منذ موافقة حماس في 6 مايو على اقتراح وقف إطلاق النار، وهو ذات الاقتراح الذي سبق ووافقت عليه إسرائيل، وجد نتنياهو نفسه وعلى مدى أكثر من أسبوعين، محاصرا داخليا وخارجيا.
الدول تتسابق على الاعتراف بفلسطين، والمحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرة باعتقاله ووزير دفاعه، والمظاهرات تشتعل داخل إسرائيل، للمطالبة بإعلان نتيجة المفاوضات، التي وافقت عليها إسرائيل وحماس، تحت بصر وسمع الحكومات المصرية والأمريكية والقطرية، وبات السلام قريبا، ومحاكمة نتنياهو ومعاونيه قريبة أيضا.
"تتصرف كيف يا نتنياهو.. تتصرف كيف يانتنياهو.. تتصرف كيف يانتنياهو؟"، على نمط أداء الفنان محمد التابعي في دور "كبير الرحيمية قبلي" بالأفلام العربية القديمة.
وتصور نتنياهو وفريقه الدموي، أن الحل هو "ضرب كرسي في الكلوب"، بالطعن في إجراءات المفاوضات التي وافقوا سابقا على نتائجها تحت الضغط الدولي والداخلي، وذلك بالكذبة التي تصوروا أنها ستنقذهم من مأزق السلام، الذي ينهي الحرب، ويعقد لهم المحاكمات، بادعاء أن ما وافقت عليه حماس شيء غير الذي وافقت عليه إسرائيل.
ولتمرير الكذب، عمد أذناب نتنياهو في الإعلام الغربي إلى اتهام مصر بخلط أوراق المفاوضات، وإطلاع الجانب الإسرائيلي على اقتراح، واطلاع حماس على الاقتراح مع بعض التعديل.. والسؤال هنا: لو كان الوسيط المصري فعل هذا، فلماذا صمت الأغبياء في حكومة نتنياهو وأذنابه في الغرب والطرف الأمريكي والطرف القطري أكثر من أسبوعين طويلين من رد حماس بالموافقة على الاقتراح المصري، كل أسبوع فيهما يضم 7 أيام صمت؟
ويرى كاتب هذه السطور، أن خطورة لعبة المتطرفين الصهاينة في إسرائيل والإعلام الأمريكي، محدودة الأثر حتى الآن، بدليل أن الشبكة الإعلامية سالفة الذكر المسؤولة عن ترويج أكاذيب إسرائيل، نشرت هذا الكلام على لسان مصادر رفضت ذكر اسمها، بما يعني عدم وجود مصادر ولا يحزنون، ولن تكون للعبة نتنياهو أثر مالم تساندها الإدارة الأمريكية، والتي لم تفصح عن موقفها من تلك الفرية حتى كتابة هذه السطور، ورفض المتحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التعليق على ما قالته cnn، وفقا لما نشرته الشبكة المشبوهة ذاتها.
إن لعبة المتطرفين من الصعب أن تؤثر في الاتجاه السائد في الغرب الآن سواء لدى الشعوب أو الحكومات، برفض الحرب، وقبول نتائج المفاوضات.
إن كذب اللوبي الصهيوني يأتي الآن بهدف الابتزاز على طاولة المفاوضات أو التهديد بقلبها، بعد أن فشل نتنياهو في هذا الابتزاز عبر الإعلان المتكرر باقتحام رفح الفلسطينية، فلجأ نتنياهو وأذنابه إلى اتهام مصر، في محاولة يائسة وغبية منهم للخروج من المأزق، بينما هم بسبب هذا الغباء يغوصون أكثر في مأزق يبدو أنه لن ينتهي إلا بالقضاء على نتنياهو وفريقه المتطرف داخل وخارج إسرائيل، ومن حقنا أن نأمل في هذا الحلم، لأسباب منطقية كثيرة، أهمها أنهم أصبحوا عبئاً حتى على حلفائهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة