مع اقتراب عيد الأضحى، توقع عدد من الأطباء البيطريين، انخفاض أسعار الأضاحى واللحوم، وأرجعوا ذلك إلى كثرة المعروض وانخفاض الطلب على اللحوم، مُحذرين من الشراء من تجار غير موثوق بهم، حتى لا يتعرضون للغش، ووضعوا الروشتة الكاملة لشراء اللحوم أو الأضاحى الصحية.
فى البداية، قال الدكتور أحمد البندارى، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، مقرر لجنة الثروة الحيوانية، أن هناك انخفاض طفيف حدث بالفعل فى أسعار الأضاحى حيث انخفض سعر الكيلو بالأغنام من 250 إلى 210 جنيه، وفى الأبقار 165 جنيها، والماعز 185 جنيها، وأرجع ذلك لزيادة المعروض من اللحوم وانخفاض الطلب، فضلا عن انخفاض أسعار الأعلاف خلال الفترة القليلة الماضية.
وأكد البندارى فى تصريحات خاصة لليوم السابع، ضرورة شراء اللحوم والأضاحى من تجار موثوق بهم، لعدم الوقوع فريسة لأحد طرق الغش بالأضاحى، مشيرا إلى ضرورة الاتجاه إلى المزرعة أو البائع فجأة وطلب وزن الخروف أو العجل، حتى لا يتيح الفرصة للبائع بإعطاء كميات كبيرة من العلف المليء بالملح للخروف، والتى تؤدى إلى تناوله كميات من المياه تُزيد من وزنه بشكل وهمى ومؤقت لإيهام المواطن أن الأَضحية مليئة باللحم، لافتا إلا أن تلك الخُدعة يمكن التعرف عليها من خلال حركة الغنم والتى فى الأغلب تصبح بصعوبة.
وأشار إلى أن "حقن الهرمونات" كانت أحد طرق الغش التى من الصعب اكتشافها، مؤكدا أن الدولة تصدت لهذا الأمر وتم وقفه، ولفت إلى ضرورة فحص الغنم والصوف، للتأكد من خلوه من الأمراض أو الصبغات، أو القراد والحشرات التى تنقل الطفيليات الدموية، ونصح بعدم شراء الأضاحى من الغنم العرابة، التى تأكل وتسرح فى الشوارع، حيث يتم تغذيتهم على القمامة، والتى تُهدد المستهلك حال تناول لحومها بالإصابة بما يقرب من 240 مرضا مشتركا بين الحيوان والإنسان، البكتيرية والفيروسية والطفيلية المختلفة، كذلك تتسبب فى الإصابة بالأورام السرطانية المختلفة، كما أن لحومها منخفضة القيمة الغذائية ومذاقها سيئ.
كما قال الدكتور أحمد حمدى، مدير عام مديرية الطب البيطرى بسوهاج، إنه يتوقع وجود انخفاضات بأسعار اللحوم، لانخفاض الطلب وكثرة العرض، موضحا الشروط الواجب مراعاتها فى الأضحية، وهى: أن تكون "جمال/ابقار/خراف/ماعز"، وأن تبلغ السن المحددة لها شرعا 5 سنوات للجمال، عامين للأبقار، وعام للماعز، و6 أشهر للخروف، لما ورد فى الحديث الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن"، وأضاف: لابد أن تكون خالية من العيوب العشرة "العور البين، العرج البين، المرض البين، العمياء التى لا تبصر بعينيها، المصابة يعسر الولادة حتى يزول عنها الخطر، الأضحية المصابة بما قد يؤدى إلى الوفاة حتى تشفى من الإصابة، الحيوان الملكوم الذى أكل فوق طاقته حتى يزول عنه الخطر، الحيوان العاجز عن المشى لعاهة، بالإضافة إلى أن تكون ملكا للمضحى فلا يصح التضحية بما لا يملكه، لافتا إلى ضرورة أن يضحى بها فى الوقت المحدد شرعا وهو من بعد صلاة العيد إلى غروب الشمس أخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذى الحجة.
وتابع حمدى، فى تصريحات خاصة لليوم السابع: وللوصول إلى مذاق أفضل للحوم، وتخزينها لفترة أطول لابد من تجنب ذبح الأضحية وهى مجهده أو مريضه، ويفضل أن العجل لا يتناول طعام قبل الذبح ب12 ساعة، مع استمرار شرب المياه، لافتا إلى أنه يُفضل عدم تقطيع اللحوم فور الذبح والسلخ وتركها ساعتين إلى 3 ساعات، ومن ثم يتم تقطيعها، وأَضاف: بعد تقطيع اللحوم يتم وضعها بعد تبريدها بدون غسلها فى أكياس بلاستيك نظيفة، ويتم تفريغها من الهواء جيدا، ويتم توزيعهم بطريقة تضمن توزيع البرودة بين كل الأكياس مع مراعاة عدم تكديسهم على بعض، والأكياس ذات القطع المصحوبة بالدهون المرتفعة يتم وضعها على السطح والدهون لأعلى، كما يجب استهلاكها أولا قبل قطع اللحم الأخرى لأن الدهون تفسد أسرع.
وأشار مديرة مديرية الطب البيطرى بسوهاج، إلى أن اللحوم يفضل تركها فى الثلاجة من 6 إلى 12 ساعة أو 24 ساعة، لضمان انتهاء مرحلة "التيبس الرمي" والتى تجعل اللحم أكثر طراوة وقيمة غذائية وبروتينية عالية، ثم بعد ذلك يمكن استخدام اللحوم مباشرة بطهيها أو حفظها وتخزينها فى الفريزر عند درجة 12 لـ18 تحت الصفر، من 3 لـ 6 أشهر، لافتا إلى أنه يمكن استهلاك ما هو غير عضلى، مثل: الكبدة والفشة والطحال، مباشرة بعد الذبح، لأنه لا يحدث بهم التيبس الرمى.
وحذر الدكتور محمد بيومى، مديرية الطب البيطرى بالقليوبية، من الانجراف وراء الأسعار المُنخفضة لأنواع اللحوم مجهولة المصدر، مؤكدا ضرورة الشراء من جزار معروف وموثوق فيه، لضمان جودة اللحم، موضحا أنه لمعرفة اللحوم الفاسدة والكشف عنها عند الجزار أو فى البيت، لابد من التركيز على لونها، فاللحوم الطازجة والصالحة للاستخدام الأدمى لونها وردى، ولون الدهن أبيض ناصع كما هو فى الجاموس والضأن ومائل للإصفرار كما هو فى البقرى، أما الفاسدة يكون لونها داكن، وللتمييز من ملمس اللحمة، فأن اللحمة الطازجة متماسكة وملمسها طبيعى على عكس اللحمة الفاسدة غير متماسكة، فعند الضغط عليها بالأصبع تترك علامة واضحة، بالإضافة أيضا إلى ملمسها اللزج وظهور كثيف لمياه مخلوطة بالدم عليها.
وأضاف بيومى، فى تصريحات خاصة لليوم السابع،: أما رائحة اللحم، اللحوم الطازجة رائحتها مقبولة وغالبا ما تكون الرائحة غير مميزة، أما اللحمة الفاسدة نجد أن رائحتها كريهة غير محببة، ويمكن اختبار اللحوم قبل طهيها، من خلال تدفئة السكين على النار وقطع شريحة صغيرة، فإذا تغيرت الرائحة إلى الأسوأ وكانت كريهة ومختلفة عن الرائحة المعتادة، فذلك يعد مؤشرا بأنها لحوم غير صالحة، ويمكن من خلال اختبار أخر، وهو: قطع جزء بسيط ووضعه فى كمية من المياه، فإذا تلوثت المياه بالدم فأن ذلك يعنى أن اللحم فاسد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة