حنان طلعت

الدارك ويب.. وسفاح التجمع

الإثنين، 10 يونيو 2024 12:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كيف يمكن أن تتغير شخصية الإنسان تغيرا جذريا بشكل كبير مهما كانت الأمور والأسباب والأحداث التى يمر بها، ومهما كانت الضغوط والمشاكل.

المواطن قديماً قبل ظهور الإنترنت، كان بشوشا يقابل كل شخص يعرفه أو لا يعرفه بالتحية والود، وعند ظهور أى مشكلة يفكر فيها قبل أن يتخذ خطوة واحدة تجاهها، ليتحدث بكل حكمة ورصانة، ووقار.
أما الآن فى عصر التكنولوجيا والإنترنت، أصبح تفكير بعض الأشخاص غريبا، مثل قيام الأم بإعطاء طفلها الصغير هاتفها وتركه على الإنترنت بالساعات حتى يظل جالسا فى هدوء بدون ضوضاء، لتنتهى من الأعمال المنزلية بلا إزعاج، ولا تعلم أن ابنها ينساق وراء بعض الأشياء الخطيرة المتاحة أمامه فى السوشيال ميديا.


فمن بعض الأمور الخطيرة للسوشيال ميديا والإنترنت ظهور مصطلح الدارك ويب، والجانب المظلم السلبى المخيف للإنترنت، فقد ينساق البعض وراء المشاهدات، والأموال بل وقد يرتكب البعض الكثير من الجرائم المريبة، الغريبة التى لم يكن يتوقع المرء سماعها أو رؤيتها حتى فى أفلام الرعب مثل فيلم saw، بل وأبشع من ذلك.


وبرغم أن شخصية المواطن المصرى تتسم بالبساطة والترحاب والود الذى يلاحظه أى زائر غريب يزور البلد، ولكن يوجد بعض الأمور الغامضة التى قد تسيطر على شخصية بعض الناس الضعيفة التى تقوم بأمور غريبة، خالية من أى مشاعر.


وأصبحنا جميعاً نسمع عن تلك الجرائم البشعة، والتى ينساق وراءها بعض الأشخاص، مثل رجل قتل شابا فى مقتبل العمر بالاتفاق مع شخص آخر مهوس بتلك الأمور الغريبة، على أن يصوره فيديو وهو يقتله وينزع أعضائه أمام الكاميرا، وكأنها لعبة ماجنة لعينة، ويسير الشخص فى تلك الجريمة القذرة حتى النهاية، بل ونجد أن مشاعر الأمومة تجردت من بعضهن، فيوجد أم كادت تقتل طفلها لتصويره، وتوجد أخرى بالفعل قتلت ابنها.

وكلنا سمعنا فى الآونة الأخيرة، عن سفاح التجمع، الذى أتهم بقتل ثلاث سيدات، بعد أن اعطاهن مخدر، حتى لا يكون لديهن القدرة على المقاومة، والذى شرب منه هو الأخر، وأعترف بالاعتداء عليهن، وتم أيضاً تصوير جرائمه البشعة عبر هاتفه، وهو ينفذها بكل أريحية وبدون أى تردد.

لا نفهم كيف تغيرت شخصية بعض الأشخاص إلى ذلك الرعب والمصير الذى وقعوا فيه، كيف يتغير الشخص الذى تربى على مبادئ وقيم وعادات وتقاليد، أن يحيد به الأمر، ويصبح شخص أخر ويقوم بأفعال جنونية ويكون شر مستطير على كل من حوله.

ولكن الأدهى من ذلك هو قد يحصل الشخص على شهادات جامعية، بمعنى أن المرء يدرى أن أى جريمة يقوم بها سيعاقب عليها القانون، واذا تم الإمساك به سيحاكم، وبرغم علمه بذلك فهو لم يفكر أو يتردد، بل كان يختار ضحاياه بكل برود وترصد، فالدارسة والمعرفة لا تردع صاحبها عن ارتكاب الجريمة.


كيف تغيرت السيكولوجية المصرية، ليحدث هذا التغير الجذرى فى الشخصية، وأصبحت صفحة الويب مليئة بأحداث بشعة ومظلمة لأفعال شيطانية يقوم بها الشخص دون التفكير ولو لجزء من الثانية على العواقب التى قد تحدث له ولمن حوله.

وكلما تطور المجتمع، كلما وجب زيادة الرقابة وجلسات التوعية للمواطنين لحماية انفسهم واولادهم .. ليظل المجتمع قدر الامكان .. مجتمع آمن.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة