تقوم الإنسانية على ممارسات شجاعة ممن تحمل مسئولية البلاد، وخاض غمار حروب الإرهاب الأسود في ربوع الوطن، وبدأ مسيرة النهضة دون توقف؛ فعن الرئيس عبد الفتاح السيسي أتحدث، والذي توجه للمشاركة في المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة؛ ليساعد في تحقيق رفع المعاناة عن هذا القطاع المكلوم، ومتتبعات الأحداث تشير إلى أن قائد مسيرتنا الإنسان الذي يحمل الخير للبشرية كلها لم تتوقف حيال القضية الفلسطينية منذ أن أعلن عن موقف الدولة الواضح والثابت.
وكما نقدر جهود الرئيس في المقابل نثمن كافة الجهود المبذولة من رؤساء وحكام الدول العربية وغير العربية الذين لم يألوا جهدًا أو يدخروا وسعًا في تقديم المساعدات واطروحات حل النزاع وإيقاف الحرب الجائرة التي قضت على ملامح الإنسانية في تلك البقعة من الأرض؛ فلم تستطع حتى المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية من تقديم الدعم والاحتياج الإنساني لأهل هذا القطاع المدمر بالكلية.
ورسائل الرئيس في خضم هذا المؤتمر تؤكد ماهية الإنسانية التي اهدرتها تلك الحرب الهوجاء؛ فجعلت الضمير العالمي في موقف مخزي؛ فمن يمتلك وجدانًا سليمًا يرفض بشدة ما نراه من ممارسات واعتداءات حرمت الفلسطينيين من حقوق الحياة، بل ومن الأمان والأمان في جنبات عالم ينعق بحقوق الإنسان، وهذا يدل على الازدواجية ومن ثم غياب العدالة بصورة فجة؛ فالحصار المتقع أهلك أبناء غزة الأبرياء وعصف بكل مبادئ السلم والسلام والتعايش الذي نوطده في أذهان الأجيال تلو الأجيال.
ما قامت وتقوم به مصر على أرض الواقع يشاهده العالم بأسره؛ فمن خلالها تمرر بكل السبل معونات الإعاشة وتقام المخيمات وتدشن المستشفيات الميدانية وغير ذلك مما يصعب حصره؛ فهذا ليس من قبيل المن أو التفاخر؛ لكن إشارة إلى أن الجانب الإنساني المصري لم يدخر جهدًا في أن يقدم قدر مستطاعه كل ما يعين أبناء الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرين والمروعين وغير الآمنين في أرضهم؛ فقد بات الرعب والهلكة على مقربة من كل إنسان دون استثناء.
ما تقوم به إسرائيل من عمليات عسكرية خارج نطاق الإنسانية وبذلك شهدت الأمم المتحدة وتصدر تقريرها السنوي في قائمة العار؛ حيث ممارسة القتل والاعتداء على الأطفال وقصف المدارس والمستشفيات بما أدى لقتل الأبرياء واللاجئين في أماكن شرعتها الإنسانية وحرمت النيل منها أو التعرض لها، ومصر قد حذرت مرارًا وتكرارًا ومازالت من خطورة هذه العمليات العسكرية الإسرائيلية وتسببها في اتساع دائرة الحرب والنزاع في المنطقة وتوالد عمليات الخروج الدولي وتوطين العمليات الإرهابية في ربوع المنطقة وبعض الدول.
إن إسرائيل ودول العالم التي قدمت لها الدعم في مواصلة هذه الحرب وما يتمخض عنها من نتائج مخزية تؤكد أن المساءلة والمسئولية لن تسقط، كما أن التبعات والتداعيات ستواجه العالم كله دون استثناء؛ فهناك ميراث من الكراهية والبغضاء عضدتها تلك الحرب المقيتة في نفوس الأحرار وأصحاب الضمير ضد إسرائيل والدول المساندة لها على المدى البعيد؛ فهدر الإنسانية لا يستعيضه شيء مهما علا قدره.
ومصر من الدول التي نادت وما زالت بضرورة وقف الحرب وإسالة دماء من لا يمتلكون أدنى مقومات الحياة، ومازالت أيضًا متمسكة بمبدئها الراسخ تجاه حل الدولتين رغم العراقيل والمعوقات التي تحدثها إسرائيل وتساندها دول بعينها؛ فقد أكد وطالب الرئيس بضرورة اتخاذ خطوات فورية وفعالة من أجل الوقف الشامل والكامل لإطلاق النار في غزة؛ بالإضافة إلى إلزام إسرائيل بالتوقف عن استخدام سياسة التجويع ضد الفلسطينيين وإنهاء حالة الحصار للقطاع، مع توفير التمويل اللازم للأونروا للاضطلاع بدورها.
وستظل جهود مصر النابعة من قيم الإنسانية وثوابتها دافعة ومستدامة من أجل إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر ووقف نزيف الدم وإبرام اتفاقية حل الدولتين كضمانة لبث الأمن والأمان والاستقرار في المنطقة كلها.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة