يعتبر محمود مختار من أهم الفنانين المصريين كما أنه واحد من رواد فن النحت وهنا نتوقف مع واحدة من روائعه تتمثل في تمثال الخماسين الذى أنجزه عام 1929، الذي يجسد فيه امرأة ريفية ترتدي ثوبًا واسعًا ووشاح على رأسها تقاوم فيها رياح الخماسين الهائجة، مع تطاير وشاحها وملابسها للخلف وهي تعبر بصعوبة شديدة في هذا الوقت من الزمن، وقد حلل الفنانون، هذا العمل النحتي أنه يتحدث عن مقاومة الشعب المصري لواقعه.
وفقًا لكتاب الفنون التشكيلية في جمهورية مصر العربية، لأناتولي بوجدانوف الصادر عن المركز القومي للترجمة يمكن اعتبار تمثال "الخماسين" نموذجًا للتعبيرية الموجزة في فن محمود مختار، حيث المرأة المتعبة التي فاجأتها العاصفة الرملية في الطريق، وعلى الرغم من أنها تقف بصعوبة شديدة على قدميها، فإنها تتحرك بعزم وإصرار نحو هدفها المحدد.. هنا في مواجهة التشكيل الوديع للوجه، ولليدين، وللقدم المدفوعة إلى الأمام يقف تخطيط شديد الصرامة والقسوة لطيات الثوب الضخمة. إن التناقض بين الأشكال غير المتجانسة في هذه الحالة يدفعنا إلى الإحساس على نحو أشد بتوتر وقوة الإنسان الذي يواجه هجوم عنصر معاد أو كارثة ماحقة".
وولد محمود مختار عام 1891، وسماه والده الشيخ إبراهيم العيسوى عمدة قرية «طنبار» التابعة للمحلة الكبرى اسما مركبا هو «محمود مختار»، كان الأب فى الخمسين من عمره، وبعد وفاته خافت الأم من الصراع مع أبناء الزوجة الثانية حول الميراث، فأخذته مع أختيه إلى مسقط رأسها قرية «نشا» القريبة من المنصورة وأدخلته كتاب القرية، لكنه كان يهرب من الكتاب إلى شاطئ الترعة متأملا فلاحات القرية وهن يملأن جرارهن، وكان تشكيل قطع الطين لعبته المفضلة، حيث يصنع منها بعض الأشكال والتماثيل الساخرة البسيطة، حسبما يذكر الكاتب الصحفى ماهر حسن فى كتابه «محمود مختار».
تمثال الخماسين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة