لم أكن يوماً أتوقع أن تظهر للنور حكايات ألف ليلة وليلة من جديد بعد العديد من المحاولات والغير موفقة التي تم تنفيذها بعد آخر حكايات ألف ليلة وليلة للمبدعين طاهر أبو فاشا وفهمي عبد الحميد و زوزو نبيل و شيريهان و بالتحديد حكاية " فاطيما و حليمة و كريمة " ١٩٨٧.
وفقدنا الأمل في عودة ألف ليلة وليلة من جديد وأصبحت ماضي جميل نعيش فيه و نلجأ له من وقت لآخر كي نستمتع و ننبهر به وبرغم إننا لا نمل من مشاهدة حكايات ألف ليلة وليلة وجمالها وبريقها رغم ضعف الإمكانيات وقتها إلا إنها عالقة في القلوب والأذهان كأيقونة تشهد أجمل ذكريات حياتنا.
ولكن جاءت المفاجأة هذا العام من خلال مسلسل "جودر" ألف ليلة وليلة وكالعادة ظن الكثير أنها تجربة من تلك التجارب العديدة التي تمت ولم يحالفها النجاح و التوفيق ولكن الأمر إختلف تماماً وأصبحنا بصدد عمل فني ليس فقط عظيم ولكنه أسطوري وإستثنائي كم من الإبهار والإبداع والتميز والحكاية المثيرة المشوقة.
وكم من المؤثرات الصوتية والبصرية الغير متوقعة والتي تشعرنا بأن ما نراه و نسمعه هو حقيقة وليس خيال ألف ليلة وليلة.
عناصر التشويق في قمة الإثارة والمتعة والإبداع وكل لفته في كل مشهد في المكان الصحيح.
وعنصر الأزياء في قمة الروعة والجمال والفخامة ومناسبة لكل مكان وكل شخصية.
موسيقى التتر للمبدع عزيز الشافعي بمجرد سماعها ننجذب إليها بشكل جميل ومميز أصبح بيننا وبينها ارتباط كبير، حتي الصورة صورة وجودة الصورة في المسلسل بأعلي جودة عناصر التمثيل و الأداء الكل في أفضل حالاته الإبداعية من النجم الكبير ياسر جلال الذي فاجأ الجميع بالدور المختلف والأداء المميز والمقنع مع المعايشة الكاملة للشخصية وحتي جميع الأدوار كانت مفاجأة والكل كانوا في أفضل حالاتهم الإبداعية ولما لا طالما العمل نفسه مختلف و إستثنائي
وفاء عامر، محمود البزاوي، وليد فواز، نور، عبد العزيز مخيون، چيهان الشماشرجي، آيتن عامر، أحمد فتحي،
محمد التاجي
العظماء
احمد بدير و رشوان توفيق و نادية الشناوي
الكاتب الكبير أنور عبد المغيث أبدع في سرد حكاية عظيمة مشوقة تضاف لأروع الحكايات وإن هناك جائزة واحدة تمنح لهذا العمل المبهر العظيم فتكون مناصفة للإنتاج الضخم للشركة المتحدة والمخرج المبدع إسلام خيري الذي قدم لنا صورة مبهرة و عمل فني إستثنائي و أدخلنا عالم ألف ليلة و ليلة بعد ما خرجنا منه من ٣٧ عاماً إسلام خيري ذلك المخرج المبدع الذي يستحق كل التقدير و الإشادة فهو بحق نجم هذا العمل الفني العظيم
خاصةً أن مسلسلات ألف ليلة وليلة تحتاج في المقام الأول مخرج كبير و مهم و عنده حس فني مختلف فليس أي مخرج مهما كان كبير و عظيم و ناجح يستطيع أن يقدم حكايات ألف ليلة و ليلة بهذا الشكل المبهر فبعد رحيل المخرج المبدع فهمي عبد الحميد الذي قدم لنا ألف ليلة وليلة قديماً بإمكانيات محدودة و لكن ظهرت بشكل عظيم و مؤثر
واليوم المخرج المبدع إسلام خيري يستكمل المسيرة و لكن بشكل أكثر إبهار و متعة و بإمكانيات ضخمة تحسب للشركة المتحدة التي قدمت عمل فني أسطوري
قد لا أبالغ إن قلت أننا أمام عمل فني يكاد يصل للعالمية في الإبهار وجودة الصورة والتقنية العالية وعنصر الجذب والإثارة والتشويق وها نحن نستطيع أن نقول أن لدينا عمل فني عظيم يضاف لقائمة أعمالنا الفنية العظيمة في تاريخ صناعة الدراما العربية بل ويكون في مكانة خاصة فريدة من نوعها.
