مها عبد القادر

الاجتياح المدمر.. الآثار المترتبة

الإثنين، 06 مايو 2024 04:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ بدأت الحرب غير العادلة واللاإنسانية على قطاع غزة حذرت القيادة السياسية المصرية في كل المحافل المحلية والدولية، من خطورة امتداد لهيبها لتنال الجميع إقليمياً ودولياً، وأكد رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي في جميع خطاباته للشعب المصري والعالم، خطورة الأمر وأن الاجتياح البري من قبل الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية سيحدث آثارًا عظيمة؛ إذ تشكل جريمة كبرى في حق الإنسانية؛ فقد تكدست المدينة بمعظم سكان غزة النازحين من قطاع غزة خلال الحرب الغاشمة التي شنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة في تداعيات أحداث السابع من أكتوبر المنصرم.

لقد تسببت الحرب في قتل عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشباب وكبار السن، وقد خالف هذا ما أقرته العقائد والشرائع السماوية والقوانين الوضعية، بل وما تنادي به الإنسانية جمعاء، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أقدم الاحتلال بكل قسوة على هدم وتدمير البنية الأساسية الفوقية والتحتية للقطاع، ولم تنج من فعلته النكراء منابر العلم من مدارس وجامعات، ولا المستشفيات التي تعالج المرضى؛ فقام مسرعًا بتدميرها لتخرج عن الخدمة ويتدني الوضع الإنساني من سيء لأسوء، ناهيك عن كوارث التجويع الذي وصل لحد الموت للعديد واتشار الأمراض والأوبئة غمن لم يستشهد بالقصف الغاشم استشهد بتردي الأوضاع، هذا إلي جانب الإصرار علي التهجير القصري.

وما يندو له الجبين يكمن فيما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من جرائم متواصلة أصبح على مرأي ومسمع ومباركة من العالم بأكمله واستخدام حق الفيتو لحمايته ووقف إي إجراءات أو قرارات تصدر ضده وأن أخذت تبقي شكاليه دون تنفيذ كمسرحية هذلية، لذر الملح بالعيون؛ لذا لا يوجد تحركات فاعلة ومؤثرة من شأنها تجبر هذا الكيان الغاصب المعتدي عن التوقف لما يقوم به من ممارسات غير إنسانية؛ حيث الحرب الغاشمة التي تركت في نفوس الجميع آثارًا سلبية عميقة، حطمت كل ما تنادي به الشرائع السماوية وحقوق الإنسان، وأظهرت العوار والانحياز لدى دول ومؤسسات لا تمارس هيمنتها ودعواتها الجوفاء إلا على شعوب بعينها، وتغذ الطرف بل تؤيد بكل قوة وتقديم الدعم بكل صوره للبعض الأخر تحقيقاً لمصالح الخاصة بهم.

ولم تتأخر الدولة المصرية وقيادتها عن نصرة القضية الفلسطينية على مدار التاريخ سواء علي المستوي السياسي والدبلوماسي، وتقديم المساعدات على مدار الساعة إيمانًا بدورها التاريخي؛ فمنذ اللحظة الأولى رفضت وأصرت القيادة السياسية المصرية التهجير القسري، ونبذ اتباع سياسة العقاب الجمعي بصورة المقيتة، كما حثت المجتمع الدولي والعالمي على ضرورة التضافر في تقديم المساعدات المتتالية للقطاع الذي عانى العوز في فترة الحرب التي طال أمدها والتهب سعيرها.
إن المحنة التي يمر بها القطاع سوف تزداد سوء إذا ما نفذ الكيان الإسرائيلي مخططه لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية المكتظة بالسكان الفارين والباحثين عن منطقة وملاذ آمن هربًا من براثن الحرب والدمار التي تمارسها إسرائيل بآلة الحرب العسكرية العمياء لا تميز بين كبير أم صغير عاجز أم قادر على الحركة، ومما لا شك فيه أن الاجتياح سيتسبب في إراقة المزيد من الدماء البريئة الذكية لأناس لا يمتلكون مقومات الحياة في أدني مكوناتها.

لقد بذلت مصر وقيادتها ودبلوماسيتها جهودًا مضنية للوصول لمفاوضات من شأنها توقف الحرب وتبدأ مرحلة جديدة تحقق ماهية السلام في المنطقة وتذهب لطاولة المفاوضات لبدء التوافق على حل الدولتين؛ وهذا يتطلب من السلطة الفلسطينية وجميع الفصائل والحركات التوحد صفاً ويدا واحدة وقرار واحد، وان تكون الأولوية صون أرضه وشعبه الذي بذل دمائه ليروي أرضه الطاهرة؛ ولينتهي الصراع بصورة نهائية في المنطقة، وتعود الأمور لنصابها الطبيعي وتتوقف حالة الصراع التي استمرت لسنوات طوال، وتعيش الشعوب في سلم وسلام وأمان حقيقي.

وما أعلن عنه الجيش الإسرائيلي بشأن بدء عملية إجلاء وصفها بالمحدودة لما يقرب من مائة ألف مواطن يتم نزوحهم من الجزء الشرقي في مدينة رفح إلى "مناطق إنسانية موسعة" في مدينتي المواصي وخان يونس، وما يتبعه من اجتياح سيخلف خسائر كبيرة في الأرواح، وسيزيد من أجيج واتساع الحرب وتسارع وتيرتها في المنطقة كلها، وسيعرض دول الجوار لمخاطر جمة، وهذا ما حذرت وتحذر منه القيادة المصرية على طول الخط وفي كل وقت ومنذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

إننا نمر بفترة عصيبة تحتاج من الجميع أن يتحمل مسئوليته حيال ما يحدث؛ فما تنادي به الدولة المصرية وقيادتها يراه ويشاهده العالم على أرض الواقع؛ فقد أكدت القيادة السياسية المصرية، أن عدم عدول إسرائيل عن محاولات التهجير وعزيمتها على اجتياح مدينة رفح الفلسطينية سيؤدي لمخاطر وتداعيات يصعب تحملها، وأن سبيل المفاوضات هو الطريق الصحيح نحو تحقيق السلم والسلام الدوليين، ونرجو من الله تحكيم العقول والضمائر قبل فوات الأوان.
حفظ الله بلادنا وبلاد العروبة والعالم أجمع وأنار الله لنا البصر والبصيرة ووفق قتادتنا لما فيه خير البلاد والعباد.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة