كيف دمر نتنياهو علاقات أمريكا وإسرائيل؟.. واشنطن بوست: خسر تعاطف الديمقراطيين بالرهان الفردى على الجمهوريين.. انتقاد واشنطن والتدخل فى انتخابات أمريكا منذ 2009 ضمن ألاعيبه.. وأولمرت: أفقدنا الدعم الأمريكى شعبيا

الأربعاء، 29 مايو 2024 04:00 ص
كيف دمر نتنياهو علاقات أمريكا وإسرائيل؟.. واشنطن بوست: خسر تعاطف الديمقراطيين بالرهان الفردى على الجمهوريين.. انتقاد واشنطن والتدخل فى انتخابات أمريكا منذ 2009 ضمن ألاعيبه.. وأولمرت: أفقدنا الدعم الأمريكى شعبيا نتنياهو وبايدن
كتبت : نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدار الأعوام الستة عشر الماضية، دمر بنيامين نتنياهو علاقات بلاده مع الحزب الديمقراطى فى الولايات المتحدة حيث ابتعد رئيس وزراء إسرائيل عن السياسة التى اتبعها أسلافها والتى كانت تعتمد على الشراكة الثنائية مع الأحزاب الامريكية، إلا أنه اختار احتضان الجمهوريين وقلل من شأن الديمقراطيين وهو الموقف الذى وصلت ذروته فى نهج كل حزب فى التعامل مع إسرائيل والحرب الوحشية التى تشنها على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضى.

الأزمة بدأت باجتماع في المكتب البيضاوي عام 2014، كشفت كواليسه صحيفة واشنطن بوست حيث التقى الرئيس الأمريكى آنذاك باراك أوباما بنتنياهو وألقى الأخير ما أطلقت عليه الصحيفة "محاضرة حول مستقبل غزة والدولة الفلسطينية وإيران" بلهجة وجدها أوباما متعالية ورافضة، وبعد الاجتماع، سأل أحد المساعدين كيف سارت الأمور، وأجاب أوباما قائلا: "أوباما تبول على ساقى" وفقا لشخصين مطلعين على الأمر.

وأدت الحرب فى غزة إلى تسريع هذا التحول إلى حد كبير، حيث بدأ الدعم الذى كان واسع النطاق من قبل الأمريكيين لإسرائيل يتحطم على طول الخطوط الحزبية ويمثل هذا الانقسام الذى يظهر فى الاحتجاجات الغاضبة والمناقشات الديمقراطية، تحولا فى السياسة الأمريكية.

قال السناتور كريس ميرفى، وهو ديمقراطى من ولاية كونيتيكت: "لا أعتقد أن هناك أى طريقة أخرى لقول ذلك نتنياهو كارثة مطلقة لدعم إسرائيل فى أنحاء العالم.. هنا فى الولايات المتحدة اتخذ نتنياهو قرار متهور بالاندماج فى الحزب الجمهورى متخذا موقف واضح فى السياسة الأمريكية ما كان له عواقب وخيمة".

 

نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب

 

ذكرت واشنطن بوست أن نتنياهو قاد التغيير من خلال استراتيجية الانحياز إلى اليمين الأمريكى، كما يقول مساعدوه السابقون، وهو القرار الذى يكمن وراء خلافه المتزايد مع بايدن، الذى يجسد المودة الديمقراطية التقليدية لإسرائيل.

وأضاف ميرفى وهو عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أنه حذر نتنياهو شخصيا عدة مرات خلال السنوات العشر الماضية من مخاطر الانحياز بشكل وثيق إلى الجمهوريين، الا أن الأخير لم يرغب قط فى الاستماع.

انعكست استراتيجية نتنياهو فى تحركات مثل الذهاب من وراء ظهر أوباما لإلقاء كلمة أمام الكونجرس الذى يقوده الجمهوريون فى عام 2015 لانتقاد السياسات الأمريكية، او الإشارة إلى تفضيله للمرشحين الرئاسيين الجمهوريين آنذاك دونالد ترامب وميت رومنى وفى الصراع الحالى، اتخذ رفضه لمناشدات بايدن بشأن تقديم المساعدات وحماية المدنيين نبرة متجاوزة فى بعض الأحيان

وسارع الجمهوريون بدورهم إلى تسليط الضوء على احتضانهم لنتنياهو ومهاجمة بايدن. وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون من ولاية لويزيانا أنه يعتزم دعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس فى وقت يشعر فيه البيت الأبيض بمخاوف عميقة بشأن سياساته.

ويشعر بعض القادة الإسرائيليين بالقلق من أن نتنياهو يدمر بشكل دائم الدعم الأمريكى الموحد لإسرائيل وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت، الذى كان عضوا فى حزب الليكود الذى يتزعمه نتنياهو، فى مقابلة أن الاستراتيجية الحزبية للزعيم الحالى تسببت فى تآكل الدعم الشعبى لدولة إسرائيل.

وقال أولمرت: أعتقد أن هذا يشكل تهديدا خطيرا للاحتياجات الأساسية لدولة إسرائيل بمجرد أن نهدد هذا الإجماع بأن كلا الطرفين لهما نفس القدر من الأهمية بالنسبة لنا، بمجرد أن يبدأ فى التآكل، يمكن أن يشكل خطرًا جديًا على ما سيشعر النظام الأمريكى، والهيئات السياسية الأمريكية، بأنه ملزم به بقدر ما يتعلق الأمر بإسرائيل

ووفقا للصحيفة يتعاطف النشطاء السود فى الولايات المتحدة بشكل متزايد مع القضية الفلسطينية ويدينون إسرائيل باعتبارها كيان استعماري.

ويرى الديمقراطيون أن لا شيء حطم التعاطف مع إسرائيل مثل خطاب نتنياهو وأفعاله خاصة ارتفاع عدد الشهداء فى غزة والازمة الإنسانية الكارثية التى اصابت قطاع غزة وسط انتشار الجوع وانعدام الدواء بسبب القيود الإسرائيلية على ادخال المساعدات.

قال السيناتور الديمقراطى بيرنى ساندرز وهو يهودى فقد عدد من اقاربه فى محرقة الهولوكوست: "إن حرب حكومة نتنياهو ضد الشعب الفلسطينى وقتلها عشرات الآلاف من الأشخاص.. قللت بشكل كبير من الدعم لإسرائيل وخاصة بين الفلسطينيين.. أعتقد أن هذا لا يبشر بالخير لمستقبل إسرائيل.

اشارت واشنطن بوست إلى أن استراتيجية نتنياهو المثيرة للانقسام كانت واضحة لسنوات بالنسبة للقادة فى واشنطن وتل ابيب، وظهر الامر بوضوح اكثر عندما تولى أوباما منصبه فى عام 2009

ويتذكر أولمرت أن نتنياهو طلب منه النصيحة قبل السفر إلى الولايات المتحدة للقاء أوباما للمرة الأولى فى عام 2009. وقال أنه حذره من التعالى أو إلقاء المحاضرات على الرئيس الأمريكى، الذى اعتبره العديد من الإسرائيليين المحافظين متعاطفا مع الفلسطينيين.

وبدلا من ذلك، قال أن نتنياهو فعل العكس، متخذا لهجة رافضة. وقال أولمرت: لقد كان متعجرفًا جدًا ومتعاليًا جدًا، وبدأ هذه العملية التى فصلت إسرائيل ليس فقط عن الرئيس، بل عن الحزب الذى يمثله.

واستمرت تلك العلاقة الفاترة طوال فترة ولاية أوباما التى استمرت ثمانى سنوات. وقال بن رودس، نائب مستشار الأمن القومى لأوباما، أنه كلما شعر نتنياهو بأن أوباما يضغط عليه، كان يلجأ إلى الجمهوريين فى الكونجرس الذين سيصدرون بعد ذلك بيانات تهاجم أوباما وتتسبب فى صداع سياسى للبيت الأبيض لعدة أسابيع.

وأشار مساعدوه إلى أن بايدن، الذى كان آنذاك نائبا للرئيس وكان يعرف نتنياهو منذ سنوات عمله فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، كان يستخدم فى كثير من الأحيان الاجتماعات الخاصة لمحاولة تهدئة التوترات. حيث كان بايدن، على عكس مسؤولى أوباما الآخرين، أحب نتنياهو شخصيًا وشعر أنه يمكن أن يكون عقلانيًا فى السر على الرغم من تهديده العلني.

وقال دينيس روس، المبعوث السابق للشرق الأوسط الذى خدم فى عدة إدارات: "رأى بايدن نفسه الرجل الذى يجب عليه إدارة العلاقة باستمرار أو إصلاحها عندما بدا الأمر وكأنها تخرج عن مسارها".

ومع ذلك، لم يتمكن بايدن نفسه من الهروب من ازدراء نتنياهو. وعندما زار إسرائيل فى مارس 2010، أعلنت حكومة نتنياهو بشكل استفزازى عن إنشاء مجموعة جديدة من المستوطنات الإسرائيلية، وبعد ثمانية أشهر، التقى بايدن ونتنياهو فى نيو أورليانز واغتنمت إسرائيل الفرصة مرة أخرى للإعلان عن مستوطنات جديدة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة