فى الذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء، تواجه الدولة والمنطقة المزيد من التحديات، لعل أكبرها وأخطرها هو الفصل المستمر لأكثر من مائتى يوم، فى حرب تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلى على غزة.
وربما لا يكون هذا هو التحدى الأول، بل كانت سيناء - خلال العقود الأخيرة منذ التحرير - تواجه تحديات متنوعة استمرت لنحو ثمانى سنوات بإرهاب أسود نجح فى تفكيك واختراق وتدمير دول من حولنا، لكنه فشل فى مصر، وظلت سيناء البقعة الوحيدة التى لم ترفع فوقها راية سوداء، واليوم وعلى مدار أيام الحرب على غزة، اتضح أن الإرهاب، وتنظيما مثل «داعش» براياته السوداء، لم يكونا منفصلين عن مخططات إقليمية، أظهرتها الحرب الأخيرة فى غزة، خاصة وقد اختفى «داعش» هو وبقية التنظيمات التى اتخذت أسماء مقدسة، بينما هى جماعات متطرفة تكفيرية مثل التنظيمات المتطرفة التى تسعى لنشر الفوضى وتخدم مصالح الاحتلال وأجهزة التمويل والتخطيط.
وفى كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ«42» للتحرير، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن تحرير سيناء بالحرب والدبلوماسية يجعلها شاهدة على قوة مصر وشعبها، وصلابة قواتها المسلحة ومؤسساتها، وأن سيناء كانت دائما موضعا للاستهداف والعدوان، وعلى مدار السنوات الماضية، واجهت مصر اختبارا جديدا استهدف سيناء، وخاضت الدولة حربا شرسة ضد قوى الإرهاب والشر الذى تحطم على حصون الخير والشرف، وبأرواح أبنائها فى القوات المسلحة والشرطة.
ولفت الرئيس إلى التطورات التى شهدها الإقليم خلال الشهور الماضية، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والموقف المصرى الرافض لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو إلى أى مكان آخر، حفاظا على القضية الفلسطينية من التصفية، وحمايـة لأمـن مصـر القومى، مع سعى مصر لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، ودفع جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.
وأكد الرئيس السيسى، أنه كما كانت الحرب من أجل تحرير سيناء، كذلك الحرب من أجل تطهيرها من الإرهاب، واجبا وطنيا مقدسا، فإن تنمية سيناء وتعميرها هو واجب وطنى مقدس أيضا، ولهذا تشهد سيناء جهودا غير مسبوقة لتحقيق التنمية الشاملة فى الصحة والتعليم والبنية الأساسية وجميع مقومات العمران والصناعة والزراعة، فى إطار مشروع قومى ضخم يستحق أن يقدم المصريون التضحيات اللازمة من أجل تنفيذه، حماية وصونا لأمن وسلامة الوطن كله.
وقد بدأت أكبر عملية تنمية فى سيناء، منذ 2014، بالأنفاق التى أنهت عزلة سيناء وربطتها أبديا بالوادى والدلتا، وشبكات أنفاق وطرق تحتضن مشروعات عملاقة وأراضى ومدنا، تستقبل أبناء مصر، ومثلما تصدى أبطال القوات المسلحة والشرطة - ومعهم أهالى سيناء - للإرهاب الذى تحطم على صخرة بطولات أبنائنا، أعادوا بطولات آبائنا وأخوتنا من أبطال القوات المسلحة، الذين صاغوا قصة عبور قناة السويس نهارا.
لقد تم تحرير سيناء من الاحتلال، ومن الإرهاب، وتجرى معركة تنمية سيناء، ضمن تنمية كل بقعة على امتداد الوطن وحتى الآن تم إنفاق أكثر من 800 مليار جنيه فى تنمية شاملة استصلاح وزراعة أكثر من 500 ألف فدان مدارس، وطرقا، ووحدات صحية، ومحطات تحلية وتنقية وإعادة استخدام المياه.
وبالرغم من اشتعال الأحداث الإقليمية والحرب على غزة، تصر مصر على إعلان موقفها بحسم، فى مواجهة الحرب وأكاذيب الاحتلال وترفض التصفية والتهجير وتضع خطوطها الحمراء، وفى الوقت ذاته تواصل تقدم رسائل بكل الطرق بأن تعمير سيناء استراتيجية الدولة المصرية منذ 2014، وأن سيناء أرض مصرية دفع المصريون ثمن تحريرها وحمايتها فى 5 حروب كبرى، علاوة على حرب شاملة ضد الإرهاب، وتتمسك الدولة المصرية بأن تبنى وتعمر سيناء بقدر قيمتها وما دفع فيها من ثمن»، فهى مثال حى على بطولة وصمود وإصرار المصريين، ووحدتهم التى لا تنفصل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة