكاتب ولم يرها، فالتحدي هنا هو كيف يعيد بناء هذه المدن؟ وهذه هي المهمة الأصعب، لكن في جوهر هذه المهمة، يضع الكاتب العراقيل أمام العدو المحتل لعدم إمكانية تدمير هذه المدن.

أيضًا كان التحدي الكبير أمامه هو كيف يكتب عن فلسطين وهو لم يعش فيها لأناس يعرفونها جيدًا، وأن من يكتب عن فلسطين عليه أن يُقدم شيئًا مختلفًا، بحيث إن من يعرف فلسطين، يكتشف أنه لم يكن يعرفها جيدًا وهذا تحد كبير آخر، ليس فقط أن تعيد بناء المكان بل أن تقول لمن يعرف هذا المكان أنه لا يعرفه. وهذا يمس الكُتاب حينما يكتبون عن مدن كالقاهرة أوعمان، كما تحدث الكاتب الفلسطيني عن بداية مشروعه الأدبي الملهاة الفلسطينية، وأنه لم يكن يتخيل أنه سيكتب هذه الروايات التي تمثل المشروع، وأن العمل الكثير أدى لتحول فكرة رواية واحدة تتحدث عن بداية دخول الإنجليز عام 1917 حتى عام النكبة، إلى رواية تبدأ من نهاية القرن التاسع عشر، وهنا بدأت تتفتح مشاريع كثيرة لروايات أخرى قاربت على الـــ 12 رواية. كما تحدث نصر الله عن أهمية أن يكون الكاتب قادرًا على الكتابة عن مدن عاش فيها وهو ما أُتيح له في مشروعه الأدبي الآخر (الشرفاء). كما أنه يرى أن الكاتب العربي، والمواطن العربي يحيا في اغتراب دائم ردًا على سؤال ماذا يمثل الاغتراب للكاتب؟ 

العمارة تعكس روح الزمن

كانت مشاركة الكاتب المصري الكبير إبراهيم عبد المجيد، صاحب ثلاثية الإسكندرية التي بدأها برواية (لا أحد ينام في الإسكندرية) التي تميزت بالعلاقات المتشابكة لسكان مدينة الإسكندرية خلال فترة الحرب العالمية الثانية، والعلاقة بين السكان المحليين للإسكندرية والوافدين عليها من دلتا وصعيد مصر، والعلاقة بين أتباع الديانات المختلفة والتعايش مع الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في ذلك الوقت. ثم أتبعها برواية (طيور العنبر) واختتم الثلاثية برواية (الإسكندرية في غيمة)، كرحلة توثيقية لعاصمة مصر القديمة بداية من الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية السبعينيات، والتغيرات التي حدثت لوجه المدينة ولذاكرتها. كما تحدث الكاتب إبراهيم عبد المجيد عن فكرة الكتابة عن المدن، وأنها لا تكون مقصودة من قبل الكاتب، "فالمدن هي التي تأخذنا، فنكتب عنها". وذلك بالأخص عندما تكون المدن كحلم ضائع، وتتغير من الأفضل للأسوأ، هما يبدأ الكاتب في إعادة ماضي تلك المدن للحياة عن طريق الكتابة. وتحدث عن الإسكندرية التي عاش فيها ورآها في خمسينيات القرن الماضي، وفي مرحلة عظيمة في تاريخ مصر وهي المرحلة الكوزموبوليتية فهي مرحلة ثرية في ذلك الوقت وهو طفل يعيشها في الإسكندرية، ويسمع الحكايات من أسرته عن وقت غارات الحرب العالمية الثانية، من هنا بدأ الكاتب المصري رحلة ثلاثيته عن الإسكندرية، بعد دراسة وافية لكل أماكن الأحداث والرجوع لأرشيف الصحافة. وقد أكد على أنه لم يكن يشغله فقط إعادة بناء المدينة – الإسكندرية – كشكل، بل كروح لهذا الزمن الذي لم يعد موجودًا الآن. فقد تغيرت العمارة ككل وبدأت في الاندثار بداية من مسقط رأسه في الإسكندرية وحتى القاهرة، التي بدأ حياته فيها مع بداية السبعينيات، وتحدث أيضًا عن آخر رواياته (قاهرة اليوم الضائع) التي جال فيها بخيال الكاتب، في فانتازيا رائعة ورحلة خيالية في أمكنة القاهرة التاريخية، لتتضح وتتجلى الصورة الروائية لفكرة المدينة والذاكرة.

الفعاليات
الفعاليات

 

جانب من الفعالية
جانب من الفعالية


 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة