أكرم القصاص

تحولات الحرب فى غزة.. إسرائيل ويمين أكثر عنصرية وعالم أكثر تعاطفا!

الخميس، 13 يونيو 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مهما طالت الحرب على غزة سوف تتوقف، وهى بالفعل تقترب من نهايتها مهما كان العناد الذى يمارسه نتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفون، لكن هذه الحرب يفترض أنها تمثل تحولا كبيرا واسعا وعميقا فى صراع تجاوز السبعة عقود، وربما تفرض هذه التحولات تغييرا فى طريقة التعامل معها من كل الأطراف.

فقد ظلت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل فى إطار الدعم الأمريكى مع بعض التفاهم والتوافق فى الآراء، وفى كل الحروب كانت الولايات المتحدة هى الراعى المادى والمعنوى والدعائى لإسرائيل، واتفق الجمهوريون والديمقراطيون على علاقة ارتباط ودعم وتحالف مع إسرائيل باعتبارها حاملة طائرات أمريكية، رخيصة، وكان هذا كله مرهونا بتوافق عن موعد بدء الحرب وانتهائها.

فى هذه المرة، بقدر ما طالت الحرب أكثر من أى مرات سابقة، وتجاوزت 8 أشهر، مع استمرار دعم وضمانات أمريكية لاستمرارها وفيتو مستمر ضد وقف العدوان، لكن الجديد أن تفشل الولايات المتحدة فى انتزاع قرار بوقف الحرب فى غزة، بل وتلجأ إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بوقف الحرب، وذلك لتضمن تنفيذ اقتراح أو صفقة أمريكية أعلن عنها الرئيس جور بايدن وقال إنها مشروع إسرائيلى، لكن الرد الإسرائيلى جاء ليشير إلى أنها لا تلبى كل مطالب الاحتلال.

سبق أن رفض نتنياهو تحذيرات أو مطالب أمريكية أو هكذا بدا الأمر فى خلاف علنى، وهو ما قد يمثل تحولا جديدا، حتى لو كان الإصرار الإسرائيلى على الحرب مرتبطا بمرحلة انتخابية، فهو يعتبر تحولا باعتبار أن نتنياهو يرفض الاقتراحات الأمريكية، بما قد يعنى أن اللوبى اليهودى فى السياسة الأمريكية يشهد صعودا كبيرا خاصة لمعسكر الحرب والتطرف على العكس من تجارب سابقة كان اللوبى يعبر عن معسكرات أكثر اعتدالا وقدرة على وقف الحرب فى توقيتات تتناسب مع حجم وشكل الصراع.


تصاعد اليمين الإسرائيلى الأكثر عنفا وتطرفا، مع تصاعد التصريحات من داخل الحكومة التى ترفض الحق الفلسطينى أو الدولة الفلسطينية بل وتنتابهم حالات غرور تدفعهم إلى توجيه تهديدات إلى الدول التى تعترف بالدولة الفلسطينية.


لكن فى مقابل تصاعد العنف والتطرف داخل إسرائيل التى تظهر فى صورة دولة احتلال تمارس الإبادة والعنصرية ضد الشعب الفلسطينى، وتضاعف من الدمار فى غزة وتستهدف الأطفال فإن إسرائيل تواجه فى المقابل تصاعدا لتعاطف دولى كبير يضع القضية الفلسطينية فى واجهة الاهتمام العالمى، وتنتفض المجتمعات الغربية وحتى فى الولايات المتحدة تعاطفا مع فلسطين ورفضا لسياسات العدوان والإبادة، وأصبحت القضية فى الواجهة، وأعلنت دول وحكومات إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بجانب وصول القضية لأول مرة الى محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، وهى تحولات قد تبدو بسيطة لكنها تمثل قفزات يتوقع أن تتفاعل أكثر وتصعد من التعاطف العالمى، بينما توجه اتهامات واضحة بالإبادة والعنصرية والتصفية العرقية للاحتلال الإسرائيلى.


من هذا كله يمكن التقاط تحولات واضحة، ففى مقابل تصاعد اليمين الإسرائيلى، هناك تصاعد للتفاعل الدولى والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وحتى على مستوى الصراع عجز نتنياهو عن تحقيق أهدافه المعلنة، باستعادة المحتجزين بالحرب، وهو ما لم يحدث إلا فى نطاقات ضيقة، وظفها نتنياهو دعائيا فى البرهنة على أن المقاومة تستخدم المدنيين دروعا بشرية وتخفى المحتجزين بين سكان المخيمات، فى محاولة لتبرير المذابح التى ارتكبها الاحتلال فى مخيمات غزة، ومنها مخيمات تابعة للأمم المتحدة، بجانب استهداف المستشفيات ومراكز هيئات الإغاثة الدولية.


الشاهد أن الحرب القائمة تكشف عن تحولات داخل معسكرات المتطرفين عموما، وأيضا تضاعف من تصدر القضية الفلسطينية للمجال العالمى، وهو ما قد يستدعى تطورا نوعيا فى تكتيكات الفصائل الفلسطينية بشكل يمزج بين النضال السلمى والمقاومة، والاستماع إلى المساعى التى تدفع نحو توحيد الفلسطينيين ليمكنهم التعامل مع القضية بتنوع وقدرات وبدائل، توظف التطورات على مستوى المجتمعات الغربية والأمريكية، ليمكن الذهاب معا، ووضع الدولة الفلسطينية فى مقدمة الاهتمامات، استغلالا لمناخ عالمى موات.


 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة