نحمد الله تعالى عز وجل، أن طهر تلك البقعة الطاهرة المباركة من غدر الاحتلال الصهيوني، كما نشكر فضله ومنته جل في علاه، أن مكن جيشنا العظيم من دحر براثن الإرهاب وغدره؛ فسيناء أرض غالية بذل فيها المصريون دماءً ذكية على مر سنوات من النضال متواصلة، وستظل ذكرى تحرير سيناء باقية في القلوب من جيل إلى جيل؛ فقد قدم المصريون من جيش وشرطة وأبناء سيناء الأحرار كل غالي ونفيس في سبيل الحفاظ على أرض الفيروز على مر حقب من الزمان بداية من النكسة ومرورًا بحرب أكتوبر وانتهاءً بالحرب ضد الإرهاب الغاشم.
وتعيد ذكرى تحرير سيناء الطاهرة في نفوسنا عظمة النصر في حرب أكتوبر المجيدة؛ فما بذل فيها من دماء وما جرى فيها من تضحيات، وما أكدته جاهزية الجيش العظيم الذي قدم ملحمة ظلت باقية في ذاكرة التاريخ، وهذا يحي في نفوسنا نظرية الأمن والبناء في آن واحد؛ فحماية أرض سيناء الجزء الغالي من الأراضي المصرية المروية بدماء شهدائنا الأطهار، يقع على عاتق الجميع كما أن تنميتها مسئولية المصريين قاطبة؛ فهي جزء أصيل من تحقيق أبعاد الأمن القومي في أرض الفيروز المباركة على وجه الخصوص.
ونحن نثمن جهود القيادة السياسية على مر التاريخ والحفاظ على السيادة المصرية والأمن القومي والزود عن كل حبة رمل مصرية، فمحاربة الإرهاب والقضاء عليه في تلك البقعة الطاهرة لم يتوقف وأشيد به وما حققه من إنجازات في وقت قياسي؛ فبرغم انشغال الدولة بالقضاء علي العنف والإرهاب بهذه الأرض الطاهرة المباركة، إلا أن مسارات التنمية كانت مستمرة وثابته تدعمها قيادة سياسية رشيدة وشعبٌ عظيم يبني ويعمر، وجيش عظيم يحارب ويحمل السلاح، ويحفظ السلام وسيادة الأراضي المصرية وأمنها القومي.
وقد دفعت الدولة المصرية بمؤسساتها تجاه تعمير سيناء والوصول بها لمراحل التنمية المستدامة بكافة مجالاتها، وبالطبع ما كان هذا يحدث بعيدًا عن توفير مقومات الأمن والأمان في تلك المنطقة الاستراتيجية؛ فبعزيمة المصريين كانت المعركة حاسمة لصالحهم؛ حيث تم تحقيق ما أبهر وأدهش وأثار إعجاب العالم من تنمية شملت البني التحتية والفوقية والتوسعة في الزراعة وتوطين للصناعات وجذب سياحي منقطع النظير من كل حدباً وصوب.
فالمصريين ليس لديهم ما يفرطون فيه من ذرة رمل واحدة من الأراضي المصرية، وخاصة أرض ضحى من أجلها الأبرار؛ فكل شبر من سيناء روى بدماء الشهداء على مر حروب كثيرة وملاحم متتالية، فالحفاظ عليها من أولويات أمننا القومي والتصدي لأي عدوان جائر عليها سيلاقي حزم وردع من جيش مصر وشعبه العظيم الآبي، وهذا ما أكدته القيادة المصرية في كثير من اللقاءات والخطب الرسمية.
إن إرادة المصريين واضحة للعيان ورغبتهم في الإعمار والتنمية والنهضة ستظل مستمرة وقائمة علي مر العهود، كما أن ذكرى تحرير سيناء المجيدة تلك الأرض الطاهرة المباركة، تحي في وجداننا وقلوبنا جميعاً وتورث من جيل لجيل، فهي رمز للصمود المصري حيال التحديات التي تواجه الدولة من كافة الاتجاهات الجغرافية؛ فالمصريين سيواصلون تحقيق أهدافهم ويستلهمون قوتهم من تاريخهم المشرف وانتصاراتهم المتتالية في معركتي الكرامة والبناء؛ فسيادة الوطن من أعلى الغايات ومقدمتها.
لقد مرت سيناء الطاهرة بالعديد من التحديات والمنغصات التي بدأت بالاحتلال الإسرائيلي عام 1967 والذي واجه برفض وتصدي متتابع المراحل تمثل في نضال مستمر؛ فعزيمة المصريين وجيش مصر العظيم وجميع مؤسسات الدولة، لم تلين ولم ترضخ ولم تقبل بالعدوان على كل حال، بل ظل الاستعداد لخوض حرب الكرامة في السادس من أكتوبر عام 1973 والتي حقق فيها الانتصار العسكري المخطط له بدقة؛ الذي شهد له العالم بأسره، وتتالت الأحداث حتي وصلنا إلى تحرير كامل لأرض الفيروز في الخامس والعشرين من أبريل عام 1982؛ حيث عبر آخر جندي إسرائيلي قناة السويس.
وبدون شك هناك عبر وخبرات اكتسبناها من ذكرى تحرير سيناء من أهمها الصمود والثبات على الحق من أهم سبل النجاح وتحقيق الغاية النبيلة؛ فبعد أن حققت مصر الانتصار العسكري لم تتواني عن الدبلوماسية وجهود التحرك الدولي التي أتت أكلها وثمراتها، وهذا يؤكد في نفوسنا فضل مكرمة الصبر بعد النصر لتتحقق مزيد من الانتصارات على أعداء الوطن، بالتوازي مع استكمال نهضتها وتنميتها لتشهد الازدهار والأعمار والتنمية التي تحقق لقاطنيها وللمصريين أجمع جودة الحياة وكرامتها.
ونوجه تحية إجلال لمؤسستنا العسكرية العظيمة وللقيادة السياسية الرشيدة ولأهل سيناء المخلصين ولجميع الشعب المصري في ذكرى تحرير سيناء، ونؤكد بأن كل ما يحاك من محاولاتٍ للسيطرة عليها يعد ضربًا من ضروب الأمنيات؛ فستظل أرض الفيروز مصرية خالصة للمصريين، وسيظل الجيش العظيم والشعب الآبي مرابط إلى يوم الدين لحمايتها والتضحية بكل غالي ونفيس لحفظ الأراضي المصرية، وسيظل العطاء وعظمة وإخلاص المصريين مستدامة، ما دامت السماوات والأرض، تؤكد على أن سيناء أرضٌ مصريةٌ للمصريين، ونتمنى من العلي القدير أن يحفظ بلادنا ويديم عليها السلام والأمن والأمان، ويهبها الخير الوفير.
حفظ الله مصرنا العظيمة أرض العزة والكرامة مصنع العظماء والأبطال، وشعبها الآبي وقيادتنا السياسية الرشيدة وجيشنا العظيم ومؤسسات دولتنا.
_________
أستاذ أصول التربية
كلية التربية للبنات بالقاهرة - جامعة الأزهر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة