مسئول صينى: منتدى التعاون الصينى العربى علامة ذهبية للتعاون الجماعى

الثلاثاء، 28 مايو 2024 01:34 م
مسئول صينى: منتدى التعاون الصينى العربى علامة ذهبية للتعاون الجماعى علم الصين ـ صورة أرشيفية
بكين (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد المبعوث الصينى الخاص الأسبق إلى الشرق الأوسط وأول مفوض صينى لدى جامعة الدول العربية وو سى كه، أن الصين والدول العربية ستواصل العمل معًا من أجل بناء مبادرة "الحزام والطريق"، ومن أجل ترقية منتدى التعاون الصيني العربي، بما يضخ الاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم متشابك ومعقد، وفي العصر الجديد، ستكتب الحضارتان الصينية والعربية فصلا جديدا من فصول المصير المشترك للبشرية ، مشددا على أن منتدى التعاون الصيني العربي "علامة ذهبية" للتعاون الجماعي الصيني والعربي .

واعتبر وو سي كه - في مقاله اليوم الثلاثاء، بصحيفة الشعب اليومية الصينية - أن إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي قرار استراتيجي من قبل الصين وجامعة الدول العربية، يهدف إلى تنمية العلاقات الصينية العربية على المدى الطويل .. مشيرا الى أنه منذ إعلان الصين والدول العربية من مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، عن إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي عام 2004 ، خاض المنتدى رحلة غير عادية على امتداد عقدين.

وأضاف أنه وسط تقلّبات الوضع الدولي واهتزازات الشرق الأوسط، تقدم منتدى التعاون الصيني العربي بقوة مثل سفينة عملاقة تواجه الأمواج العاصفة، وأصبح مع الوقت محركا رئيسيا لتطور العلاقات العربية الصينية، وأسّس مثالا ناجحا للتعاون الإقليمي وعلامة ذهبية للتعاون الجماعي الصيني العربي.

وبصفته أول مفوض صيني لدى جامعة الدول العربية، تابع قائلا " كنت شاهدا على إنشاء المنتدى وتطوره، وأثارت الإنجازات الرائعة التي حققها المنتدى إعجابي .. وكنت مليئا بالتطلّعات نحو الدور الذي سيلعبه المنتدى في تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والدول العربية".

وأوضح أنه في 30 يناير 2004، تم تأسيس مقر منتدى التعاون الصيني العربي على ضفاف نهر النيل ، وخلال مسيرة تطوّر المنتدى، تفرعت عنه 17 آلية حوار وتعاون بين الصين والدول العربية ، على غرار ندوة حوار الحضارتين الصينية والعربية، والمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، ومؤتمر رواد الأعمال وندوة الاستثمار، ومؤتمر التعاون الطاقي الصيني العربي ومؤتمر التعاون الصحي الصيني العربي، .. وتقوم كل آلية تعاون بتنظيم نشاط في الصين والدول العربية بشكل متناوب كل عامين.

وتأسس منتدى التعاون الصيني العربي على أساس الصداقة التقليدية بين الجانبين وعلى خلفية الاحتياجات المشتركة للجانبين في القرن الجديد، وأصبح علامة بارزة في العلاقات الصينية العربية.

وأضاف انه في سبتمبر 2004، أجرى وزير الخارجية الصيني آنذاك لي تشاو شينج زيارة إلى مصر. وفي 14 سبتمبر، شارك في رئاسة الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى التعاون الصيني العربي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية آنذاك عمرو موسى .. ووقعا بشكل مشترك على "إعلان منتدى التعاون بين الصين والدول العربية"، وبرنامج عمل منتدى التعاون بين الصين والدول العربية".. مما مثل انطلاقة رسمية لأعمال منتدى التعاون الصيني العربي.

وبعد ذلك، توصلت الصين والدول العربية إلى اتفاق بشأن إرسال الصين مفوضا إلى جامعة الدول العربية، وهو منصب يشغله سفير الصين لدى مصر، وفي 15 نوفمبر 2005، قدّمتُ إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خطاب التعيين موقعاً من وزير الخارجية لي تشاو شينغ، بتعييني مفوضاً لجمهورية الصين الشعبية لدى جامعة الدول العربية، وقد دُعيت بصفتي مفوض الصين لحضور اجتماعات مجلس وزراء الخارجية، التي كانت تعقد في مقر الجامعة العربية مرتين سنوياً، وحضور القمة العربية التي تعقد سنوياً بالرئاسة الدورية للجامعة العربية.

وأنه بحلول عام 2022، انعقد المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي للمرة التاسعة، وشهدت الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية تحسّنا ملحوظا ومستمرّا ، وبعد وقت قصير من انتهاء مهمتي كسفير لدى مصر ومفوض لدى جامعة الدول العربية، عملت كمبعوث خاص للحكومة الصينية إلى منطقة الشرق الأوسط .. وأتيحت لي الفرصة للمشاركة في بعض أنشطة منتدى التعاون الصيني العربي، لاسيما المؤتمرات الوزارية الثلاثة التي عقدت في الصين، وشهد المنتدى صموده أمام اختبارات الأوضاع الدولية المتغيرة، وتم إثراء محتوى التعاون بشكل مستمر، والارتقاء بالعلاقات الصينية العربية إلى "شراكة استراتيجية صينية عربية للتعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه المستقبلي."

وقال .. لعب منتدى التعاون الصيني العربي دورا مهما في موائمة مبادرة الحزام والطريق الصينية مع مختلف خطط التنمية في الدول العربية، وحققت هذه الموائمة نتائج مثمرة في مختلف المجالات .. كما تبادلت الصين والدول العربية الدعم في العديد من القضايا الرئيسية وذات الاهتمام المشترك.

وأكد أن الصين تدعم الدول العربية في اختيار طرق التنمية التي تناسب ظروفها المحلّية، وتواصل دعمها للقضية العادلة للشعب الفلسطيني، من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، إلى جانب دعمها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وأردف أنه بعد اندلاع الصراع العسكري في غزّة في أكتوبر 2023، نسقت الصين مع الدول العربية بشكل مكثف، ودعت إلى وقف مبكر لإطلاق النار وإنهاء الحرب ، كما عززت الجهود المشتركة التي يبذلها المجتمع الدولي للحد من الكارثة الإنسانية في غزة، ووقف إطلاق النار بشكل مبكر وإنهاء الحرب، وطالبت بعودة القضية الفلسطينية إلى مسار المفاوضات لتحقيق "حل الدولتين".

وأضاف أنه في المقابل، التزمت الدول العربية دائما بمبدأ الصين الواحدة ودعمت إعادة توحيد الصين سلميا.. كما قدّمت الدعم لجهود الصين في الحفاظ على الاستقرار وحماية حقوق الإنسان .. وقام الجانبان بإجراء مشاورات سياسية وتنسيق بشأن القضايا الدولية والإقليمية، مما وضع أساسًا متينًا لتعاون أوسع بين الجانبين.

وقال المبعوث الصيني الخاص الأسبق إلى الشرق الأوسط وأول مفوض صيني لدى جامعة الدول العربية وو سي كه إن البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، سيجلب المنافع للشعب الصيني والشعوب العربية، ويسهم في التنمية والرخاء العالميين ، حيث تعمل الصين والدول العربية بنشاط على بناء شراكة استراتيجية صينية عربية في مجال الطاقة متبادلة المنفعة وطويلة الأمد، وبناء نمط تعاون صيني عربي في مجال الطاقة، يركز على تعاون النفط والغاز وتطوير الطاقة النووية السلمية وتسريع تطور الطاقة النظيفة. كما يعمل التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة على تسريع التحول الرقمي لصناعة النفط والغاز في الدول العربية.

وفي مجال الطاقة الجديدة، وسعت الصين من تعاونها مع الدول العربية في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية وغيرها من المجالات.. وتعاونت مع العديد من الدول العربية لبناء عدد كبير من المشاريع.. وفي إطار خطة الشراكة بين الصين والإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا، نجح الجانبان في تحقيق اختراقات جديدة في مجال التكنولوجيا الفائقة ، وعلى صعيد اتصالات الجيل الخامس، أصبحت الشركات الصينية شريكا رئيسيا للدول العربية ، وفي مجالي الطاقة النووية والأقمار الصناعية، شهد التعاون الصيني العربي تطورا ملحوظا.

من جهة أخرى، شهدت التبادلات الإنسانية بين الصين والدول العربية حركية ملحوظة ، فمنذ عام 2005، تم عقد ندوة الحوار الحضاري العربي الصيني 10 مرّات ، وتحولت الندوة إلى منصة للتبادل الحضاري البيني والتعلم المتبادل ، ويتمسك الجانبان الصيني والعربي بالحوار والتبادل والتعاون المنفتح، وباتا يمثلان نموذجا للتناغم الحضاري.

واختتتم قائلا :اليوم، يواجه العالم تحديات وأزمات مختلفة، وتتصاعد أفكار الحرب الباردة والمعسكرات، وهوما يطرح مصاعب وتحدّيات أمام العمل الصيني العربي، ويجعل من التقدّم إلى الأمام ليس بالمهمة السهلة، ومع ذلك، يمكن لمنتدى التعاون الصيني العربي أن يبتكر آليات وطرق جديدة لتطوير التعاون، وتجاوز اختناقات التنمية وتحرير القدرات الكامنة.
 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة