حرص الإسلام على الرحمة والرفق بالحيوان، ودعا إلى الإحسان فى الذبح ومعاملة الحيوان معاملة إنسانية بعيدة عن القسوة والألم والتعذيب، امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته، ويوضح عددا من الأطباء البيطريين آداب التعامل مع الأضاحى قبل وبعد الذبح مع اقتراب عيد الأضحى، خاصة أن الحيوان الذي يتعرض للتوتر والتعذيب قبل الذبح تتأثر جودة لحومه وقيمتها الغذائية، وتقل جودتها وتصبح جافة وأكثر مرارة وأقل قدرة على البقاء صالحة للاستخدام.
وقد ثبت علمياً أن الذبح على الشريعة الإسلامية فيه رحمة، حيث يتم القطع السريع للوجدين والحلقوم والمريء معا أثناء عملية الذبح وبصورة مفاجئة يليه حدوث نزف سريع يقطع الدم والاكسجين عن المخ يجعل فقد الإحساس لدى الحيوان سريعا، ويلغي إحساس المخ بالألم، كما يحدث للحيوان نوعا من التخدير للألم مع بقاء نشاط وعمل المخ والقلب بصورة طبيعية لإتمام عملية النزف خارجا.
تقول الدكتورة سالى الفقى طبيبة بيطرية، إن الإحسان والمعاملة الإنسانية للأضاحى واجب لابد من مراعاته، ويمكن ذلك من خلال: إحسان الذبح فى البهائم والترفق بها، ولذلك ينهى الإسلام عن إخافتها وذلك بعدم حد الشفرة أمامها، أو ذبحها أمام بعضها البعض، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن حد الشفرة أمام الشاة: أتريد أن تميتها ميتتين؟! هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها، بالإضافة إلى عدم القسوة فى معاملتها؛ كجرها من موضع إلى آخر برفق، وقد روى ابن سيرين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه رأى رجلا يسوق شاة ليذبحها سوقا عنيفا، فضربه بالدرة ثم قال له: "سقها إلى الموت سوقا جميلا لا أم لك " .
وأكدت سالى ضرورة عدم القسوة فى الضغط عليها وإيلامها، فقد روي عن عمررضي الله عنه أنه رأى رجلا أضجع شاة ووضع رجله على صفحة وجهها وهو يحد الشفرة، فضربه بالدرة فهرب الرجل، وشردت الشاة، عدم قطع أى جزء منها قبل موتها، فالقطع تعذيب وحرام، ولا يجوز أكل ما يقطع منها قبل ذبحها، كما لا يجوز قطع أي شيء منها قبل أن تستقر أي يتأكد من موتها امتثالا لقول الله تعالى: فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا، فلم يبح الله أكل شيء منها قبل وجوب الجنب، وهو الموت، حيث يدخل في باب التعذيب جمع الأغنام معا وذبحها بالدور وهى تشاهد الذبح.
وأشارت إلى تقديم الماء للحيوان قبل ذبحه، وأن يكون الذابح مستقبل القبلة، والذبيحة موجهة إلى القبلة بمذبحها لا بوجهها، مع مراعاة معاملة الحيوان بعد ذبحه برفق، فلا يكسر عنقه، ولا يقوم بسلخه أو قطع أى عضو منه حتى يبرد، فإذا فعل ذلك أساء، وللوصول إلى مذاق أفضل للحوم، وتخزينها لفترة أطول لابد من تجنب ذبح الأضحية وهى مجهده أو مريضه، ويفضل أن العجل لا يتناول طعام قبل الذبح ب12 ساعة، مع استمرار شرب المياه.
فيما أوضحت قالت الدكتورة سماح نوح، طبيبة بيطرية، رئيس قسم الارشاد بإدارة الطب البيطري بمركز الشهداء بالمنوفية، الفرق بين النحر والذبح للأضحية، مؤكدة أن كلاهما حلال والمقصود به تزكية اللحم من الدم بعد الذبح، بمعني أن نتخلص من أكثر من ثلثي الدم الموجود بالحيوان، أى أكثر 74% من دمه، ولفتت إلى أن الذبح: يتم عن طريق قطع في العروق الموجودة فى منطقة الرقبة ناحية الرأس، خاصة في الحيوانات ذات الرقبة القصيرة كالغنم مثلا، أما النحر: فهو يتم عن طريق طعن الحيوان أسفل الرقبة عند التقاء الرقبة بالصدر، وخاصة الحيوانات ذات الرقبة الطويلة كالإبل.
ولفتت إلى أن استخدام الذبح مع بعض الحيوانات وبعضها الآخر النحر، يرجع ذلك إلى مثلا الإبل: لا يستخدم معاها إلا طريقة النحر لأن الرقبة طويلة فيتم طعنها فى نحرها عند مكان التقاء الرقبة بمنطقة الصدر لأنه أقرب مكان للقلب، مما يمكن القلب من ضخ أكبر كمية من الدم لأن موضع النحر قريب منه، وذلك يتم بمساعدة حركة الأطراف التى بدورها تضخ كمية الدم التى بداخلها ويخرج أكبر قدر من الدم خارج الجسم.
وأضافت: ماذا يحدث إذا استخدمنا الذبح مع الجمل؟ لو تم ذبحها من أعلي الرقبة ناحية الرأس فسيعطل ذلك آلية خروج الدم من الجسم لأن مكان الذبح بعيد عن القلب بسبب طول رقبة الحيوان وسيصعب ذلك العملية على القلب لأنه لن يكون قادرا على ضخ كمية الدم التي يضخها لو مكان الذبح قريب منه، وبالتالي العملية لن تتم بنفس الكفاءة وفى احتمال أن الحيوان قد تزهق روحه قبل خروج أكبر قدر من الدم ، لذلك يستخدم النحر، وتابعت: أما الذبح، فهو يستخدم مع جميع الحيوانات ذات الرقبة القصيرة ( أغنام - ماعز... ) لعدم وجود فارق كبير بين مكان الذبح وبين القلب، ومجمع العروق موجود أعلي الرقبة ناحية الرأس، أما الأبقار والجاموس يجوز الطريقتين خاصة لو الحيوان شرس فى التعامل مثل الجاموس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة