وجه السيد الرئيس تحية إلى العاملين بالجهاز الإداري للدولة مشفوعة بالحث على مزيد من الإنتاجية والعمل المتواصل وبلوغ مستوى الإتقان والجودة في مخرجاته؛ بغية تحقيق غايات الدولة العليا، والتي يأتي في مقدمتها استكمال مشروعاتها القومية، والتقدم، والنهضة والتنمية المستدامة في كافة مجالات وقطاعات الوطن الحبيب.
وهدف الاحتفاء بهذا اليوم يكمن في تقدير جهود المخلصين الذين يقدمون كافة الخدمات والدعم الإنساني في شتى بقاع المعمورة، من أجل التنمية المستدامة بالمورد البشري والمادي على السواء، كما أن من لديه المقدرة على العطاء يقبل بكل طاقته وما لديه من مناط خبرة؛ ليساهم في عمليات البناء بكل صورها؛ بالإضافة إلى تحفيز عمليات الابتكار في شتى مجالات العمل؛ فتحدث التنمية المستدامة بوتيرة متسارعة تلبي طموح الإنسان على الأرض قاطبة.
إن اليوم العالمي للخدمة العامة يعبر بصدق عن أن العمل يجب أن يصبغ بإتقان، وهذا بالطبع يتأتى من مهارة ترتبط بخبرة تتسم بالعمق يمتلكها الفرد ويدرك تمامًا أهميتها في تحسين وتطوير وزيادة الإنتاج؛ فيستطيع أن يستثمر الوقت، وينمي دومًا من معارفه وممارساته أو أداءاته اللتان تؤديان به إلى مزيد من الابتكار في مجاله؛ ليصل إلى أفضل أداء ممكن، ومن ثم نستطيع أن نقول في شأنه أنه أدى عمله على الوجه الأكمل وبالصورة المثلى؛ فينال التقدير والاحترام والمكرمة، ويصبح نموذجًا يقتدى به في الميدان.
وفي هذا الصدد نود الإشارة إلى أن مرحلة الإتقان التي نصبوا إليها في العمل تُعد رهن ما يبذل من جهود صادقة مخلصة متواصلة، تمكننا إلى أن نصل بأعمالنا تلك إلى مستويات متقدمة؛ فعلى غرارها تلقى الاستحسان من المستفيد مما نقدمه لهم في صورة خدمات أو منتج يسد حاجة أو يلبي رغبة وطموحًا، ومن ثم نقدر المنهج العلمي الذي يحث على التفكير وتوظيف آلياته بمستوياته المختلفة بما يزيد من الإنتاجية المجودة، كما يحثنا ذلك على ألا نتوقف وتصبح المسيرة في طريقها ماضية من مرحلة تطور تلو الأخرى فيما نقدمه من أعمال؛ لننتقل من الحسن إلى الأحسن، ونتحمل مسئولية ما قد نقع فيه من أخطاء، ونحرص على تصويبها بصورة فورية، حتى نحافظ على ما لدينا من مقدرات مادية أو بشرية، وهذا ما ذكرنا به سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في سياج حديثه المتميز على الدوام.
وفي سياق تجديد العزم على خدمة وطننا العزيز وشعبه العظيم، نذكر بأن أخلاقيات العمل تشير إلى مجموعة الممارسات التي تتأتى من قواعد وأصول وقيم مهنية ومعتقدات معينة تتسق مع الجانب الخلقي لدى الفرد وتحافظ على شرف المهنة وميثاقها، يتم الالتزام بها داخل بيئة العمل ومع المستفيدين؛ بغية إيجاد مناخ مؤسسي يقوم على الأمانة وحسن الخلق، واحترام الآخرين، والالتزام بمواعيد العمل، والولاء المؤسسي، والالتزام الوظيفي، والطاعة للرؤساء، وتجنب جميع أشكال الانحراف الوظيفي، والتعامل بإيجابية مع زملاء العمل.
كما نؤكد على أن أخلاقيات العمل الوطني تقوم على فن وعلم يحفظ العلاقات بين الأفراد والمؤسسات ويقوي علاقتهما بالمجتمع لتصبح هناك علاقات إيجابية ومتناغمة، تقوم على تحقيق مصلحة الوطن العليا، وتعلي من قدر المحاسبية والمسئولية وتعترف بالحقوق والواجبات، وتستهدف رضا الجميع من عاملين ومستفيدين بما يتسق مع قانون الخدمة العامة؛ لذلك أضحت أخلاقيات العمل وعاء للسلوكيات والممارسات الإيجابية، يحدد للفرد من خلالها الصواب من الخطأ، ويميز الغث من الثمين، في ضوء معايير تتسم بالشفافية والعدالة.
ونستبشر بدعم الرئيس لجهود التطوير الشامل للجهاز الإداري للدولة؛ فدعونا نقولها بشكل صريح إن محاولات جني الثمار التي تتمخض عن الحوكمة الذكية يصعب نيلها بعيدًا عن دعم سياسي وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تنطلق من خطوات وإجراءات إصلاحية ملموسة، وتعمل على تجاوز التحديات والصعوبات.
وبالطبع نثمن جهود الدولة المصرية المتواصلة تجاه تحسين وتطوير بنيتها الأساسية وخاصة البنية الرقمية؛ بهدف استكمال مسار الحوكمة الذكية التي تعتمد على الخصوصية وموثوقية وضمانة التحكم من قبل المستخدم أو من يخول له أمر التعامل مع المستفيدين، وهذا لا ينفك بحال عن لوائح وقوانين منظمة ومواثيق تلتزم بها المؤسسات؛ فقد أضحى الأمن المعلوماتي يشكل المعيار الرئيس في هذا الخضم؛ فلا منزع لمخاطر سيبرانية قد تحدث خللًا أو خطرًا على خدمات ومنتجات المؤسسة بأي صورة تضير بها وبالجمهور المستهدف.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة