معتمد عبد الغنى

رمضان 2200… براءة اختراع “الإفطار الجماعي”

الخميس، 04 أبريل 2024 05:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عزيزي القارئ من الماضي
تحية طيبة وبعد،
أكتب إليكم من المستقبل، بعد أكثر من قرن ونصف من الآن، وكل ما أرجوه هو أن تصلكم رسالتي هذه في تلك الكبسولة الزمنية لتحذروا. أنتم تملكون كنزًا لم يعد له وجود في زمننا المستقبلي، لديكم روح رمضان، تلك البركة التي تنزل عليكم في الأيام الثلاثين. لقد ضاعت منا في الزمن الروبوتي الذي نحياه.

في عام 2200، نادرًا ما نجلس على طاولة طعام واحدة. الإفطار الرمضاني صار تقليدًا بلا روح، ومعظمنا لا يشعر بأن هناك شيئًا غريبًا. لكن أمثالي، من عشاق تاريخ مصر، يدركون أن هناك خطبًا ما. لقد اطلعت على نصوص من الأرشيف داخل المتحف، تتحدث عن المطرية التي كانت تجمع أبناء المنطقة في احتفال كرنفالي.

عندما حكيت لابني الصغير عن هذا المكان وما فعله أجدادنا المصريون، فتح فاه من الدهشة وعدم التصديق. هل يعقل أن يكون هناك حشد بهذا الحجم؟ هل يمكن أن نعيد أمجاد هذا الماضي ونقيم أفطارًا جماعيًا؟

كلمة من طفلي الصغير أضاءت اللمبة في عقلي، فكرت في إعادة تقليد اختفى منذ مائة عام وأكثر. على الفور، أجريت اتصالًا جماعيًا مع كل أبناء الحي وأخبرتهم بفكرة الإفطار الجماعي على منضدة كبيرة في وسط الشارع. سارعت بتقديم طلب التصاريح. ابتسم طفلي الصغير عندما لاحظ حالة النشاط التي دبت فجأة في روحي، وسألني عن دوره، فأخبرته أنه سيكون قائد الروبوتات التي ستُعد طعام الإفطار الجماعي.

لم يتفهم بعض الجيران تلك الدعوة الجماعية للإفطار، بعضهم استمع إليها للمرة الأولى: “إفطار جماعي”، ما معنى هذه الكلمات؟!.. ابتسمت ووعدتهم بتجربة جديدة، إذا نجحت فسوف نكررها في كل شهر رمضان، وآه لو علموا أن تجربتنا الجديدة كانت طقسًا مصريًا في الماضي الجميل.

والسلام ختام.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة