تحل اليوم ذكرى وفاة الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر أحد رموز الفلسفة في القرن العشرين وبالتحديد الفلسفة الوجودية والذى ولد 26 سبتمبر من عام 1889 بجنوب ألمانيا وتوفى في السادس والعشرين من مايو لعام 1976.
يذكر أندرو بووي في كتاب الفلسفة الألمانية: مقدمة قصيرة جدًّا ترجمة محمد عبد الرحمن سلامة أن هايدجر قضى جانبًا كبيرًا من حياته متسائلًا عمَّا يعنيه "الوجود"، ولم يتمكن من إعطاء إجابة فاصلة، ويرجع هذا الأمر في جزءٍ منه إلى عدم وضوح الكيفية التي سيُفهَم بها السؤال، وصعوبة إيضاح السؤال جزءٌ من مغزاه فالأسئلة عن معنى الوجود Sinn des Seins يجب أن تجيب أولًا على حقيقة أن معاني الألفاظ في تلك الأسئلة ليست بديهية أو واضحة في ذاتها؛ فكلمة Sinn يمكن أن تدل على "معنى" كما في "معنى الحياة"، والذي يحمل دلالة "التوجه" أو "الهدف" أو "الغرض"، أو يمكن أن تدل فقط على ما نشير إليه عندما نشير إلى معنى كلمة. وSein في عنوان كتاب هايدجر الأقوى تأثيرًا "الوجود والزمن" Sein und Zeit عام 1927، يمكن أن تكون اسمًا وفعلًا على حدٍّ سواء.
وعلاوة على ذلك، فإن معاني "الوجود" ليست مباشِرةً؛ فعلى سبيل المثال: القول بأنه "توجد حياة على الأرض" ينطوي على معنًى مختلف للوجود عن ذلك الذي ينطوي عليه القول بأن محمولًا يخص شيئًا، كما في: "هذا الكتاب أزرق"، أو القول بأن شيئًا ما هو نفسه شيء آخَر، كما في: "نجم الصباح هو نجم الليل"، فهل هذه المعاني بينها قاسم مشترك يمكن إدراجه تحت العنوان الوحدوي "الوجود"، أم ينبغي أن يُفهَم الوجود بدقة على أنه متشعِّب بطبيعته؟
تأثَّرت استكشافات هايدجر بفكرة أن "الوجود" يعني شيئًا من قبيل "كونه معقولًا"، ويمكن أن تكون الأشياء معقولة بطرق كثيرة. ونحن لا ننشأ في عالم خالٍ من المعنى نخلع عليه فيما بعدُ معنًى، فالعالم الذي نعيش فيه هو دومًا ذو معنًى بمفهوم هايدجر، وذلك لأسبابٍ أهمها أننا علينا أن نتوافق معه لنظل على قيد الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة