لا شك أن الاحتفال بالعيد عبادة لله تعالى، ولا شك أن الله لا يحب الفرحة الكاذبة، وأن جمال الوجوه يكمن فى نظرة امتنان وصلة رحم ونشر محبة، وفى التخلص من الأحقاد والضغائن والأطماع، وأن نعلم أن احتفالنا بالعيد وفقا لهدى النبى الخاتم يجعل الحياة مثل السماء الصافية تشرق شمسها نهاراً وتبرق نجومها ليلا ، لأن العيد مظهرٌ من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره المعظمة، والنفوس مجبولة على حب الأعياد والسرور بها. والكل يتمنى أن يفرح، لكن كيف نفرح وكيف نستعد؟.. هل نستعد له باللحوم وباللبس الجديد وبغسل ونظافة المنزل، وبالتخطيط للتنزه في الحدائق أو المتنزهات فحسب؟
نعم نفرح ونلبس ونأكل، لكن لا ننسى أن الاحتفال يجب أن يبدأ بالتصالح مع النفس وبالبعد عن تقليعات الرفاهية، وبإحياء شريعة الله، ولّم شمّل الأسرة، وبالحرص على صلة الرحم، والعمل على عودة الابتسامة على وجوه كل من تراه أو يعيش معك مهما كان الخلاف أو الاختلاف.
وعلينا أيضا مراجعة المظاهر التي تحتاج إلى مراعاة القيم ووضعها في الحسبان، مثل سلوكيات بعض الشباب والفتيات في الشوارع، فالفرح مطلوب، لكن لابد أن يكون وفق الضوابط الشرعية والثوابت الأخلاقية، فلا يجوز أن يتسكع الشباب على النواصى بحجة أن اليوم عيد، وليس من المقبول أن تتصرف الفتيات خارج إطار الشرع والأصول في الشوارع بحجة أن اليوم عيد، فالعيد ليس للانحلال ولا للاستهتار، إنما هو للخلاص من إغواءات شياطين الإنس والجن والرضا بطاعة المولى عز وجل.
وأخيرا.. الحكمة من مشروعية الأعياد أن يفرح المسلمون، وليربوا النشء علي الكثير من القيم والأخلاق فلا يجب أن يتوقف العيد عند الكعك والطعام واللبس والتزين، بل لا بد أن نأخذ ما يربط المسلمين بالقيم الرصينة والأخلاق الرفيعة ليكون العيد عيدا حقيقيا لا فرصة للبحث عن الشهوات أو الجرى وراء المنكرات.