يعد عيد الأضحى أحد أهم الأعياد في الإسلام، ويُعرف أيضًا بـ"عيد النحر"، يأتي في العاشر من شهر ذي الحجة، ويستمر لمدة 4 أيام يرتبط عيد الأضحى بفريضة الحج، حيث يقوم الحجاج في مكة بأداء مناسك الحج في هذه الفترة.
تعود أصول عيد الأضحى إلى قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما أمره الله بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام كاختبار لإيمانه وطاعته، وعندما استجاب إبراهيم للأمر الإلهي، وأظهر استعداده للتضحية بابنه، فدى الله إسماعيل بكبش عظيم، ومن هنا جاء تقليد التضحية بالأضاحي في هذا العيد.
يشرع التكبير منذ فجر يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة) إلى عصر آخر أيام التشريق (الثالث عشر من ذي الحجة). وصلاة العيد ركعتان وتكون بعد شروق الشمس وارتفاعها قيد رمح. والأضحية هي شعيرة مهمة حيث يقوم المسلمون بذبح الأضاحي من الأنعام (الأغنام، البقر، الإبل) وتقسيم لحمها بين الأهل، الأصدقاء، والفقراء. ويعد الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب من السنة؛ فيتزين المسلمون ويتطيبوا ويخرجوا للصلاة.
كان، وما يزال، لعيد الأضحى أهمية كبيرة عبر التاريخ الإسلامي. منذ عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كان المسلمون يحتفلون بهذا العيد في المدينة المنورة، واستمر الاحتفال به على مر العصور في كل الدول الإسلامية. وبالنظر إلى عيد الأضحى في مصر عبر العصور، نجد أنه في العصر الفاطمي تميز بالاحتفالات الكبيرة والعطاءات السخية للفقراء والمحتاجين. وكان الخليفة الفاطمي يشرف شخصيًا على توزيع اللحوم. وفي العصر المملوكي، كانت الاحتفالات تتضمن توزيع الأضاحي وإقامة المهرجانات، وكان السلاطين المماليك يقدمون الولائم العامة. وفي العصر العثماني، استمر الاحتفال بعيد الأضحى مع بعض التغيرات في الطقوس والمظاهر الاجتماعية، لكن الجوهر بقي كما هو. وفي العصرين الحديث والمعاصر، ما يزال المصريون يحتفلون بعيد الأضحى بشكل كبير، مع التركيز على التضحية وتوزيع اللحوم والتكافل الاجتماعي.
يعد عيد الأضحى مناسبة اجتماعية مهمة في مصر، حيث يجتمع الأقارب والأصدقاء للاحتفال سويًا. ويتميز العيد بالعديد من الأنشطة والتقاليد، مثل الزيارات العائلية وتبادل هذه الزيارات بين الأهل والأقارب وتقديم الهدايا للأطفال، وإعداد الأطعمة التقليدية من الأطعمة الشائعة خلال العيد مثل الفتة، أي الأكلة المصرية التقليدية المكونة من الخبز والأرز واللحم، والحلويات المختلفة، وذبح الأضاحي في الصباح الباكر بعد صلاة العيد، يتم ذبح هذه الأضاحي وتوزيع لحومها، حيث يُعد هذا العمل رمزًا للتكافل والإحسان، ومساعدة الفقراء من خلال توزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين، ويعد هذا العمل من أهم الجوانب الاجتماعية للعيد التي تعزز من قيم التضامن والتعاون.
يجسد عيد الأضحى العديد من القيم الإسلامية والإنسانية من خلال شعائره وطقوسه. ويربط المسلمين بتراثهم الديني والاجتماعي عبر العصور، ويعزز من الروابط الاجتماعية والإنسانية في المجتمع في مصر، كما في باقي الدول الإسلامية، يعد عيد الأضحى مناسبة مميزة تحتفل بها الأجيال المصرية العديدة من أجل ممارسة الطقوس الدينية والمحافظة على التقاليد والاجتماعية المميزة لمصر والمصريين.