وردة قدمتها الشركة المتحدة لفلسطين فى موسم رمضانى الماضى؛ لم تكن توثق بها موقفا جديدا، بقدر ما تُرسخ مواقف مصر السابقة فى مؤازرة القضية ودعم أهلها. وقد وصلت الرسالة على أوضح معانيها؛ فاحتضنها الأشقاء، وثار إعلام الاحتلال مهاجما مسلسل «مليحة».
لسنوات طويلة كانت القضية الفلسطينية ولا تزال جزءا من نسيج الفن المصرى، وتشغل بال قوى مصر الناعمة، بقدر ما تشغل بال الدولة وتقع فى موضع متقدم من أولوياتها، ولعل مسلسل «مليحة» مثال بارز على هذا، بما يقدمه من منتج فنى عالى القيمة، ورسائل إنسانية وأخلاقية وسياسية شديدة القوة والوضوح، ودعم صادق للأشقاء وإدانة لا مواربة فيها للاحتلال.
استضافت «اليوم السابع» الفنان دياب، بطل مسلسل مليحة، متحدثا عن المسلسل وكواليسه ومشاعره تجاه التجربة. وقال فى بداية الندوة إن دعم مصر ومؤسساتها للقضية واجب وطنى وقومى، والعمل ألقى الضوء على بطولات القوات المسلحة ودورها فى دعم فلسطين، وإبراز جهود مصر على مدار التاريخ، وهى إسهامات بارزة ولا ينكرها أحد، خاصة أن مصر تخدم أشقاءها جميعا بإخلاص وصمت.
وأكد «دياب»، أن مواقف مصر أمينة ومُخلصة، وصوتها عالٍ فى كل القضايا الإقليمية، وينعكس ذلك على قواها الناعمة التى تشاركها الصلابة وتعبر عن مواقفها العادلة، فقد كانت مصر حاضرة فى كل الأوقات، ودورها مع فلسطين ثابت وواضح، أما هدف المسلسل فلم يكن مناقشة ما حدث فى 7 أكتوبر، وإنما استعراض القضية الفلسطينية طوال تاريخها، وتوثيق محطاتها، وسرد معاناة الفلسطينيين، وتوثيق جرائم الاحتلال، وتوعية الأجيال الجديدة بما لم يعيشوه أو يعرفوا تفاصيله.
وأشار إلى أن مسلسل «مليحة» كان فعالاً، وظهر ذلك من خلال تناوله الغاضب فى الإعلام الإسرائيلى، لدرجة أنه رأى صورته على قنواته أكثر ما رآها على الشاشات العربية، لافتا إلى أن أحد أصدقائه أرسل له تقارير منشورة فى صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية تتحدث عن المسلسل، وهنا شعر بقيمة العمل وتأثيره.
وفيما يخص الوقت الذى استغرقه للموافقة على تقديم مسلسل «مليحة»، أكد «دياب» أنه وافق دون تردد ودون قراءة أوراق العمل، مشيرا إلى أن المنتج إيهاب الطراوى تحدث معه عن المسلسل وأكد أنه يدور حول القضية الفلسطينية، فوافق على الفور على تقديم الدور، موضحا أنه وجد أن المسلسل متنفس للتعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية، ووسيلة للتوعية، مشددا على أنه لم يشعر بالخوف من تقديم المسلسل على الإطلاق.
وتابع «دياب»، أن المسلسل رغم وجود مشاهد صعبة خاصة الأكشن إلا أنه لم يستغرق وقتا طويلا أثناء تصويره وتم الانتهاء منه فى وقت وجيز، موضحا أن مشاهد الأكشن بالتأكيد كانت أصعب المشاهد التى أداها خاصة أنها المرة الأولى التى أحمل فيها السلاح، كما أن المخرج عمرو عرفة يرفض تصميم تلك المشاهد بالجرافيك حتى تظهر بشكل وكأنه حقيقية أمام الجمهور، كذلك كان يشعر بالضغط كونه يمثل فى أعرق مؤسسة عسكرية على وجه الأرض، ولذلك كان يشعر طوال تأدية المشاهد التى يرتدى فيها الزى العسكرى بالمسؤولية والتوتر رغم ما يشعر به من فخر فى نفس الوقت.
وعن مشاركة فنانين فلسطينيين فى العمل، أوضح «دياب» أنه لم يشعر بأى اختلاف، لأنه عند الفن تزال الحدود، كما أن هؤلاء الفنانين لم يشعروا بالغربة بيننا وكانوا جزءا مننا، وأعتقد أن مشاركتهم أضافت كثيرا للمسلسل خاصة فيما يخص جانب اللهجة، ما جعل المشاهد تخرج بشكل أكثر صدقا، وفى النهاية أنا سعيد بالعمل معهم جميعا.
وأضاف «دياب»، أنه يحاول طوال الوقت أن يخلص لما يقدمه، ويتابع الأعمال الجديدة مصريا وعالميا حتى لو كانت ضعيفة، وذلك حتى يتفادى الوقوع فى نفس الأخطاء التى وقعوا فيها، ويحاول الاستفادة أيضا من تجارب غيره، مشيرا إلى أنه يحاول عدم تكرار أدواره وتقديم شخصيات مختلفة عن بعضها البعض حتى يزداد خبرة، مشددا على إلى النص مرجعيته الأولى مع مخرج العمل.
وأكد دياب، أنه يتمنى أن يقدم أدوارا تعبر عن الشارع، عن جميع المهن الموجودة، مشيرا إلى أن جميع ما يقدمه يعتبره تحديا، لكى يكون أفضل مما قدمه من قبل، وأفضل من نسخته الأخيرة على حد تعبيره، مشيرا إلى أنه يعتبر نفسه ابنا للحارة المصرية، حتى أن جواز سفره لا يزال يحمل عنوانه القديم بحى إمبابة.
وتابع أن الفيديوهات التى يقدمها هو وزوجته على السوشيال ميديا عفوية ولا يكون هناك تخطيط لها، مشيرا إلى أنه فى كثير من الأحيان يكون لا يعلم من الأساس بأمر التصوير، لكنه فى جميع الأحوال لا يكون هناك اتفاق على ما سيتم تقديمه، موضحا أن زوجته مبتكرة ومؤلفة ومثقفة، وما يتم تقديمه لا يتعدى كونه مزحة.
وحول اختيار أدواره أكد «دياب» أنه يعود إلى زوجته فى أغلب الأوقات، لكنهما مختلفان، ولذلك من الممكن أن ترفض هى دورا أو تراه غير مناسب لكنه يشعر بالراحة إليه فيقبله، متابعا أن مسلسل «مليحة» كان من أسرع الأعمال التى قبلها، حيث أبلغ زوجته أنه لديه موعد مع المخرج عمرو عرفة، وحين عدت إلى المنزل أبلغتها أننى سوف أقوم ببطولة مسلسل من 15 حلقة فى رمضان، مشيرا إلى أنها كانت سعيدة لذلك، وشعرت بالسعادة بعدما قدمت دورى بشكل جيد، كذلك الأمر مع فيلم «السرب»، إذ قرأ سيناريو العمل فى ساعتين فقط وبعدها أبلغ المنتج فتحى إسماعيل بالموافقة عليه، وبعدها قام بإمضاء العقود مباشرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة