مروة محمود إلياس تكتب: مليحة أيقونة القضية الفلسطينية.. رائعة المتحدة تجسد الأنوثة والصمود في صورة المرأة المؤمنة بقضيتها الساعية لحلم العودة.. يد تحنو وأخرى تواجه الاحتلال.. وتودع شهيدًا وتصنع آخر

الجمعة، 05 أبريل 2024 06:00 م
مروة محمود إلياس تكتب: مليحة أيقونة القضية الفلسطينية.. رائعة المتحدة تجسد الأنوثة والصمود في صورة المرأة المؤمنة بقضيتها  الساعية لحلم العودة.. يد تحنو وأخرى تواجه الاحتلال.. وتودع شهيدًا وتصنع آخر مليحة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- المتحدة تناصر القضية والمرأة والإنسانية فى شخص "مليحة "

- رمز ورسالة.. تداوي وتجرح

- الأنوثة والحب في وجه العالم الظالم

قل للمليحة بالشال الفلسطينى.. ماذا فعلت فى عالم ظالم!

العذر كل العذر من الشاعر ربيعة ابن عامر التميمي الشهير بـ"المسكين"، الذي كتب هذه الأبيات الشهيرة، أشهر الشعر في وصف المرأة المليحة الجميلة، منذ أكثر من 1300 عام، هذا البيت الشهير الذي يتغنى به كل من يريد أن يصف بنتا جميلة أو امرأة ذات جمال وتأثير، هذه الأبيات لا تليق إلا بالمرأة الفلسطينية "المليحة" الحقيقية.

عذرًا يا تميمي، فهذا البيت الشعرى المحرف من أبيات شعرك العربى القديم، لا يليق إلا بامرأه خلابة قوية مسيطرة، شجاعة يهابها الجميع، لا تهاب أحدًا، تمر وتعصف بها الأزمان والأزمات  والعواصف، ولا يغير ذلك في قوتها وصلابتها وصمودها وشجاعتها وأيضًا حسنها شيء! إنها المرأة الفلسطينيه أيقونه المعارك سيدة العواصف، ملكة التحديات والقادرة وحدها على أن تتحدى ظلم العالم، فقد شعر القائمون على مسلسل «مليحة» أن هذا البيت يليق بالمرأة الفلسطينية «المليحة» الحقيقية، لما لها من صفات القوة والشجاعة، فتمر وتعصف بها الأزمان والأزمات والعواصف، ولا يغير ذلك فى قوتها وصلابتها وصمودها وحسنها! إنها المرأة الفلسطينية أيقونة المعارك، والقادرة على أن تتحدى ظلم العالم.

Untitled-1

مليحة.. أيقونة الأنثى الصامدة

لطالما كانت المرأة الفلسطينية أيقونة لا يمكن أبدا زعزعة أصولها، تتمكن على الدوام من الفوز بكل المعارك، النفسية والحياتية مع الاحتلال، وما يترتب عليه من شتات لعائلتها، وموت لأحبائها، فالمرأة الفلسطينية هى التجسيد الحقيقى للمعركة الدائرة منذ عقود، على الأرض والهوية والكرامة.

واختيار اسم "مليحة" لبطلة قصة المسلسل الذى يغرد منفردا فى سماء مسلسلات الوطن العربى فى السباق الرمضانى 2024، ويتناول القضية الفلسطينية بمفهوم ومنظور مبسط وسلس ورقيق، وقوى وحاد ومركز فى الوقت ذاته، جاء ليعبر عن نموذج أنثوى يجسد الرمز الأول والأهم للقضية الفلسطينية ورمزها وهو «المرأة الفلسطينية» العظيمة، التى لا تكفى الكلمات لوصفها، ولا تكفى المواقف لإبراز جزء ولو بسيط من صمودها وجمالها ودورها فى القضية.

رمز ورسالة

اسم مليحة لم يكن أبدا محض صدفة، بل إنه تجسيد وتأكيد على دور المرأة الفلسطينية التى تجمع بين كل الصفات وتناقضاتها فى شخصيتها، لتنتج لنا رمزا لا يمكن الاستهانة به فى القضية الفلسطينية بل إنها محرك أساسى على مر العقود للقضية.

مليحة فى المسلسل تعيش رفقة عائلتها فى ليبيا، المكونة من والدها ووالدتها وجدها وجدتها، بعد أحداث الانتفاضة، ونزوحها من فلسطين، إلى أن ماتت أمها ووالدها لتخوض معارك حياتية يومية، لتستقر أخيرا فى القاهرة بعد رحلة معاناة لتبدأ فى تحقيق حلم عودتها إلى وطنها الأم مرة أخرى.

أيقونة المعارك

مليحة، بنت فلسطينية سمراء جميلة، منتصبة الهيئة، عالية الرأس واثقة الخطى، تجمع بين الجمال الطبيعى، والقوة والحضور الطاغى فى الوقت ذاته، منذ الحلقة الأولى تظهر مليحة بمظهر الفتاة الجميلة القوية، الممرضة الشابة التى تساعد كل من حولها، بها نقطة ضوء، يلتفت لها الجميع عندما يراها، مواقفها ثابتة وحلمها قائم.

الحفاظ على الهوية

لطالما كانت المرأة الفلسطينية ذات هوية خاصة، لا تتنازل عنها مهما كان الثمن أو الزمان أو المكان، تعتز بأصولها، تحافظ على هويتها بأقل وأبسط التفاصيل وأعظمها، فرغم أن مليحة تسكن هى وعائلتها فى ليبيا، وتركت فلسطين منذ الطفولة، إلا أنها تحافظ على تقديم وطهى الأكلات الفلسطينية مثل «المتبل الفلسطينى» الشهير، كما تحافظ على العادات وبعض الملابس الفلسطينية هى وجدتها.

مليحة وحلم العودة

العودة إلى فلسطين الوطن، هو حلم كل امرأه فلسطينية نزحت عن بلدها، هو هدفها مهما تغيرت الأزمان.
ونجد هذا الحلم فى كثير من مشاهد المسلسل على طريقة «الفلاش باك» وهى طفلة تتحدث مع جدتها عن رغبتها فى العودة الى الوطن، لترد عليها جدتها قائلة «متى العودة يا فلسطين؟» لتجسد بذلك الهدف الذى يراود كل امرأة فلسطينية وتزرعه فى أطفالها وأحفادها والأجيال من بعدها.

الحياة والمقاومة

المرأة الفلسطينية التى تجسدها مليحة، هى رمز الحياة ومقاومة احتلال يخطف الأحباء منذ عقود، ومقاومة الحزن والفقد الذى تعيشه يوميا لتراه فى طفلها الشهيد وزوجها الفقيد وأمها وأبوها وأخواتها وعائلتها، ففى أحداث المسلسل تفقد مليحة أبوها وأمها على يد عصابة مسلحة، لتقف على قدميها بعد فترة حزن لتقوم برعاية جدتها وعائلتها صامدة قوية لا تهاب الفقد.

وفى مشاهد كثيرة تتذكر مليحة نفسها وهى طفلة تقف هى وعائلتها فى وجه الاحتلال وجنوده، أثناء تهجيرها من فلسطين لتستقر فى ليبيا، فالمرأة الفلسطينية التى تجسدها مليحة فى المسلسل، هى رمز الصمود، أيقونة المعارك والتحدى، خلقت لتمسك بيد السلاح، واليد الأخرى يد حانية.

ورغم الصعوبات التى واجهتها مليحة، فإنها ممرضة ناجحة، تثير غيرة بعض زميلاتها لإتقانها العمل، يلتفت إليها كل من عمل معها من أطباء وممرضين ومرضى، وتساعد بقلب رحيم وبكل ما أوتيت من قوة.

هذه هى المرأة الفلسطينية، يد تساعد ويد تحمى، تستطيع مساعدة كل الناس، ورغم جراحها تداوى كل الجراح، كتجسيد لطبيعة قضيتها الكامنة فيها، ومعركتها المتواصلة التى لا تنتهى مع الحياة.

مليحة فى المسلسل، هى تجسيد للمرأة الناجحة التى لا تخسر أى معركة تدخلها، فلا تجدها أبدا مهملة فى بيتها أو قضيتها، أو وطنيتها وهويتها، فتنجح فى جميع المناحى لأنها اعتادت المعارك ولا تقبل الهزيمة.

الأنوثة الكاملة

مفهوم الأنوثة والجمال يختلف من ثقافة إلى أخرى، ولكن لا يمكن الاختلاف على جمال المرأة الفلسطينية والتى يجسدها مسلسل مليحة بشكل متزن وسليم ومتقن.

فمليحة، شابة جميلة، متزنة، عيناها حادة، نظرتها واثقة، تمشى مرفوعة الرأس، هذه الملامح الشخصية التى جسدتها بطلة المسلسل الفلسطينية سيرين خاس مقصودة ومدروسة، لتظهر الجانب الأنثوى الطاغى، الصامد المقاوم للحياة، صاحب الكرامة القادر على مواجهة الصراعات والحرب، بيد المرأة الحانية.

المرأة الفلسطينية لا تقف حياتها عند المأساة، فتودع طفلها الشهيد اليوم، لتنجب غيره بعد أيام، وتعلنها صريحة معاندة أمام كسرات الحياة والحرب، «أنا هنا.. والحياة تستمر».

ففى المسلسل تدور قصة حب بريئة بين الممثل «أدهم» الذى يجسد شخصيته الفنان محمد دياب بطل المسلسل، وبين مليحة الفلسطينية، فى إطار من توافق أهدافهما، ومناصرتهما للقضية الفلسطينية، والتعبير عنها فى إطار لطيف ومحبب.

«المتحدة» تجسد القضية الفلسطينية فى شخص مليحة

هذا الإنتاج الضخم لعمل درامى عن المرأة أيقونة القضية الفلسطينية هو الأبرز على الساحة، وأحد أهم إنتاجات هذا العام، حيث حرصت الشركة المتحدة، على مناقشة تلك القضية، وترسيخها فى نفوس عائلاتنا المصرية والعربية، بشكل مبسط وجميل، ولعل أبرز ما يميز المسلسل هو الثلاث دقائق الاولى من كل حلقة، حيث يسرد الجد بطريقة الحكى طبيعة القضية الفلسطينية وأحداثها منذ القدم، بطريقه مشوقة وسلسة جعلت الأطفال والكبار يلتفون حول هذا المسلسل المميز، صاحب القضية الأبرز، الذى يسلط الضوء على قضية القرن، فى مناصرة ظاهرة وحقيقية للقضية سيظل أثرها لسنوات بعد انتهاء هذا المسلسل المميز والبسيط الفكرة، عظيم التأثير.

فالشركة المتحدة بهذه الفكرة البسيطة، سددت أكثر من هدف بحجر واحد، مناصرة للقضية الفلسطينية، ومناصرة المرأة، ومناصرة الإنسانية.

 

مليحة









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة