جنون إسرائيلى يتبعه جنون، ليوثق سقوط هذا الكيان المجرم لحظة بلحظة، فكلما انكشف الغطاء عن هذه الأكذوبة التى يتغنون بها أمام العالم لكسب التعاطف والتأييد، وظهر الوجه الحقيقى والنموذج الأمثل للإرهاب والوحشية كما ينبغى أن تكون، زاد تخبط وتهور وجنون بنى صهيون.
فيوم بعد يوم يزداد عدد المستنكرين من المخدوعين وينضم لمعسكر المؤيدين للشعب الفلسطينى وأحقيته بأرضه وخيراتها وأمانه الذى قد سلبه هؤلاء القتلة المجرمين، الذين لم يكتب الله لهم استقراراً وعاقبهم بشتات يليه شتات جراء أفعالهم منذ أن جاءهم نبى الله موسى عليه السلام برسالته، فلم يصبروا ولم يؤمن منهم إلا قليلا.
إذ اتبع بنى صهيون تلمودهم وتعاليمه الشيطانية، ثم قواعد حركتهم الصهيونية ليخرجوا أناساً من أرضهم ويقتلون أبناءهم ويستحيون نسائهم كما سبق وفعل بهم فرعون، والذى لم يزدهم إلا قسوة ووحشية وانتقاما.
هؤلاء الذين استغلوا ما فعله بهم هتلر بأربعينيات القرن الماضى عن استحقاق ليتغنوا به ليلاً ونهاراً، حتى جاء أمر الله بفضح كذبهم وكشف زيفهم، ليغض عنهم البصر دولة بعد الأخرى، ويذهب التعاطف ليحل محله الغضب والكراهة بعد أن ظهر الوحش المتشح بوشاح الحمل الوديع أمام القاصى والداني.
تعد مجزرة رفح المروعة التى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد المدنيين والنازحين العزل من الفلسطينيين والقصف المتعمد لخيام النازحين جريمة إبادة جماعية جديدة تضاف للسجل الإجرامى الوحشى لهذا الكيان الصهيونى المجرم، وجريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
فما تقوم به قوات الاحتلال الصهيونى من مجازر بحق الشعب الفلسطينى الأعزل واستهداف المدنيين العزل على مرأى ومسمع من الجميع يؤكد أنها فشلت عسكريا بشكل غير مسبوق، ما يجعلها تستهدف الأبرياء والمدنيين، بشكل جنونى عشوائى خال من التمييز، لا يدفعه سوى الانتقام الأعمى.
- ما يؤيد بشدة {نظرية العقد الثامن}:
وفقاً لحديث الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، ببرنامجه عن تصريحات بعض المؤرخين والساسة الإسرائيليين عن نظرية (العقد الثامن)، تلك التى تقول إن اليهود لم يقم لهم ملك عاش أكثر من ثمانين عاماً، والذى ستصل إليه بالفعل دولة إسرائيل بعد أربع سنوات من الآن.
فقد جاء هذا القصف بعد يومين فقط من إصدار محكمة العدل الدولية أمرا بوقف الهجوم البرى الإسرائيلى على رفح فورا، كما أعلن المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، فى بيان يوم الاثنين الماضى أنه تقدم بطلبات لإصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يؤاف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب، فضلا عن طلبه إصدار مذكرات اعتقال ضد قادة حركة "حماس" على رأسهم يحيى السنوار، رئيس الحركة بقطاع غزة.
ما دفع عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكى لتهديده بالاستهداف تهديداً صريحاً حال استهدف معاقبة القادة الإسرائيليين، كما اتصل به عدد من القادة السياسيين لتوضيح أن هذه المحكمة قد أُنشئت من أجل أفريقيا ومن أجل السفاحين أمثال بوتين وليست من أجلنا وحلفائنا، وفقاً لتصريحاته لشبكة سى إن إن الأمريكية.
ولا أستبعد أن يصدر سكان الشرفات العالية قرارهم بإنهاء حياة هذا المدعى العام الذى تجرأ وتطاول على أمريكا التى تعتبر نفسها فوق كافة القوانين، فى محاولة لتطبيق القانون على المجرمين وإرساء العدل على الأرض.
فقد ذكرتنى تصرفات الدولة العظمى وتابعتها المدللة تجاه حكم العدل والجنائية الدولية، بمقولة شهيرة بفيلم الزوجة الثانية الذى كان يطرح أحدد قصص ظلم واستبداد أصحاب السلطة، عندما قال الفنان حسن البارودى (الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا)، فهل يقبل هؤلاء المتغطرسون الذين يكيلون الأمور بمكيالين حكماً للجنائية أو العدل الدولية؟
وأين يكون العدل بزمن أكثر ما يميزه الظلم؟
وأين تكون حقوق الإنسان بعالم قد فقد الإنسانية؟
وأين هى دول العالم الكبرى مما تفعله أمريكا وإسرائيل؟
أما عن موقف مصر..
فقد اتخذت القيادة المصرية موقفاً حاسماً لا يحتمل التفاوض تجاه الدافع الخفى العميق الذى يعد المرحلة الثانية من تلك الخطة الصهيونية الأمريكية لترحيل سكان غزة إلى سيناء، بعد تضييق الخناق عليهم، لتعاود إسرائيل وضع قدمها بالأراضى المصرية وتفرغ القضية الفلسطينية من محتواها، ويتجدد الحلم بإقامة دولة إسرائيل الكبرى من الفرات للنيل، والذى لن تراه أعينهم أبداً إلى أن ينطق الحجر والشجر على كل يهودى يختبئ خلفه.
وأما عن شعب مصر..
فكعادته منذ قديم الأزل، عليك أن تتقى شره إذا ما نفد صبره، فما إن تطرق الأمر لينال من أمنه وأرضه التى سقط بها آلاف الشهداء ليحرروها من العدو الصهيونى بدمائهم الزكية، تجده على قلب رجل واحد بمواجهة أى تهديد لهذه الأرض، والذى كما شاهدنا خرج عن بكرة أبيه بكافة ربوع مصر ليعلن عن رفضه التام لزرع شوكة يدخل بها هؤلاء القتلة، أعداء الإنسانية مجدداً إلى أرضنا، وكذلك حماية الشعب الفلسطينى من قهره على الخروج من أرضه الذى إن حدث يوماً سيكون إلى غير رجعة كما حدث من قبل بعامى 1948 و1967.
نهاية..
سنظل ندعم قضية إخوتنا بفلسطين إلى أن تعود لهم بلادهم ويخرج منها أعداؤنا وأعداؤهم، ولن يزيدنا إرهابهم وقتل اثنين من جنودنا الأبرار مدعين أنه خطأ غير مقصود كما هى تصرفاتهم المعتادة، إلا مزيداً من القوة والإيمان.
فلن ترهبنا أمريكا بصواريخها وطائراتها ودعمها للعدوان دون خجل وكذبها البين للدفاع الدائم عن جرائمه البشعة، كما سنظل قوة واحدة خلف قيادتنا وظهيراً قويا يخشاه ويتحسب له جيداً أعداؤنا.