كثيرًا ما تكون في حياتنا أشياء وشخصيات نشعر بعدم أهميتها، أو بعدم رغبتنا في وجودها، ونبدأ في النفور والتذمر منها، بالرغم من أنها لا تُسبب لنا أي مُشكلة، بل على العكس ربما تكون نافعة ومُفيدة، ولكن إحساسنا بها هو الذي تغير وتبدل أو ربما تلاشى، ويكون السؤال الذي يطرح نفسه هل نتركها في حياتنا، أم نُخرجها منها إلى الأبد؟
الإجابة ستكون بعبارة واحدة، "تخيل حياتك بدونها، ثم قرر ما ستتخذه بشأنها"، أشياء كثيرة نظن أنها حِمل ثقيل نُريد أن نتخلص منه، أو على الأقل نُنحيه جانبًا، ولكن إذا انتهى بالفعل من حياتنا، ربما حينها فقط سنُدرك مدى أهميته، بل والأدهى من ذلك أننا سنتشبث به، ليقيننا أنه لن يتكرر مرة أخرى في حياتنا، وربما لن تستمر بدونه على ذات المنوال الصحيح.
فكم من زوج لا يُدرك قيمة زوجته، بل ويدعي أنها عبء ثقيل عليه، ولا يفطن للدور الهام الذي تُؤديه في حياته، لدرجة أنه يصل به التفكير في إنهاء حياته معها، ولكن ربما لو تفكر بشيء من الروية، وتخيل حياته بدونها، سيُدرك كم الأعباء التي تحملها عنه، وهنا فقط سيشعر بقيمتها، وكذلك الأمر بالنسبة لمَنْ يُفكر في الاستقالة من وظيفته بسبب المشاكل والأعباء والروتين الذي لا ينتهي، ولكن ربما لو تخيل شكل حياته بدون تلك الوظيفة، سيُدرك أنها مصدر استقراره الاجتماعي والاقتصادي، وأنها تمنحه الوضع الاجتماعي الذي جعله يحظى بتقدير الآخرين، وضمنت له الدخل الثابت الذي يُعينه على مُواصلة مسيرته المادية.
وكم من أشياء وشخصيات في حياتنا لا نعرف قيمتها، ولا نُدرك قدرها، فالأحرى بنا أن ننظر إلى شكل الحياة، ونتخيل مسيرتها بدون هؤلاء الأشخاص أو هذه الأشياء. سنرى حينها أن الحياة بدونهم ستكون في غاية السخافة، بل وربما ستكون مملوءة بالصعوبات، بسبب أن ما كانوا يحملونه معنا، بات علينا أن نتحمله بمفردنا.
فالإنسان عليه ألا يُصدر قراراته بإنهاء أشياء من حياته قبل أن يتيقن من أنها بالفعل بلا قيمة بالنسبة له، أو على الأقل أنه لم يعد يشعر بها ، أو يرغب فيها الإطلاق، أو ربما باتت ذات أثر سلبي عليه، فهنا فقط عليه أن يُقرر بترها من حياته، ولكن قبل أن يفعل ذلك، عليه أولاً أن يتخيل حياته بدونها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة