في إطار الإصرار على استرداد الريادة الفنية من جديد، والتسلح بسلاح القوى الناعمة كما كان في عقدى "الستنيات والسبعينات" بات الكل يتحدث عن مدى الحاجة إلى هذا السلاح في هذا الوقت، لتطالعنا الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإطلاق مشروع جديد بالتعاون مع شركة تذكرتي تحت مسمى ليالي مصر، حيث يضم باقة متنوعة من الفعاليات الترفيهية والحفلات الغنائية يتم تنظيمها لأول مرة في عدد كبير من المحافظات، وما يعنى أننا أمام خطوة مقدرة تنضم إلى خطوات المتحدة خلال السنوات الماضية في إسهامها الذى لا يستطيع أحد أن ينكره في تعزيز بل توطين القوى الناعمة بأشكاله وتجلياتها المتنوعة.
وأهمية هذه الخطوة – في اعتقادى - تتمثل في أن القوة الناعمة – كما ذكرنا - أحد أسلحة الدول في معركة التنوير والوعى في ظل حروب الجيل الرابع التي تستهدف العقول، ونشر الشائعات من أجل التسطيح وإثارة القلق في المجتمعات، وهو ما يعكس جهود الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في الارتقاء بالوعى من خلال توظيف سلاح الفن والدراما والبرامج الثقافية والدينية سواء الذى تم تقديمها خلال شهر رمضان الفضيل، أو ما تسعى إليه من خلال مشروع ليالى مصر في أعياد الربيع وشم النسيم.
وحديثنا عن مشروع "ليالى مصر" يجب أن لا ننظر إليه باعتباره حدث غنائى فحسب، بل التطوّرات والتغيّرات التي يشهدها عالمنا اليوم تتطلب زيادة الحاجة للقوى الناعمة، خاصة أن هذا المصطلح لم يعد يقتصر على الجانب السياسى والدبلوماسى أو العسكرى فقط، إنما أصبحت هناك روافد وتجليات عدة للقوة الناعمة، خاصة الفنية والسياحية، إضافة إلى الدراما والإعلام والثقافة.
وبما أن الفن بشكل عام بات صناعة مهمة للغاية في عصرنا هذا، فالعمل على توطين هذه الصناعة أصبح ضرورة مُلحة - ولست رفاهية - مثلما نسعى تماما إلى توطين الصناعات والتكنولوجيا والزراعة، فلك أن تتخيل– أهمية صناعة الفن بمجالاته المتنوعة من سينما ودراما وموسيقى وغناء، وأهمية سياحة المهرجانات وسياحة المؤتمرات فى توطين القوى الناعمة ما يعمل – قطعا - على تنشيط السياحة، وتعزيز الاستثمارات، وتوفير العملات الصعبة، والمساهمة بقوة في الإعلان عن الدولة بشكل يليق بها في ظل عالم لا يُراعى إلا مصالحه ولا يعترف إلا بالقوة والقدرة !..
فتحية تقدير للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لما تقدمه من جهود مضنية لاستعادة الريادة للفن المصرى من جديد وللتسلح بالقوى الناعمة رغم التحديات الجسيمة والأخطار المتعددة..