على مدى عمرها القصير نسبيا بحساب الأيام والسنوات، حيث شرارة البث الأولى فى 31/ 10/ 2022 ونحن على أعتاب الربع الأخير من 2024 استطاعت القاهرة الإخبارية تلك القناة المتخصصة فى مجال شديد الأهمية، الأخبار والتثقيف والتوعية ما يمكن أن نطلق عليه إعلام البناء وإعلام الحقائق والرأى والرأى الآخر بما يفعل من أحد الحقوق الأساسية للإنسان الحق فى الاتصال، بمعنى حق الفرد أن يعلم وأن يعلم عن نفسه أن تحظى بجماهيرية واسعة ومكانة مهنية ومصداقية لدى كل أطراف المجتمع المصرى الرسمى والأهلى والخاص العامة والنوعية ومتخذى القرار والقيادات، بل والناطقين بالعربية لاعتمادها بشكل واضح على مستوى راق لغويا، فصحى المثقفين أو عامية المثقفين بعيدا عن العامية السوقية والتبسيط والتسطيح اللغوى أو ما يمكن أن نطلق عليه الدمج اللغوى الفرانكو أرب أو بلهجات محلية لدول الخليج العربى أو لهجات أهل بلاد الشام مما جعلها تقوم بدور فى الحفاظ على لغة الضاد لغة القرآن الكريم، تلك اللغة التى يتحدث بها ما يقرب من 422 مليون نسمة تقريبا من سكان العالم.
ما يجعلنا نرصد تلك الرسالة والمسؤولية ضمن نقاط الحصاد الأولى لتلك القناة الوليدة وسط عشرات من القنوات الإخبارية المتخصصة العربية أو الأجنبية الناطقة بالعربية تزدحم بها الساحة والمشهد الإعلامى الفضائى أو عبر المواقع التفاعلية الرقمية وإعلام الإنترنت.
استفادت القناة بالخبرات فى صناعة الأخبار وتحريرها بأساليب عصرية تستثمر تكنولوجيا الإنتاج الإعلامى ومقومات لغة الصورة فى عصر ثقافة الصورة إلى جانب الكوادر الشابة المسلحة بالتخصصات الحديثة، فالإعلام صناعة بينية وعلم ورسالة وإنتاج تجميعى حيث انتهى أو لم يعد يناسب ما كان يطلق عليه one man show فى الإعلام المهنى، وهو ما يجب أن نفرق بينه وبين ما يعرف بصحافة المواطن.
اعتماد القناة الواضح على شبكة من مراسليها فى مناطق الأحداث ومندوبيها داخليا المؤهلين والمدربين لنقل الأخبار وإتاحة الأحداث بما يعكس سياستها وليس بوقا عن الآخرين، والتغطية الإخبارية لأحداث الحرب الروسية الأوكرانية والاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الفلسطينيين بقطاع غزة والضفة الغربية خير شاهد على إدارة الأزمات إعلاميا.
التزام سياسة التحرير فى القناة بثوابت السياسة المصرية، عدم التدخل فى سياسة الدول الأخرى، احترام الشعوب والتعددية الثقافية، الحفاظ على الأمن القومى للبلاد، اهتمامها بالملفات المصرية والإقليمية والدولية بموضوعية مما يجعلها نموذجا يحتذى فى الممارسة الإخبارية المتزنة المنحازة لقضايا أمتها باستخدام آليات احترافية فائقة الجودة مما جعلها صوت مصر، صوت الدولة المصرية لكثير من مصادر الأخبار والمعلومات، وبالتالى تحقق التوازن بين تصدير واستيراد الأخبار والتحاليل والتفسيرات للأحداث الجارية برامج الرأى والتحليل والتى تزداد أهميتها خاصة فى عصر تفاقم النزاعات والحروب والأزمات والكوارث والمخاطر بما فى ذلك الاقتصادية والبيئية والسياسية والثقافية، هذا الحصاد ليس حصادا شخصيا وإنما تجميع من عدد من الدراسات السابقة التى عنيت بتحليل أداء القاهرة الإخبارية.. عاش الإعلام المصرى بكل وسائله ليحقق المتعة والمنفعة معا لمتابعيه وكإحدى أدوات التعجيل بالتنمية الشاملة وتصدير الصورة الواقعية لمصر التاريخ الماضى والحاضر والمستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة