منذ أيام قليلة أصدرت وزارة الداخلية بياناً حول الڤيديو الذى بثه شخص ادعى أنه تعرض للسرقة على يد أمن مطار القاهرة، عن طريق استبدال نقوده بالعملة الأجنبية إلى عملة مصرية، وقد وثقت بيانها بمشاهد لهذا المواطن الذى يدعى سامى الليثى، فى كل خطوة خطاها منذ دخوله من باب المطار حتى ركوبه للطائرة المتجهة إلى زيورخ فى سويسرا، وهو ما يؤكد اختلاقه للواقعة، وأكد البيان على اتخاذ الإجراءات القانونية.
كنت قد شاهدت الڤيديو الذى نشره هذا الشخص الذى يحمل جنسية سويسرية ويعيش فى زيورخ كما يقول منذ أكثر من ثلاثين عاما، ومن الواضح أنه كان فى حالة غير طبيعية، ليست مجرد انفعال لكن فيما يبدو أنه قد اعتاد على تناول ما يجعله فى حالة غير طبيعية، وهذا شأنه الذى يذكره بنفسه عن سهراته ونزهاته فى مصر، تماما كما يحب استعراض أملاكه وأمواله فى سويسرا.
مع الأسف وجدت عددا من الأقارب والأصدقاء الذين يعيشون خارج مصر وقد انزعجوا وأرسلوا لى ما بثه هذا الرجل، الذى كان يحمل فيما عرضه رزمة من المال يقول إنها كانت تسعة آلاف يورو، لكنه فوجئ بأنها غلفت من الجهتين بعملات أجنبية هى اليورو لا تتجاوز ورقتين أو ثلاث، بينهما عملات مصرية. تصيد الإخوان وغيرهم الواقعة وتاجروا بها فى محاولة للمزايدة وتشويه صورة مصر.
لكن بعيدا عن كل هذا، فقد تعلمت أن هناك أموراً يجب عرضها على العقل أولا، وقد توقفت عند بعض ما قاله سامى الليثى حتى يمكن بعدها أن أتقبل ما يقول أو أصل لكونه كاذبا، وعلى الرغم من أن هذا دور الجهات المختصة لكن هكذا تعلمنا فى عملنا الصحفى. قال فى تسجيلات مصورة هو بثها بنفسه أقوالا لا يمكن أن تصدر من عاقل، ولا يمكن لمصرى مهما كانت أزمته أو مشكلته أن ينطق بما قال.
فهو على سبيل المثال يقول إنه ينصح كل من يعرفه بألا تذهب إلى مصر أبدا فهم يأكلون الكلاب والحمير ! ثم حين يستعرض رزمة النقود يقول لقد كانت مرتبة ترتيبا دقيقا لكنها تغيرت لأنى أعرضها على كل من أعرفه من السويسريين لأحكى لهم عما تعرضت له من سرقة ! إذن هو باعترافه يمشى بين الناس مشوها لسمعة بلده مدعيا على أهلها أمر هو نفسه بحالته المترنحة لا يمكنه التأكد أو التدليل على ما يقول، ثم من الذين يأكلون الكلاب والحمير أيها الخائن.
لقد أظهرت الكاميرات التى عرضتها وزارة الداخلية انه كان ممسكا بنقوده فى يده، ثم وضعها فى حقيبته، ثم فتح الحقيبة وظل يعبث بها وهو محشور فى كرسى بين الركاب أمام بوابة دخول الطائرة، كل هذه الفرص تركها وهو لا يدرى ما يحمل ويغفل عما بحوزته ؟ ثم أن كان ما يقوله صحيحا فلماذا الإصرار على إلصاق الأمر بالشرطة؟ وإذا كان هناك من أقدم على هذا الفعل فكيف يمكن لرجل شرطة أن يقدم عليه دون أن يدرك عواقبه التى ربما تضيع مستقبله بل وتذهب به إلى السجن ؟ الأمر ليس بهذه السهولة.
كلها تساؤلات ليست فى جانب هذا الرجل الذى من الواضح أنه كان غائبا عن وعيه وعما يحمل، لكنه يعى جيدا أنه يتعمد الإضرار ببلده أو التى كانت بلده، وبسمعتها وبسمعة جهازها الأمنى، وهذا يعنى أنه فوق كذبه وغيابه عن الوعى هو أيضا خائن لهذا البلد.
المهم أنه لا بد من توجيه الشكر والتقدير لوزارة الداخلية ومسارعتها بالرد عن طريق بيان واضح موثق بالصور الحية الواضحة التى لا لبس فيها، والتى قطعت الطريق على هذا الشخص الذى لا يستحى أن يسيئ إلى بلده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة