لأول مرة بالاشتراك بين الأزهر والكنيسة.. إصدار الدليل الدينى للتوعية الأسرية من القرآن والإنجيل.. يحدد حقوق الزوجين.. ويؤكد عدم إفشاء أسرار الحياة الزوجية وخاصة العلاقة الحميمية.. وغض الطرف عن بعض الحقوق

الإثنين، 17 يونيو 2024 04:00 ص
لأول مرة بالاشتراك بين الأزهر والكنيسة.. إصدار الدليل الدينى للتوعية الأسرية من القرآن والإنجيل.. يحدد حقوق الزوجين.. ويؤكد عدم إفشاء أسرار الحياة الزوجية وخاصة العلاقة الحميمية.. وغض الطرف عن بعض الحقوق مجمع البحوث الإسلامية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دشن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف (الدليل الدينى للتوعية الأسرية)، والذى يأتى فى إطار استراتيجية الدولة المصرية لتحقيق الوعى الأسرى فى المجتمع، وذلك بالتعاون بين مجمع البحوث الإسلامية بـ الأزهر الشريف والمجلس القومى للسكان بوزارة الصحة، والكنيسة المصرية.

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عيَّاد، أن الدليل يعد الإصدار الأول ومن المقرر أن يتبعه سلسلة من الكتب التى تسعى لمعالجة كل القضايا التى تهم الأسرة وتشكل تحديًا مجتمعيًا قد يعوق كل جهود التنمية، مضيفًا أنه شهد إشرافًا مشتركًا من الجانبين الإسلامى والمسيحى وبرعاية من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف وكيل الأزهر الدكتور محمد الضوينى لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول بعض القضايا الأسرية.

أضاف عيَّاد أن الدليل يحتوى على مجموعة من المحاور المهمة التى تحقق الاستقرار المجتمعي، حيث يهدف المحور الأول إلى بيان مقومات الأسرة السعيدة من خلال بيان أهداف تكوين الأسرة من المنظور الدينى والاجتماعى والصحي، أما المحور الثاني: فيأتى للتركيز على مسؤولية الأسرة من خلال الإعداد الدينى (الروحي)، والخلقي، والاجتماعي، والعلمي، والاقتصادي، ويركز المحور الثالث على حقوق الزوجين لبيان الحقوق المشتركة بين الزوجين، وحقوق كل منهما على الآخر، إضافة إلى حقوق الأبناء.

وحصل اليوم السابع على نسخة من هذا الدليل والذى تضمن حقوق الزوجين، حيث وضعت كل الرسالات السماوية الأسرة فى بؤرة اهتمامها؛ لأن الأسرة هى الخَلِيَّة الأولى فى البناء المجتمعى إذا صلحت صلح المجتمع والعكس بالعكس.

من هنا كانت عناية الدين بالأسرة وحرصه - عبر كل رسالات السماء - على أن تكون أسرة سعيدة هانئة هادئة سوية مستقرة؛ ففى القرآن: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: ۲۲۸]، وقال: «إنَّما النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجالِ ».

فللمرأة حقوق تتمتع بها، ويجب على الرجل أن يلتزم بهذه الحقوق، وعليها واجبات تجاه الرجل يجب عليها أن تؤديها، وكذلك الرجل سواء بسواء، ولكل منهما حقوق مشتركة، وهذا بيان ذلك..

الحقوق المشتركة بين الزوجين

إذا كان للزوج حقوق على زوجته، ولها عليه حقوق، فهناك حقوق مشتركة بينهما، ومن هذه الحقوق المشتركة: إحسان المعاملة، وثبوت نسب الأولاد إليهما، وكذلك التوارث، والمعاشرة الزوجية بحقوقها وآدابها التى فى طليعتها ما يأتي:

أ - وجوب الاستتار عند ممارستها.

ب استحباب التسمية قبلها.

ج - وجوب تلبية رغبة الزوج إذا دعاها وليس ثمة مانع شرعى أو طبى.
د - عدم إفشاء أسرار المعاشرة الجنسية بينهما.

هـ - عدم الممارسة فى أثناء وجود مانع شرعى أو طبى.

و - تحريم إتيان الزوجة فى غير ما أحل الله.

ز - عدم العزل عنها إلا بإذنها.

ويؤكد الكتاب المقدس هذا المعنى: لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ لِلرَّجُلِ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلْمَرْأَةِ» ( ١ كو٧: ٤-٣).

وهذا تفصيل أهم النقاط

أ. عدم إفشاء أسرار الحياة الزوجية:

وصف الله تعالى علاقة الزوج بزوجته بوصف دقيق فقال تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ﴾ [البقرة: ۱۸۷]، وفى هذا المعنى من الستر والحشمة ما لا يخفى. وقد عد النبى ﷺ إفشاء أسرار هذه العلاقة بأنها أعظم الخيانة، فقال: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِى إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا ».

فما بين الزوج وزوجته لا يطلع عليه أحد؛ فقد كانت أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ قُعُودٌ عِنْدَهُ، فَقَالَ: «لَعَلَّ رَجُلًا يَقُولُ مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ، وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، فَقُلْتُ: أى وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ، وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ، قَالَ: فَلَا تَفْعَلُوا؛ فَإِنَّمَا مِثْلُ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ لَقِى شَيْطَانَةً فِى طَرِيقٍ فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ.


ب - المعاشرة بالمعروف

يتوجب على الزوجين المعاشرة بالمعروف، والمعروف يظهر فى مواطن عديدة؛ ومنها: أن ينادى كلا منهما الآخر بأحب الأسماء إليه، وأن يستمع كل منهما لحوار الآخر، فلا ينشغل عنه، وأن يظهر المعروف عند الخلاف، وقد روى عن رسول الله ﷺ أنه قال لأم المؤمنين عائشة: «إِنِّى لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّى رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَى غَضْبَى قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ: «أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّى رَاضِيَةً، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَى غَضْبَى قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ ).

والحديث الشريف يبين جمال الحوار الدائر بين الزوجين، وحسن تفقد الزوج لموضع رضا زوجته وغضبها، وعلامة معرفته ذلك، وما رجل أكثر أعباء منه، ثم يظهر حب الزوجة فى قولها ا: «مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ».

ج - المودة والرحمة

بين الله - تعالى - فى القرآن الكريم أن الزواج آية من آياته، وذكر علته، فقال: وَمِنْ ءَايَتِهِ أن خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً أن فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: ٢١].

والمودة والرحمة الدعامتان الروحيتان اللتان يقوم عليهما البيت، وتنشأ فى ظلهما الأسرة نشأة هادئة مطمئنة؛ فالزوج العائد إلى بيته بعد عمله مهموما، لا يزيح عنه ألم هذا الهم إلا ابتسامة زوجة، أو مداعبة ولد، وكل هذا لا يكون إلا فى سكن روحى متسم بالمودة، وقد رحم بعضه بعضا، وأزاح عنه ما يكابده من مشقة وأعمال ؛ ولذا فإن الله - تعالى - تفضل على الرجال فخلق لهم من أنفسهم أزواجا، فقال تعالى: هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُن إِلَيْهَا [الأعراف: ١٨٩].

د. غض الطرف عن بعض الحقوق رعاية لمصلحة الأسرة:

عادة ما تكتنف الأسرة كثيرًا من المشاكل التى لا يخلو منها بيت؛ ولذا فالله تعالى قد أرشدنا إلى طريقة فى التعامل تساعدنا على حل كثير من هذه المشاكل؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ [البقرة: ٢٣٧]. وعدم نسيان الفضل واستدعاء العطاء بينهما من شأنه أن يبعث على الاستمرار فى الحياة الزوجية، وفى تعاهده عون كبير على الإلف والتحابب.

كما أن على الزوجين أن يزيلا أسباب الخلاف بينهما رافعين مصلحة الأسرة فوق كل اعتبار، وفى ذلك رَفْعُ للشقاق، وَبُعْد عن الطلاق، وَطَرْدُ للفراق، قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ، وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا أن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا [النساء: ٣٥].










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة