كان المشهد مدهشا ومبهجا وليس مفاجئا. كان عبارة عن رسالة مصر القوية الواثقة والواضحة لأهل الشر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ودلالة ولمن هو المقصود في هذا التوقيت. لن تعبروا بالأوهام والأحلام المريضة الى سيناء ولن تحققوا مخططاتكم الخبيثة على حساب ذرة رمل من رمالها.
في 2 نوفمبر 2023 وعقب اندلاع حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة وكشف النقاب عن أهداف العدوان الإسرائيلي بالتهجير القسري للفلسطينيين الى خارج غزة، جاءت الزيارة الحاسمة لرئيس الحكومة المصرية الدكتور مصطفى مدبولي يرافقه أكثر من نصف أعضاء الحكومة من الوزراء ورموز السياسة في مصر ووفد اعلامي كبير. وفي أقرب نقطة من الحدود مع فلسطين المحتلة أكدت الدولة المصرية حضورها القوي فوق سيناء
الزيارة تضمنت العديد أهمها إعلان رفضها القاهرة لمخطط التهجير وسط تزايد الحديث عن مشروعات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية واعتبار ذلك تصفية للقضية الفلسطينية.
اقترنت الرسالة الأولى بالرسالة الثانية الأكثر قوة وهي اعلان الدولة المصرية عن إطلاق المرحلة الثانية لتنمية شمال سيناء، بقيمة 363 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات جديدة خلال الخمس سنوات قادمة. ليبلغ قيمة ما خصصته مصر لتنمية سيناء منذ 2014 وحتى الآن ما يزيد عن تريليون جنيه.
ما وراء رسائل الزيارة أن المصريين جميعا مستعدون لتقديم ملايين الأرواح من أجل كل ذرة رمل بأرض سيناء وأن التنمية قرار استراتيجي للدولة المصرية لتصبح سيناء مصدرا للخير لمصر ورافدا مهما للغاية في النمو الاقتصادي وقد آن الأوان أن تتغير النظرة البائسة بأن سيناء بوابة للشر والحروب والإرهاب وتدفن في رمال سيناء الى الأبد وتتجلى بدلا منها صورة العمل والبناء، والنماء، والرخاء، والسلام.
مشروعات التنمية التي أعلنتها الدولة المصرية في الجمهورية الجديدة لتنمية سيناء هي مشروعات تعيد سيناء الى أحضان الوطن بالمعنى الحقيقي وبالمشروعات التي تنمو فوق كل شبر من أرض الفيروز لتزخر بها أكبر وأضخم علامة للنصر تحتضن أرض سيناء شمالا وجنوبا ضمن المشروع القومي لمصر وسيناء 2030 ولتلغي وتدفن الى الأبد أية مخططات أو مشروعات خبيثة تم تدبيرها بليل لسيناء. فالزيارة سبقها مباشرة اصطفاف عسكري للفرقة الرابعة بالسويس. فالتنمية حاضرة والقوة الرشيدة حاضرة أيضا لحمايتها وردع كل من تسول له نفسه في الاقتراب والتجريب.
تنمية سيناء الشاملة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية هي الحصن المنيع الذي تتحطم أمام قلاعه أية أطماع أو مشاريع استعمارية عسكرية واقتصادية، فسيناء مازالت زاخرة الكنوز والموارد والمقومات الجغرافية والتاريخية التي تجعلها في الحاضر قاطرة للتنمية ومعبرا للحضارات وتلاقي الثقافات شرقا وغربا مثلما كانت في الماضي.
الزيارة والاصطفاف تبعهما أيضا الإعلان عن محور استراتيجي تنموي للربط بين طابا والعريش واجهاض أية مشاريع بديلة منافسة لقناة السويس، إضافة الى ربط سيناء بالوادي عبر مد السكك الحديدية من الإسماعيلية والقنطرة وحتى بئر العبد عبر كوبري الفردان كمرحلة أولى ثم إلى العريش ورفح كمرحلة ثانية إضافة للوصلات من العريش الى المناطق الصناعية بوسط سيناء. مع التطوير الضخم لميناء ومطار العريش وبحيرة ومطار البردوي.
* أقترح تنظيم مؤتمر وطني وشعبي كبير جدا في سيناء، تشارك فيه كافة فئات المجتمع والشباب لتأكيد الاعتزاز بهذه البقعة الغالية من أرض مصر.
مشروعات كبرى يراها القاصي والداني فوق أرض سيناء لتوفير الحياة الكريمة لأهلها ولملايين المصريين من الوادي والدلتا وهو الأمل الذي نرجوه في المرحلة القريبة القادمة .. فسيناء هي الأمل والمستقبل.