نهضة عمرانية غير مسبوقة تشهدها مصر فى تاريخها الحديث على مدار الـ10 سنوات الماضية، فقد مثلت ثورة «30 يونيو» نقطة انطلاق لتطوير حقيقى شهدته مصر فى كل المجالات والقطاعات، وبالفعل تغيرت خريطة مصر العمرانية بشكل كامل، وكتبت اسم مصر بحروف من نور فى سجل الدول الكبرى التى تشهد تنمية حقيقة غير مسبوقة، فقد مثلت المشروعات القومية كلمة السر فى استعادة مصر للريادة من جديد. وأعلنت مصر خلوها من المناطق العشوائية الخطرة، فضلا عن مشروعات كبرى فى مجال الإسكان والبنية التحتية بما يُفيد كل المواطنين، وهنا نستعرض أبرز إنجازات الحكومة متمثلة فى وزارة الإسكان فى مختلف المشروعات والمجالات والمحافظات.
مدن الجيل الرابع
ساهمت مدن الجيل الرابع فى مضاعفة مساحة مصر العمرانية لتصل لـ 14%، بدلا من 7%، والتى كانت بمثابة مشروع مصر للمستقبل وحلمها فى التوسع العمرانى وزيادة المساحة المعمورة وإنقاذ المدن الجديدة من التكدس، فضلا عن أن هذا الجيل من المدن سيكون بمثابة مراكز لإدارة الأعمال داخل مصر ونقطة البداية للتحول نحو العالمية، والدخول والمنافسة بقوة فى المدن الذكية، كما تمثل هذه المدن الحل الوحيد الذى تتعلق به آمال الحكومة الحالية لمواجهة الزيادة السكانية المرتقبة، والهروب من الكارثة التى تهدد محافظات القاهرة الكبرى، وبعض محافظات الدلتا، وهو التكدس المخيف الذى يمثل الشبح الحقيقى لهذه المحافظات، فالهروب من الوادى وتعمير الصحراء، أصبح هو الحصان الرابح للدولة، خاصة بعد أن نجحت تجربة مدن الجيل الأول فى استقطاب المواطنين وجذب أنظارهم، وأصبح سعر المتر فى هذه المدن يمثل أضعاف سعر المتر فى وسط المحافظات.
وبدأت «الإسكان» فى تنفيذ مخطط المرحلة الأولى من مدن الجيل الرابع، والتى تضم 37 مدينة جديدة فى عام 2018، وذلك لمضاعفة المسطح المعمور فى مصر، وأبرزها: مدينة العلمين الجديدة، مدينة المنصورة الجديدة، شرق بورسعيد، مدينة الجلالة، الإسماعيلية الجديدة، امتداد مدينة الشيخ زايد، مدينة ناصر غرب أسيوط، غرب قنا، توشكى الجديدة، حدائق أكتوبر، مدينة شرق ملوى، والفشن الجديدة «شرق بنى سويف».
والهدف من بناء مدن الجيل الرابع ليس رفاهية، وإنما للمساعدة فى توزيع الزيادة السكانية الكبيرة، ومضاعفة المعمور المصرى بدلا من التكدس الكبير فى الوادى والدلتا، إلى جانب وضع مصر على خريطة الاستثمارات العالمية، وفيما يتعلق بمساحة هذه المدن وعدد السكان المستهدف، من المخطط أن تستوعب أكثر من 30 مليون نسمة، ما يعمل على مواجهة الزيادة السكانية المرتقبة، وإنقاذ القاهرة والمحافظات من كارثة حقيقية تهددها وتتمثل فى التكدس المرورى.
أيضا تُعد مدن الجيل الرابع فى الصعيد بمثابة فرصة حقيقية للتنمية، وكانت سببا رئيسيا فى تحويل محافظات وجه قبلى لمناطق جاذبة للاستثمار والقطاع الخاص، ولأول مرة شركات استثمارية كبرى تتنافس للحصول على قطعة أرض داخل إحدى مدن الصعيد.
وطبقا لمخطط وزارة الإسكان، لمدن الجيل الرابع، فإنها خصصت 14 مدينة جديدة، داخل مختلف محافظات الصعيد، وذلك على مرحلتين، المرحلة الأولى منها تتضمن 7 مدن، والمرحلة الثانية 7 مدن أخرى، وتوفر هذه المدن ما يقرب من مليون فرصة عمل حقيقية لشباب تلك المحافظات، بينما يقطن نحو 7 مدن منها وهى المرحلة الأولى نحو 950 ألف نسمة.
وحدات سكنية فاخرة
تم تنفيذ 34191 وحدة ما بين فيلات وإسكان فاخر وإسكان مختلط بمشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، وتم تنفيذ 35615 وحدة سكنية متنوعة بمشروعات مدينة العلمين الجديدة، وتم تنفيذ 1538 فيلا بمدينتى أسوان والمنصورة الجديدتين، إضافة لمشروعات التجمع العمرانى «صوارى» بالإسكندرية، وتم تنفيذ 550 وحدة سكنية متنوعة بسيناء، وإحلال وتجديد 284 منزلا نوبيا، وإنشاء 4 قرى بشمال سيناء تضم 200 منزل بدوى، وتنفيذ 720 وحدة إسكان تعاونى بالمحافظات، وتم وجار تنفيذ 6296 وحدة بالإسكان البديل.
الخدمات والمرافق
تم وجارٍ تنفيذ 619 مشروعا خدميا، بتكلفة نحو 11 مليار جنيه، وفى قطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحى وتحلية مياه البحر، تم وجارٍ تنفيذ 2195 مشروعا، بتكلفة نحو 254 مليار جنيه، هذا بخلاف مشاركة الوزارة مع جهات الدولة فى مشروع محطتى معالجة الصرف الزراعى «المحسمة - بحر البقر»، بتمويل قدره نحو 16 مليار جنيه، ومشروعات الإحلال والتجديد، ومشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
وفيما يتعلق بمشروعات المرافق والخدمات والطرق بالمدن الجديدة، تم وجارٍ تنفيذ 226 مشروعا لمياه الشرب والصرف الصحى، بتكلفة تزيد على 94 مليار جنيه، و1516 مشروعا خدميا، تغطى جميع الخدمات التى يحتاج إليها سكان المدن الجديدة، بتكلفة إجمالية تزيد على 17.2 مليار جنيه، كما تم الانتهاء من تنفيذ 18216 كم طُرقا، و136 كوبرى، و20 نفقا للسيارات، و42 نفقا وكوبرى للمشاة.
تحديث المخططات الاستراتيجية للمدن
فى إطار جهود الدولة لزيادة مساحة المعمور وحسن استغلال الموارد، اتمت الوزارة التخطيط على المستويات المتدرجة «قومى - إقليمى - محلى»، فقد تم على المستوى القومى، الانتهاء من تحديث المخططات الاستراتيجية لمحافظات «الأقصر - مطروح - سوهاج - قنا»، وإعداد التصور التنموى ومخطط استخدامات الأراضى لمنطقة وادى قنا، وإعداد المخطط الاستراتيجى لمحافظة بورسعيد، وإعداد الملف الاستثمارى للمشروعات ذات الأولوية لتحديث المخطط الاستراتيجى لمحافظة كفر الشيخ، وغيرها من المشروعات التخطيطية.
الإسكان البديل
خلال السنوات الماضية لم تدخر الدولة جهدا فى ملف تطوير العشوائيات، وذلك تنفيذا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى وضع ملف تطوير المناطق العشوائية أولوية منذ أن تولى مسؤولية حكم البلاد فى عام 2014، وملف تطوير العشوائيات غير الآمنة، تضمن أكثر محور، منها تطوير المناطق غير الآمنة فى الأماكن ذاتها، ومحور إزالة المنطقة بالكامل ونقل السكان للمدن الجديدة، ومحاور أخرى فى تحويل تلك المناطق المهددة للحياة إلى جنة على الأرض، وكان من بين تلك المحاور نقل سكان المناطق غير الآمنة التى لا جدوى من تطويرها فى نفس المكان، نظرا لخطورة المكان، إلى المدن الجديدة.
وخلال الفترة الأخيرة، استطاعت الحكومة الانتهاء من تطوير أكثر من 95% من المناطق الخطرة وتم إعلان مصر خالية من المناطق العشوائية غير الآمنة، وجاءت مدن «العبور، وبدر، و15 مايو، وأكتوبر» فى مقدمة المدن التى استوعبت سكان هذه المناطق بعد إعلان بدء أعمال التطوير.
خرائط معلوماتية
على المستوى الإقليمى والمحافظات، تم إعداد الخريطة المعلوماتية لأعمال الطرق والنقل والموانئ والتغذية بالمياه والصرف الصحى لمحافظات إقليم «الدلتا والإسكندرية، جنوب الصعيد وقناة السويس، أسيوط، والقاهرة الكبرى»، وتحديث مخطط الهيكلة العمرانية لمدينة القاهرة، وإعداد مخطط تطوير منظومة النقل السريع بالحافلات «BRT» وتعزيز وسائل النقل غير الآلى «NMT» بالقاهرة الكبرى، أما على المستوى المحلى «المدن - القرى - الكفور والنجوع»، فقد تم اعتماد الأحوزة العمرانية لـ230 مدينة وتحديثها لـ14 مدينة، وإعداد المخططات الاستراتيجية العامة لـ210 مدن وتحديثها لـ45 مدينة، واعتماد الأحوزة العمرانية لـ4576 قرية، وإعداد المخططات الاستراتيجية العامة لـ4413 وتحديثها لـ564 قرية، وغيرها من المشروعات التخطيطية لآلاف الكفور والنجوع.
العاصمة الإدارية
تعد إحدى ثمار مدن الجيل الرابع، والتى استطاعت أن تكون واجهة مصر فى المعارض والمؤتمرات الدولية الكبرى، والتى تشمل نحو 7 أحياء سكنية، وحى للمال والأعمال، وآخر حكومى، وحى للسفارات، ومنطقة الأعمال المركزية، وأطول برج فى أفريقيا ومنطقة للأبراج، كما تتضمن مدينة رياضية وأخرى ثقافية، فضلا عن أكبر حديقة مركزية فى الشرق الأوسط.
الإسكان
تعمل وزارة الإسكان على توفير نماذج مختلفة من برامج الإسكان، لمواجهة الطلب المتزايد على السكن فى الريف والحضر، وللحد من الآثار السلبية للنمو العمرانى غير المخطط، وتوفير المسكن الملائم لكل مواطن بما يناسب مستوى دخله، مع إعطاء الأولوية للشباب وذوى الدخول المحدودة، وكذا إتاحة الوحدات الفاخرة لذوى الدخل الأعلى، بما يلبى طلبات جميع شرائح المجتمع، هذا بخلاف الوحدات السكنية البديلة التى تم تنفيذها لتسكين قاطنى المناطق غير الآمنة.
ونفذت الوزارة خلال السنوات العشر الماضية فى مشروع الإسكان الاجتماعى «سكن كل المصريين»، أكثر من 1.4 مليون وحدة سكنية، وتم طرحها على مدار 17 إعلان متتالٍ، وجار تنفيذ آلاف الوحدات السكنية فى مختلف المدن الجديدة، من أجل تلبية احتياجات المواطنين من شريحة محدودى الدخل، وبالنسبة للمشروعات الأخرى «سكن مصر، ودار مصر، وجنة مصر»، فيتجاوز عدد الوحدات التى تم تنفيذها فى تلك المشروعات الـ300 ألف وحدة فى نحو 17 مدينة جديدة، كما تم خلال العام الماضى فقط، الانتهاء من تنفيذ 42472 وحدة سكنية بالمبادرة الرئاسية؛ محور منخفضى الدخل، وجار تنفيذ نحو 318 ألف وحدة أخرى بالمدن الجديدة، بجانب الانتهاء من تنفيذ 1284 وحدة سكنية ضمن المبادرة بمحافظات «أسوان - كفر الشيخ - بورسعيد - دمياط»، كما تم الانتهاء من 6344 وحدة سكنية بمشروع «سكن مصر»، وجار استكمال تنفيذ 26744 وحدة بالمشروع، وتم الانتهاء من تنفيذ 432 وحدة سكنية بمشروع «جنة» للإسكان الفاخر، وجار استكمال تنفيذ 17680 وحدة بالمشروع.
وفى تقرير للبنك الدولى استعرض أهم مؤشرات برنامج الإسكان الاجتماعى بما يعكس أهمية مساهمة المشروع فى شبكة الأمان الاجتماعى بمصر، حيث وفر البرنامج وحدات سكنية مدعومة لما يقرب من 520 ألف أسرة، كان 66% من المستفيدين بالوحدات السكنية بالمشروع تحت متوسط خط الفقر فى مصر، و63% دون مستوى الحد الأدنى للأجور، و84% دون مستوى الأجر المتوسط فى مصر.
تنمية الصعيد
تولى القيادة السياسية فى عهد الرئيس السيسى، اهتماما بالصعيد وتنميته وتحسين مستوى معيشة المواطنين من خلال مشروعات فى مختلف المجالات، وينعكس هذا الاهتمام فى خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث خصصت استثمارات حكومية قدرها 48.2 مليار جنيه لتنمية محافظات الصعيد، وتمول الخزانة العامة نسبة 82.2% من هذه الاستثمارات بقيمة نحو 40 مليار جنيه، وتوجه الخطة لإقليم جنوب الصعيد النسبة الأكبر 59.2% من هذه الاستثمارات الحكومية الموجهة لمحافظات الصعيد وبقيمة 28.6 مليار جنيه، يليه إقليم شمال الصعيد بنسبة 23.7% بما يعادل 11.4 مليار جنيه فى حين تشكل الاستثمارات الحكومية لإقليم وسط الصعيد النسبة المتبقية 1و17% بقيمة نحو 8.2 مليار جنيه.
وبلغت الاستثمارات الحكومية لمحافظة أسوان 10.8 مليار وجنيه تليها سوهاج بقيمة 6 مليارات جنيه ثم أسيوط 5.3 مليار جنيه ثم المنيا وبنى سويف لكل منهما 4.5 مليار جنيه والبحر الأحمر 4.4 مليار جنيه وقنا 4.3 مليار جنيه والوادى الجديد والأقصر لكل منهما 3 مليارات جنيه وأخيرا الفيوم بـ2.4 مليار جنيه.
حياة كريمة
تتولى وزارة الإسكان تنفيذ مشروعات المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير الريف المصرى، فى 25 مركزا بـ10 محافظات، وتضم 741 قرية وتوابعها، حيث تم وجارٍ تنفيذ 2710 مشروعات للصرف الصحى، و900 مشروع لمياه الشرب، و3642 مشروعا للكهرباء والطرق والخدمات، وتزيد التكلفة الإجمالية لتلك المشروعات على 182 مليار جنيه، من أجل تحقيق حياة كريمة لنحو 60 مليون مواطن مصرى يقطنون بالمناطق الريفية، كما عملت على توفير نماذج مختلفة من برامج الإسكان، لمواجهة الطلب المتزايد على السكن فى الريف والحضر، وللحد من الآثار السلبية للنمو العمرانى غير المخطط، وتوفير المسكن الملائم لكل مواطن بما يناسب مستوى دخله، مع إعطاء الأولوية للشباب وذوى الدخول المحدودة.
تسخير البحث العلمى للتطوير
بذلت الوزارة خلال الفترة الماضية جهودا كبيرة فى البحث العلمى لتطوير قطاع الإسكان والبناء، حيث تم العمل على عدد من المحاور، ومنها، «البناء الأخضر والمستدام - الأنظمة الذكية والتكنولوجيا المبتكرة للمبانى والمدن - مواد ونظم البناء الاقتصادية المناسبة للظروف البيئية المختلفة - ترشيد وتحسين كفاءة استخدام الموارد فى المبانى والتجمعات السكنية - تدوير المخلفات - استحداث نظم إنشائية مبتكرة لها مردود اقتصادى على البناء - تطوير وإعادة تأهيل وصيانة ومراقبة الكبارى - الطرق الحديثة لمعالجة مياه الصرف الصحى وتنقية مياه الشرب، إضافة إلى الإصلاحات التشريعية فى مجال الإسكان والبناء».
p
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة