لن يتوقف نتنياهو عن حرب الدمار والإبادة التى يشنها على غزة، طالما استمرّ فى تحالف المجانين الذى يحكم إسرائيل وسيشن حربا على فلسطين وينكر أى حقوق للفلسطينيين وهو ما يردده وزراء نتنياهو رافضين الاعتراف بدولة فلسطينية أو حقوق لشعب تمت إزاحته من أرضه على مدى 7 عقود، ولم يعد أى من المتابعين لسياقات الصراع يتوقع أكثر مما حدث خلال حرب التدمير المستمرة من 7 أكتوبر، من دون أفق أو أهداف يمكن تحقيقها بالحرب أو انتصارات على خصم واضح ومحدد.
ليست المرة الأولى التى يوصف فيها نتنياهو بأنه يقود فصيلا من المجانين فقد سبق واتهمه مراقبون غربيون بل وأمريكيون بذلك وأنه يقود المنطقة إلى جحيم حرب بلا أفق.
وهذه المرة يأتى وصف الجنون من منافس نتنياهو أو قائد المعارضة وحسب ما نشرته «يديعوت أحرونوت» فقد قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن «حكومة بنيامين نتنياهو تضم أشخاصا مجانين تماما غير قادرين على حكم أى شىء، واعتبر أن تطرف وزير الأمن القومى الإسرائيلى ايتمار بن جفير ووزير المالية بتسئيل سموتريتش ، يشدون إسرائيل إلى عوالم الجنون ويسيران باتجاه المزيد من التفتيت والتفكك، كما اعتبر من علامات الجنون هو الموقف المخالف والمعارض للموقف الأمريكى، فى إشارة إلى تصريحات أطلقها نتنياهو اتهم فيها الرئيس الأمريكى جو بايدن بوقف توريد السلاح لإسرائيل، واعتبر لبيد اتهام نتنياهو لبايدن بتأخير شحنات الأسلحة نوعا من الجنون السياسى لإرضاء اليمين المتطرف.
بالطبع فإن لبيد منافس لنتنياهو ويعلم أن الحرب والصراع جزء من السياقات السياسية فى إسرائيل، وهو نفسه يمكن أن يتحرك فى إطارها، وربما لا يحظى بالكثير من التأييد فى ظل الشحن والدعاية والتخويف التى يشنها اليمين المتطرف ويجيد ترويجها بين الإسرائيليين.
لكن الواقع أن نتنياهو اتخذ القوس الأكثر تطرفا فى التعامل مع الحرب، بجانب النفخ فى أبواق الصراع شمالا وجنوبا، مع حزب الله، ورفض أى محاولات أو مساع لوقف الحرب المستمرة لأكثر من 8 شهور، والتى تشهد تدفقات لأكبر شحنات من السلاح الأمريكى والأموال أيضا لمساندة اقتصاد اتضح أنه فارغ وخاو، ولا يمكنه الصمود من دون التدفقات والمعونات الأمريكية والغربية.
وبالتالى فإن الجنون المصحوب بغرور القوة لدى نتنياهو، بقدر ما يكشف عن إحساس مبالغ فيه بالقوة، فهو أيضا يكشف عن أزمة، حتى لدى التيار المتطرف، تشير إلى خوف فعلى من تدهور الأوضاع، وغياب للسياسة والقدرة على صناعة تكتيكات ومناورات يمكن من خلالها التعامل مع الأوضاع السياسية والمرونة فى كسب مؤيدين، لكن غياب السياسة واضح من طريقة التعامل مع أزمة 7 أكتوبر فلم يتم تفهمها والتعامل معها بالعقل البارد لكن بانتقام وقوة مغرورة، فضلا عن فقدان حلفاء أو مؤيدين بعضهم كان يتعاطف مع خطاب المظلومية الإسرائيلى.
غياب السياسة لدى فصيل المجانين، انعكس فى فقدان دول صوتت لصالح الدولة الفسطينية بعضها كان من المتعاطفين مع ادعاءات الاحتلال، بل إنه حتى داخل المحيط الطبيعى الداعم والمتحالف مع إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، التى أصبحت لأول مرة تظهر فى صورة الدولة التابعة والمترددة فى مواجهة تصلب نتنياهو وحكومته المتطرفة، حتى لو كان ذلك يتم ضمن ابتزازات انتخابية طبيعية.
ومع فقدان الحلفاء هناك غرور يدفع للاستهانة من خطر توسيع الصراع، وهناك تحذيرات أطلقها عسكريون سابقون من توسيع الصراع في شمال إسرائيل وفتح جبهة بجنوب لبنان منهم اللواء الاحتياط إسحاق بريك الذى قال إن أى قرار من نتنياهو لمهاجمة حزب الله سيجلب خطرا على إسرائيل، بل قال إن الحرب فى غزة فقدت غايتها وهى مستمرة من أجل مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، بل إنه رأى أن نتنياهو لم يحقق انتصارات فى رفح، بل إن المقاومة تفخخ البيوت والشوارع وتوقع قتلى، وهذا الرأى فى الواقع ترصده الكثير الجهات التى تسعى لتحليل الحرب، وترى أنه بالرغم من فرق القتلى والجرحى فإن المقاومة توقع قتلى وجرحى فى كل العمليات، بجانب أن حجم وعدد الخسائر بين المدنيين تشير إلى أن نتنياهو يشن حربا على المدنيين العزل بينما يعجز عن إنهاء الحرب وحسمها لصالحه، وكلما طالت مدة الحرب تتواصل خسائر جيش الاحتلال، بجانب الانهيار الاقتصادى والاجتماعى تسببه طوارئ الحرب على مدى كل هذه الشهور.
كل هذا يضع مستقبل الصراع ضمن تطورات تتصاعد وتتفاعل، وتتشابك وتتقاطع لتصنع واقعا شديد الجنون والتعقيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة