عصام محمد عبد القادر

الفضائيات المصرية وحروب الجيل الرابع

الأحد، 28 أبريل 2024 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما تمتلك الدولة قنوات فضائية تدار بحرفية ومهنية تستطيع من خلالها أن تساعد فى تشكيل الرأى العام فى صورته الصحيحة؛ بما يسهم فى تنمية الوعى السليم لدى المجتمع؛ ليصبح داعمًا ومؤيدًا لكل السياسات التى تتخذها القيادة والحكومة، وهذا ما يساعد فى الحد من خطورة حروب الجيل الرابع التى تستهدف إحداث الزعزعة وإضعاف الثقة لدى المواطن؛ كى يشكل تهديدًا مباشرة على الأمن القومى فى أبعاده المختلفة.

وقد باتت الجمهورية الجديدة تمتلك فضائيات على قدر عالٍ من التميز والتفرد؛ إذ تلتزم حرفيًا بميثاق الشرف الإعلامى، وتتناول وتعرض قضايا المنطقة بتجرد واضح، يُمكن المشاهد أو المتابع من أن يرى الحقيقة، ويتعرف على الأحداث بواقعية، دون تزييف، أو تضخيم لمجرياتها، وهذا بالطبع يؤدى إلى الوقوف على صحيح تفاصيل القضايا دون مزايدة، ومن ثم يجنب المواطنين شرور حروب الجيل الرابع التى تعمل على آلية التضخيم والتزييف وقلب الحقائق، وإضفاء شريعة وهمية لطرف على حساب طرف آخر.

ونحن نعيش فترة استثنائية تبدو فيها المخاطر والتهديدات من كل حدب وصوب، وهذا ما يؤكد ضرورة الاهتمام بتناول المعلومات فى سياقها الصحيح ومن خلال قنوات مسئولة، تحمل على عاتقها إيصال الأمانة، وتحرى الدقة فى العرض والنقل، وتجنب سيناريوهات التهويل التى تصيب المواطن بالفزع والهلع؛ فالجميع يترقب مجريات الأحداث عندما تكون المناطق مشتعلة، أو غير مستقرة، كما هو اليوم.

وندرك جميعًا أننا نحن المصريون بفضل الله يد واحد ضد ما قد يشكل تهديدًا على أمننا القومي، وأن الإرادة المصرية عازمة على دحر كل مخططات الاقتراب من حدود الوطن ومقدراته، ومن ثم فنحن فى احتياج لأن نصطف جسديًا وفكريًا مع دولتنا العظيمة؛ كى يدرك العدو أو المغرض بأن شعب مصر صعب المنال، وأنه فى رباط إلى يوم يبعثون، وأن قيادته السياسية الرشيدة لا تفرط ولا تلين أو تميل لضغوط، ولا يستطيع كائن من كان أن يملى عليها ما يشاء؛ فصناعة القرار واتخاذه من قلب المطبخ المصري.
والفلسفة التى تعتمد عليها حروب الجيل الرابع تقوم على نشر وإشاعة الأكاذيب داخل المجتمعات؛ لتحقق غايتها الكبرى، والتى تتمثل فى تفكيك لحمة تلك المجتمعات وبث الفرقة واتساع دوائر النزاع المسلح بين الفئات والطوائف من أبناء الوطن الواحد، وإضعاف الأمن والأمان وإيقاف مجالات التنمية الاقتصادية بربوع الدولة؛ فيشعر المواطن بالخوف والرهبة، ويتسلل فى وجدانه ضياع أو فقدان ماهية الوطن، ومن ثم بعثرة أحلامه وأماله المشروعة تجاه الحاضر والمستقبل أدراج الرياح.

كما نعلم أن حروب الجيل الرابع المقيتة التى تدار بحرفية وتمويل دولى تستهدف تزييف العقول بمعلومات منقوصة، وفبركة لسلسلة من الأخبار؛ بغرض العمل على تشكيل وعى مشوب، وتكوين قناعات تقوم على فلسفة التأثير والتأثر، وجذب المشاعر الجياشة التى تنسدل من صور ذهنية يرسمها إعلام مضلل؛ ليكسب مزيد من التعاطف والانحياز ولو بشكل مؤقت؛ فيعمل المواطن دون أن يدرى لحساب أجندات غايتها هدم كيان الدولة بمزيد من النفور بين الشعب وقياداته.

وفى هذا الخضم نثمن الأدوار التى تؤديها القنوات الفضائية المصرية بشأن مواجهة موجة التضليل الإعلامى غير المنصفة، والتى باتت تبث سمومها ليل نهار عبر أبواق لا يستطيع أحد أن ينكر وصفها بالممولة والمأجورة؛ فقد بدت المعالجات الإعلامية عبر قنواتنا الفضائية سريعة وناجزة، والمقدرة على نقل الحقائق أضحت أمرًا ميسورًا بفضل اهتمام المسئولين عن إدارة هذه الفضائيات التى التزمت الحياد والدقة والشفافية والتوازن والشمول فى تعاملاتها مع مجريات الأحداث.

ولا ننكر بأن مصرنا الحبيبة مستهدفة؛ فهناك من يرغب فى فرض سيطرته على قراراتها، وهناك من يريد نشر الفوضى فى أرجائها وفق مخططات بالية، وهناك من يرغب فى إيقاف قطار تنميتها، وهناك من يرغب فى إسقاطها بغية بناء خلافته على أنقاضها، وهذا بفضل الله لن يحدث؛ فللدولة جيش وطنى عظيم وشعب أبى عزيز وقيادة حكيمة واجهت الصعاب فكانت راسخة مثل الجبال.

ونطمح فى مزيد من الغايات التى نأمل أن تحققها الفضائيات المصرية فى ظل بناء جمهوريتنا الجديدة، يأتى فى مقدمتها تعضيد الهوية القومية المصرية فى أذهان شباب الأمة، ومحاربة كل ما يهدر القيم النبيلة ويغزو الفكر بدخيل من شأنه أن يضعف الثوابت العقدية وينال من مقومات القيم المصرية الأصيلة، ويضعف الوعى الثقافى المرتبط بحضارة الوطن، ورغم تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية؛ إلا أن التوعية بالتحديات التى تواجهها الدولة المصرية باتت أمرًا مهمًا، تجعل المواطنين يواجهون التحدى ويتحملون الصعاب كى تبحر سفينة الوطن لبر الأمان وتتحقق النهضة المنشودة عاجلًا غير آجل بعون الله تعالى.

حفظ الله وطننا الغالى وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.


 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة