كأنها حُراس تنتصب على أبراج الزمن، لا تدعو المؤمنين فقط إلى بيتهم وصلواتهم؛ إنما تحرس الوقت وتُوقظ المشاعر كلما سرقتها الأيام وتفاصيلها، أجراس الكنائس ظاهرة مُميِّزة للكنائس بامتداد الأرض، ولها تاريخ وتقاليد وحكايات أكبر من قوس الجرس وأبعد من المدى الذى تصل إليه الرنات.
وعن تاريخ الأجراس، يقول إسحاق إبراهيم البلوشى، عضو لجنة التاريخ القبطى بالمجمع المقدس، إن أول أجراس الكنيسة كان فى القرن السادس الميلادى على يد الامبراطوار جستنيان، وكان شكله بدائيا ثم تطور إلى قطعة من النحاس أو الحديد تُدَقّ بالخشب، وصولا إلى الصورة اليدوية الشائعة، وهو عبارة عن أسطوانة حديدية بها لسان من الحديد يتحرك مع جذب حبل متصل بالجرس، ثم التطور الأخير مع الأجراس الكهربائية.
وعن تاريخ دخولها إلى مصر، أكد أن الكنيسة القبطية كانت تأتى بالأجراس من اليونان أو روما، وظهر أول مرة فى الكنيسة المرقسية بالأزبكية، وقتما أرسل البابا كيرلس الرابع لشرائها من اليونان، وكانت بداية دق الأجراس بحرية وعلى نطاق واسع مع ولاية محمد على أوائل القرن التاسع عشر، فبدأت منارات الكنائس ترتفع وتزدهر، وصدحت أصوات الكنائس مُنغّمة وموقّعة على شكل ألحان وتيمات متنوعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة