جلس مالك الطفل ذو الـ 10 سنوات فى غرفته وعلى مكتبه، حزينا وحائرا، حيث لم يهتد إلى فكرة "الروبوت" التى كلف بها أستاذ المدرسة جميع الطلبة فى الصف الرابع الإبتدائى، حيث تطورت العلوم بشكل مبالغ فيه، تغيرت المناهج وتبدلت، حتى باتت مادة العلوم تُدرس من الصف الأول الابتدائى، وقد كلف مدرس المادة الأطفال بصنع روبوت بدائى يقوم بمهام بسيطة للغاية، واشترط أن يكون الروبوت مختلفا وجديدا ولا يحاول الأطفال نقله من نموذج آخر على شبكة الانترنت.
ضقى مالك ليلتين يفكر فى شكل جديد ومختلف للروبوت، فكلما اهتدى إلى فكرة، وجد أنها موجودة بالفعل، فقضى ساعات بين صفحات الانترنت باحثا عن أشكال جديدة من الانسان الآلى، كذلك بحث فى عشرات التطبيقات الخاصة بالذكاء الاصطناعى، عله يجد ما يريد، ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل، ثم ازداد غضبه واستياءه حينما علم أن جميع اقرانه بدأوا بالفعل فى صنع الروبوت.
ووسط حيرة مالك واستياءه، دخلت عليه جدته التى تكبره بـ 70 عاما، فوجدته على حالته، فسألته عن السبب، فما كان منه إلا أن أخبرها بكل شيء، فضحكت الجدة من حزن مالك الطفولى، ثم قادته لغرفتها وفتحت دولابها ثم قالت لمالك "سأدلك على فكرة ستبهر الجميع".
فى الطريق للمدرسة، سار مالك منتشيا بما صنع، حاملا فى حقيبته نموذج صغير للروبوت الذى صنعه بفضل جدته، وفى الفصل، بدأ الطلاب يعرضون نماذجهم، حتى جاء دور مالك، فأخرج النموذج من حقيبته وأخذ فى تركيبه، وإذا به روبوت على شكل "فانوس" والذى اختفى تماما خلال السنوات الماضية.
ووسط انبهار التلاميذ، بهذا الشكل الذى لم يروه من قبل، ضغط مالك أزراز على ريموت كنترول، فإذا بأغانى "مرحب شهر الصوم"، و"أهلا رمضان"، وبرغم بساطة الفكرة، إلا أن مالك استطاع أن يقدم شيئا جديدا بفضل الفانوس الصغير الذى تحمله جدته فى دولابها، والذى حصلت عليه كهدية من والدها فى أحد أيام شهر رمضان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة