عصام محمد عبد القادر

خطاب الرئيس.. معًا نصنع المستحيل

الجمعة، 05 أبريل 2024 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم ما يواجهه العالم من تحديات جمة وأزمات لم نعهدها من قبل وصراعات متتالية ومتوالية؛ إلا أن الدولة المصرية بفضل قيادتها الرشيدة التزمت بمسار البناء والنهضة؛ فلم تنساق وراء تحالفات وتحزبات عالمية واهية؛ لكن بدأت طريقها بعد أن مهدت كل المعوقات التي كانت من مخلفات الماضي من بنية تحتية متهالكة وضعف لاستغلال الموارد وصعوبة في بناء المقدرات البشرية التي ينبغي أن تمتلك مهارات نوعية ابتكارية تسهم في التطوير والتحسين، كما دحرت الدولة المعوقات المستحدثة والتي طفت على السطح جراء تصحيح المسار من إرهاب غاشم وسياسة ممنهجة لتغييب العقول وتزييف الفكر للعمل على فقد الثقة بين الشعب وكيان الدولة.

وحينما تتكامل الرؤى نجد أن هناك تلاحمًا في الفكر والمواقف؛ إذ أن دعوة الرئيس للحوار الوطني والإصرار على استكماله؛ إنما جاء متناغمًا مع التغيرات الاقتصادية التي نشدها الآن، وهذا يلقي بالمسئولية على الجميع؛ فإدارة مقدرات الدولة ينبغي أن تستند على فكر استراتيجي يتأتى من خبرات متعددة ومتنوعة وتحمل في طياتها المزيد من الاطروحات بما يمكن من اختيار أفضلها وأنسبها لتحقيق غايات الوطن الاقتصادية؛ فبدون شك أن الاقتصاد يتوقف عليه أمور عظيمة منها تحسين وتطوير الخدمات التعليمية والصحية وتوفير الاحتياجات والمتطلبات الأساسية للمواطن في شتى ربوع الدولة.

ونتيجة لإخلاص النوايا وتواصل الجهود البناءة مع الدول الشقيقة والأجنبية، جاءت صفقة رأس الحكمة لتؤكد أن السعي والعمل والاجتهاد يسفر عنه ثمار طيبة؛ فشتان بين التنظير فقط، والتنظير المشفوع بالتطبيق، وهذا يؤكد في نفوسنا أهمية ما تقوم به قيادتنا السياسية من علاقات متوازنة مع دول العالم بأسره؛ حيث أثبتت أن لديها رؤية ثاقبة حققت لمصر المزيد من الفرص وأخرجتها من حالة العوز والتدهور، ومهدت لها طريق النهضة في مجالات التنمية الشاملة المستدامة.

واستكمالًا لتضافر الجهود نرى أن دعوى الرئيس دومًا ما تحض على أن يتحمل الجميع المسئولية من خلال عمل مخلص واجتهاد وتنمية ذاتية تمكن الفرد من أن يقدم أفضل ما لديه في مجال عمله أو تخصصه النوعي؛ ليستطيع أن يصبح منتجًا قادرًا على العطاء، وهذا دون شك يحقق المستحيل لكيان دولة استهدفت رؤيتها توفير حياة كريمة لشعبها العظيم الذي نجده مصطفًا خلف وطنه خاصة عندما يمر بمحن، قد تتمثل في تهديدات أو تحديات أو نوازل بشتى تنوعاتها، ولا نغالي إذ نقول أن ذلك ما وطد الثقة والطمأنينة بين القائد الذي تولى إدارة شئون البلاد وشعبه؛ حيث إن الرهان رابح دون شك أو تشكيك أو مواربة.

إن من يراهن على سقوط الدولة منذ أمد بعيد، ويتحالف مع الشيطان بكافة الطرائق المقيتة؛ ليصل إلى مأربه، نقول له بلسان الطمأنينة والبيان أن هذا ضربًا من المستحيل؛ فمصر باقية برجالها الشجعان وسيداتها الفضليات وشبابها الواعد ومؤسساتها الوطنية التي تحمي حمالها، وحتى بأطفالها الذين يمتلكون العقيدة الصافية والقيم النبيلة والولاء والحب والإخلاص لوطن يسكن القلوب ويحتل الوجدان؛ فرهان الفشل يتغنى به الفاشلون، ولن يجدوا إلا حسرة وندامة على ما يحملون وما يكيلون لهذه البلاد الفتية والمحفوظة بإذن ربها.

وتاريخ الأمة المصرية ملىء بالمعجزات وصناعة الإنجازات التي يراها المنصفون أنها ضرب من المستحيل، ودلالة ذلك أن المصريين يستمدون من حضارتهم العزيمة والمقدرة على أن يحققوا هذا المستحيل ويبلغوا الصعاب؛ لذا تحدث الرئيس في خطاب التنصيب ولديه الثقة التامة أن ما يقوله سيحدث بمشيئة الله تعالى وذلك بتضافر وتكاتف المصريين مع دولتهم العظمي التي تكتظ بالكفاءات البشرية، كما أن بها العديد من الموارد الطبيعية التي أنعم الله بها علينا، وقبل كل ذلك توفيق الله جل في علاه.

معًا نصنع المستحيل ونحقق الطموحات والأماني والأحلام؛ لنصل لمبتغانا؛ لتحيا بلادنا حرة كريمة بشعبها العظيم في مواقفه النبيلة، وقيادتها السياسية الجسورة والمعطاءة، ومؤسساتها الوطنية المخلصة.

حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة