عصام محمد عبد القادر

الأمن الغذائي من منظور القيادة السياسية وتطلعاتها

الأربعاء، 29 مايو 2024 04:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حوت كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من الأفكار البناءة حيال ماهية الأمن الغذائي وآليات الاستثمار والتصنيع والترشيد بالمجال الزراعي أثناء افتتاح المشروعات التنموية بجنوب الوادي؛ حيث تم استصلاح 400 ألف فدان بتوشكي من قبل جهاز المشروعات الوطنية، ومن ثم يعد مشروع توشكى من المشاريع الزراعية الرئيسة بمصر التي تحقق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية في آن واحد، بما يعزز الاقتصاد الوطني عبر توطين العديد من الصناعات.


وحري بالذكر أن مشروع توشكى يستهدف تحويل الصحراء الجرداء إلى واحة خضراء منتجة تضمن النماء الزراعي والصناعي، وتحقق ماهية الاستدامة البيئية بصورة تتسق مع استراتيجية الدولة، ومن ثم يحدث الاكتفاء الذاتي بعد تدشين المرحلة المأمولة من هذه المنطقة الخصبة التي تنتج محاصيل استراتيجية، في مقدمتها محصول القمح والذرة والشعير بكميات ضخمة؛ بالإضافة للفواكه والفول السوداني والخضروات بتنوعاتها المختلفة، وكذلك العديد من النباتات الطبية والعطرية والتين الشوكي، ناهيك عن مزرعة التمور التي دخلت موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية كأكبر مزرعة تمور حول العالم.


وفي خضم المستهدف وما تتطلع الدولة لتحقيقه أشار السيد الرئيس إلى أهمية تفعيل التصنيع الزراعي الذي يحقق القيمة المضافة للمنتجات الزراعية بتنوعاتها؛ فقد بات المناخ داعمًا، وأضحت البنية التحتية والفوقية محفزة لكافة صور الاستثمارات بكل أشكالها؛ فمن يرغب في إقامة المصانع صار أمرًا قابلًا للتنفيذ، ومن يرغب في الاستزراع أصبح متاحًا؛ فلا معوقات لوجستية أو إدارية، بل هناك دعم وتعزيز ومساندة من قبل الحكومة.
وتُعد دعوة الرئيس فرصة عظيمة لمن ينشد الاستثمار السريع؛ فبلوغ الحلم لزراعة ثلاثة مليون فدان أضحى بالقريب، وهذا يعطي إمكانية تدشين المزيد من مصانع الأخشاب بأنواعها، ومصانع التغليف والتعبئة، ومصانع إنتاج السكر، ومصانع الأعلاف، وغير ذلك من الأفكار التي تستهدف استثمار واستغلال المساحات الشاسعة بغرض إقامة مجتمعات صناعية موازية للمجتمعات الزراعية، ومن ثم يتم تعمير الصحراء لتصبح آهلة بالسكان المنتجين.


إن ما يؤكده الرئيس بشأن ترشيد المياه واستغلالها في زراعة أكبر مساحة لزراعات يتم تعظيم منتجاتها، يعد مدخلًا مهمًا لبدء نهضة زراعية وصناعية كبرى تؤمن الدولة من الناحية الغذائية، وتولد المزيد من فرص العمل عبر مشروعاتها القومية التي تستوعب عمالة لا حدود لها من حيث العدد والمهارات، كما أكد سيادته على ضرورة مواكبة التطور التقني في المجال الزراعي والتصنيع باعتباره بوابة الريادة والتنافسية على المستوى الإقليمي والعالمي.


والنهضة المشار إليها تحقق معادلة صعبة في مصر الحبيبة، تتمثل في خلق مجتمعات سكانية جديدة تسهم في جذب الطاقات البشرية لتلك المساحات الشاسعة بغية إعمارها مما يخفف الكثافات السكانية في أماكنها التقليدية؛ لتصبح الدولة عامرة بكافة ربوعها المنتجة، ومن ثم يزداد الأمن القومي في أبعاده المختلفة، وهذا أمل ورجاء مقرون بعمل وجهد متواصل من أجهزة الدولة وعزيمة قائدها صاحب مسيرة الإعمار الذي يشهد له تاريخ باق ما بقيت الحياة.


ويقوم منظور القيادة السياسية وتطلعاتها على فلسفة واضحة تتمثل في مواجهة التحديات بكل جسارة وثقة في النجاح؛ فقد بلغت الأزمات والتحديات ذروتها؛ لكن الإرادة والعزيمة التي لا تلين بدت جلية في تكاتف أجهزة الدولة قاطبة؛ لتذليل كل معوق وتجاوز ما يشكل حجر عثرة، مما أدى لنجاحات غير مسبوقة أحيت حلمًا للمصرين، وأصبح بفضل الله وجهود المخلصين واقعًا ملموسًا دعى سيادة الرئيس لمشاهدة ما تم إنجازه كي يدرك قلب الأمة النابض من شبابها أن الدولة ماضية في بلوغ نهضتها وتحقيق غايتها الكبرى.


ولندرك أن مخطط الدولة الاستراتيجي يستهدف استيعاب الزيادة السكانية من خلال التوسعة الأفقية في مشروعاتها وبخاصة الزراعية والصناعية منها؛ لتوفر الأمن الغذائي وفرص العمل اللامتناهية من خلال مشروعات قومية مستدامة؛ فقد بات تلبية الاحتياجات دون وضع رؤية مستقبلية حلول مؤقتة لا تحقق ماهية الاستقرار في مجالات التنمية المختلفة، وأصبح الفكر الاستراتيجي يقوم على الاستباقية في اتخاذ قرار تدشين مشروعات بشتى ربوع الوطن الحبيب.


إن تحمل الصعاب لبلوغ الآمال يعد لبنة بناء الدولة وأساس نهضتها ورقيها؛ حيث إن التقدم مرهون بصبر وعزيمة وتحمل كي نجني ثمار ما دشنته الدولة من مشروعات تستهدف تحقيق الحياة الكريمة للشعب العظيم الذي يقدس تراب الوطن ويدافع عن مقدراته بمزيد من العمل الجاد والسعي المتواصل؛ فقد باتت ماهية الاصطفاف واضحة في الإخلاص والتفاني والأمانة والنزاهة والشرف وتغليب المصلحة العامة عن المصالح الخاصة، وهذا ما نلمسه في قيادتنا السياسية من حيث الأقوال والأفعال.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة